تقاطع سيفا إيلين وكوريليا. و لم تصب ضربة كوريليا إيلين إصابةً تامة.
الهجوم الذي استهدفت به قلبها لم يفلح سوى في شق فخذ إيلين شقًا طويلًا.
تمزق ثوب إيلين وتناثر الدم. لكنها لم تكن إصابةً قاتلة تمنعها من الحركة.
و لم تشعر كوريليا بخيبة أمل.
‘كما توقعت، هذا يجدي نفعًا!’
كان واضحًا أن قوتها، التي ازدادت بعد تناولها لحجر المانا، تؤثر على إيلين.
‘أقالت أنها لم تصبح سيّدة سيفٍ لأنها مهووسة بالقدرات الجسدية والمانا؟’
كيف تجرأ أحدهم على قول ذلك عني؟
عزمت كوريليا ألّا تدع إيلين تموت موتًا هادئًا.
أحاطت المانا بسيفها ولوّحت به مرارًا متتالية. كان هذا ممكنًا بفضل حجر المانا، الذي مكّنها من استخدام المانا بلا أن ينقص مقدارها.
إيلين بدورها استخدمت الأورا لصد ضربات سيف كوريليا.
‘سأفوز!’
ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتي كوريليا. فإيلين لن تتمكن من هزيمتها. هي من ستحقق النصر في النهاية.
بثقةٍ تامة حاولت كوريليا طعن كتف إيلين بسيفها. و كانت على يقين أن هذه الضربة ستلحق بإيلين ضررًا بالغًا.
وفي تلك اللحظة، انحنت إيلين لتتفادى سيفها، ثم ردّت الهجوم على الفور.
كانت حركتها طبيعيةً وسلسة كما لو كانت تيار ماء. لكن تلك الحركة بدت لكوريليا وكأنها تحدث ببطءٍ شديد.
‘لقد تحسنت حواسي بسبب حجر المانا…..يا إلهي، حتى هذا ممكن؟’
لكن فجأة، ساورها شعورٌ غريب. فقد كانت حركات إيلين تبدو بطيئة، ومع ذلك، لم تستطع تفادي هجماتها بأي شكل.
وأصبح صدّ ضرباتها بالسيف يزداد صعوبةً شيئًا فشيئًا. رغم أن تلك الهجمات لم تكن سريعةً أبدًا بالنسبة لكوريليا المتحوّلة إلى وحش سحري.
تلقّت ضربةً من إيلين بسهولة مذهلة، حتى شعرت بألم حارق في كتفها.
لكن جسدها بدأ بالتعافي بسرعة بفضل حجر المانا الذي تناولته. إلا أن الألم لم يكن غائبًا.
حدّقت كوريليا في إيلين بعينين لا تصدّقان.
‘كيف…..كيف تفعلين هذا؟’
كانت حالتها مثالية. السحر الأسود المتطور للإمبراطور منحها جسدًا شبيهًا بجسد سيّدة السيف، ولو بشكلٍ مؤقت. ومع ذلك، لم تستطع تفادي حركات إيلين التي بدت بطيئةً بشكلٍ لا يُصدّق.
كوريليا لم تكن قادرةً على استيعاب ما يجري.
“أنا أصبحت أقوى منكِ بالتأكيد. ولهذا، فمن الطبيعي ألا تتمكني من مجابهتي….فلماذا..…؟!”
عبست كوريليا وهمّت بالتلويح بسيