و كان فيليب على وشك أن يُصاب بالذهول. يقال أنه لا شيء مستحيل في هذا العالم، وها هي القضبان تنحني بشكلٍ ملحوظ.
‘سيد آمون تغيّر حقًا بعد أن أصبح يواظب على تدريباته البدنية.’
تألقت عينا فيليب. فقد كانت سرعة تطور آمون مدهشةً بالفعل.
و منذ وقتٍ ما، بدأ بالتدريب بجد، وحقق نموًا ملحوظًا يستحق الإعجاب.
‘لم يكن بهذا المستوى في الماضي…..’
لقد غيّرت إيلين الكثير من الناس. ولهذا السبب أحبها فيليب.
كووانغ-!
قطّب فيليب حاجبيه عند سماع ذلك الصوت الضخم المفاجئ من الأعلى. و نظر إلى آمون بوجهٍ قلق.
“ما كان ذلك الصوت بحق؟”
“لا أعلم…..يبدو أن أحدهم يقاتل.…”
“صوت قتالٍ يمكن سماعه بهذا الارتفاع؟ هل هذا ممكنٌ حقًا؟”
“أجل، ما الذي يحدث بحق..…”
“أشعر بوجود أحدهم يقترب.”
بدا القلق على وجه آمون. فقد كان كلام فيليب صحيحًا.
شخصٌ ما كان يقترب من المكان الذي يتواجدان فيه.
شد آمون قبضته. ولحسن الحظ، تمكنوا بالكاد من توسيع الفجوة بما يكفي لخروج شخصٍ واحد.
خرج الاثنان من بين القضبان بصمتٍ محبوس الأنفاس.
“ابحث عن المفتاح بسرعة، فيليب!”
ما إن جهّز آمون سيفه حتى همّ بالتحرك، لكن جرحه أوقفه. فأمسك بيده جرح كتفه.
لقد ازداد الجرح سوءًا بسبب ثنيه للقضبان. و شحب وجهه حتى أصبح ناصع البياض.
رغم أنه لم يعرف هدف كورِيليا بدقة، لكنه كان واثقًا أن بقائه هنا سيعني الموت أو أن يُستخدم كرهينة.
رأى فرسانًا متدربين محبوسين داخل القضبان الحديدية. و كانت وجوهًا مألوفة. بل إن بعضهم كان من الطلاب الذين حضر معهم الدروس.
ثم تحدث أحدهم لآمون،
“اتركنا واذهب.”
“ماذا؟ ما الذي تقوله؟”
“لا نريد أن نكون عبئًا.”
كان وجه الطالب الذي قال ذلك صغيرًا لدرجة أنه من الواضح لم يبلغ سن الرشد بعد. من المؤكد أنه التحق بالأكاديمية منذ وقتٍ قصير فقط.
شعر آمون بالغضب تجاه كورِيليا التي لم تتردد حتى في خطف طلاب بهذا العمر.
“تباً، لا تقل شيئًا سخيفًا. لن أترك أحدًا خلفي.”
لكن الوقت لم يكن في صالحهم. فقد بدأ صوت خطوات الفرسان الثقيلة يقترب.
عمّا قريب، سيقتحم الفرسان هذا المكان.
كان فيليب، وهو يراقب آمون المصاب يبحث بجنون عن المفتاح، و تملكه التردد.
كان تردده قصيرًا.
“أنا آسف، يا سيد آمون.”
“فيليب؟ ما الذي-”
ضرب فيليب مؤخرة عنق آمون. ولأن حالة آمون الجسدية كانت سيئة، لم يستطع المقاومة وسقط أرضًا.
لم يكن آمون في حالة تسمح له بالقتال. فأخفى فيليب آمون تحت الطاولة التي كان يراقبها منذ قليل. و كان هناك قماش طويل يغطيه بالكامل.
‘حسنًا، حتى لو كُشف، فهو من عائلة الدوق هيدور، لن يقتلوه على الأرجح!’
كان آمون رهينةً ممتازة. وإذا وقع في يد كورِيليا، فسيكون من المؤكد أن الأمير فريدين، خطيب إيلين، سيقع في ورطة.
حتى من دون ذلك، إن خاض السيد آمون قتالًا وهو في هذه الحالة، فقد يموت. وحينها، ستحزن إيلين.
كلماته التي قالها لآمون لم تكن كذبًا. كان حلمه أن يهزم إيلين في مبارزةٍ يومًا ما. لكن عليه أولًا أن يفي بوعده لها بسداد الدين.
أمسك فيليب سيفه بإحكام. وسرعان ما ظهر الفرسان.
“أيها الوغد! كيف خرجتَ من هناك؟”
لم يكن بحاجة للقتال كي يعرف النتيجة.
لم يكن قادرًا على مجاراتهم. فهو مجرد طالب مبتدئ في الأكاديمية، بينما فرسان كورِيليا كانوا أقوياء للغاية.
كانت ملامح الفرسان تحمل شيئًا من الخوف، لكن فيليب لم يلحظه.
‘يبدو أنني لن أستطيع الوفاء بكلمتي للسيد آمون.’
لم يمت في سبيل الشرف، لكنه وجد نفسه قادرًا على الموت لحماية الآخرين. وكان ذلك نهايةً تليق بفارس.
صرخ بوجهٍ حازم،
“تعالوا إن كنتم رجالًا!”
قال ذلك وهو يلوّح بسيفه. لكن كما توقّع، سيفه صُدّ بسهولة مذهلة، حتى كأنه لا شيء.
“أتجرؤ على ذلك، وأنت مجرد طالب في الأكاديمية؟!”
الفارس الذي تلقى ضربة فيليب ردّ بضربةٍ مملوءة بنية القتل.
حدّق فيليب في سيف الفارس بعينين متسعتين. و أدرك أنه لن يستطيع صده. وفي تلك اللحظة، اصطدم سيفٌ ما بسيف الفارس وأطاح به.
اتسعت عينا فيليب بدهشة. و رأى إيلين التي ظهرت فجأة، تطيح بالفرسان بضربةٍ واحدة لكل منهم.
مع كل ضربة سيفٍ كانت توجّهها، كان الفرسان يسقطون وهم يصرخون صرخات موتهم.
وقف فيليب مذهولًا يحدّق في الفرسان الذين سقطوا واحدًا تلو الآخر أمام عينيه في لحظات. بينما لم يكن في يد إيلين أي تردد.
وفي تلك اللحظة، تذكّر ما قاله لآمون.
“هل تعرف ما هو هدفي، يا سيد آمون؟ أن أهزم إيلين في مبارزة يومًا ما.”
أجل، ربما…..كان هدفًا كبيرًا جدًا.
‘يا لي من فارس ضعيف التفكير!’
هزّ فيليب رأسه نادمًا على أفكاره الضعيفة.
ثم اقتربت إيلين منه بعد أن أنهت القضاء على الفرسان.
“فيليب، هل أنتَ بخير؟ لقد خُطِفتَ أنت أيضًا، أليس كذلك؟”
زفر فيليب تنهيدة ارتياحٍ وهو ينظر إليها، لكن سرعان ما لاحظ جرحها فعبس وجهه.
“إيلين، هل أُصبْتِ؟ كيف عرفتِ مكاننا؟”
“لا شيء مهم. لكن أخبرني، ما الذي حدث هنا بحق؟”
“أنا أيضًا، والجميع، وقعنا في يد كورِيليا. عندما استعدنا وعيَنا، وجدنا أنفسنا هنا.”
وقعت عينا إيلبن على طلاب الأكاديمية المحتجزين داخل القضبان الحديدية. فكورِيليا لم تكتفِ بخطف آمون، بل خطفت أيضًا طلابًا أبرياء.
تصلّب وجه إيلبن.
لم تأخذ كلمات كورِيليا السابقة باستخفاف. كان ما قالته عن تدمير الإمبراطور لمن يعرفها حتى وإن ماتت، يؤرقها.
“السيد آمون تحت الطاولة..…”
همّ فيليب بإخراجه بسرعة، لكنه توقف فجأة عن الحركة. فقد بدأ يشعر بهالة مريبة ومظلمة على نحو غير طبيعي.
كانت طاقةً صريحة وواضحة، بحيث يمكن لأي شخص قادر على استشعار المانا أن يدركها فورًا.
‘ما هذه الهالة المقززة؟’
في تلك اللحظة، فهمت إيلين ما كانت تقصده كورِيليا بكلامها.
مصدر تلك الهالة كان قادمًا من الأكاديمية، المكان الذي غادرته للتو.
***
نظر أليكسيس إلى فريدين.
تدفق المانا الذي شعر به كان يتجه مباشرةً نحو أكاديمية أتينس. وهذا يعني أن الإمبراطور قد انتقل إلى هناك.
لا يبدو أنه ينوي حتى إخفاء هذه المانا المقيتة.
ارتسمت على وجه أليكسيس ابتسامةٌ ملتوية. و كأن الإمبراطور يوجه له دعوةً لبدء حربٍ شاملة.
هذا يعني أنه واثقٌ تمامًا من قوته.
ساد صمتٌ كثيف داخل الغرفة.
“الإمبراطور استخدم السحر الأسود.”
“….…”
“الأكاديمية في خطر. لقد استخدم الإمبراطور سحر انتقالٍ آني واسع النطاق باتجاه غابة الغرب.”
“أبي اختار في النهاية أسوأ خيارٍ ممكن.”
“يجب أن تحرك الجيش، سمو الأمير. أنا كذلك سأنضم إليكم.”
عند سماع ذلك، أغلق فريدين عينيه بإحكام.
رغم أن الإمبراطور كان أسوأ شخصٍ في نظره، إلا أنه كان قائدًا يفتخر به شعب الإمبراطورية. وإعلانه غزو الأكاديمية يعني أنه لم يعد يهتم بأرواح الإمبراطوريين المحيطين بها.
لن يستطيع التمييز بين طلاب الأكاديمية والمدنيين حين يهاجم. لقد تخلّى الإمبراطور حتى عن آخر ذرة من إنسانيته.
“طلاب الأكاديمية في خطر.”
أومأ فريدين برأسه بعد سماعه لكلام أليكسيس.
رغم أن الغضب كان يغلي في أعماق صدره، إلا أن الحفاظ على رباطة جأشه كان أكثر أهميةً في هذه اللحظة.
“والدي سيدفع ثمن خداعه للناس ولجوئه إلى السحر الأسود.”
لقد حان وقت اتخاذ القرار.
وما إن أنهى فيردين كلامه، حتى أصدر أليكسيس أمرًا للساحر الواقف إلى جواره،
“استخدم سحر الانتقال الآني فورًا، واصطحب الدوق أسيلي الموجود في القلعة الخلفية.”
***
كانت إيلين تربط الجرح الذي أصاب فخذها. وبجوارها، وقف فيليب شاحب الوجه وقد فقد روحه من الصدمة.
كان لا يزال تحت تأثير تلك الهالة المشؤومة التي شعر بها قبل لحظات.
“ما الذي يحدث بحق؟ إيلين، هل تعرفين؟ لم أشعر من قبل بمانا مزعجةٍ كهذه.”
“لا أعلم تمامًا، لكن علينا أن نتحرك بسرعة باتجاه الأكاديمية.”
تجاوزت إيلين فيليب وتقدمت نحو القضبان التي حُبس خلفها طلاب الأكاديمية.
“بحثت كثيرًا، لكن لم أعثر على المفتاح.…”
“لا بأس، حتى دون مفتاح.”
رفعت إيلين سيفها. و أدرك فيليب حينها أن قلقه كان بلا فائدة.
فبمجرد أن لوّحت إيلين بسيفها، انقسمت القضبان الحديدية بسلاسة تامة.
لقد كانت قادرةً على ثني حجر تحكم المانا بيديها فقط. و انبهر مرة أخرى بمهارتها المذهلة في استخدام السيف.
بعد بضع ضربات، أنقذت إيلين جميع الطلاب، ثم وجّهت حديثها لهم،
“خذوا الجميع وابتعدوا قدر الإمكان عن الأكاديمية.”
“عن الأكاديمية؟”
“لا وقت لشرح التفاصيل.”
أومأ طلاب الأكاديمية برؤوسهم رغم أنهم لم يفهموا ما يجري.
ثم التفتت إلى فيليب.
“السيد آمون مصاب، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح، لكن…..إيلين، لا تقولي أنكِ تنوين الذهاب وحدكِ؟”
“لا خيار آخر. خذه واذهب إلى المعبد. ليس لدينا وقت.”
“….…”
“أرجوكَ.”
نظر فيليب إلى إيلين وعضّ شفته السفلى بهدوء. لقد أدرك أنه لن يكون عونًا لها فيما هي على وشك أن تفعله.
وكانت إيلين محقة. إن لم يذهب إلى المعبد فورًا، فحياة آمون ستكون في خطر.
“إيلين، دعينا نلتقي مجددًا…..ولا تصابي بأي أذى.”
قال ذلك، ثم غادر المكان مصطحبًا طلاب الأكاديمية.
وبينما كانت إيلين تحدق للحظات في الاتجاه الذي غادر فيه، استدارت بسرعة وتوجهت نحو الأكاديمية.
__________________
آمون مسكين ماغير ينضرب ويغمى عليه من كم فصل😭
ايلين طيب يختي ما امداس تخلصين من كوريليا بتروحين للإمبراطور؟ استني فريدين يختي😭
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 109"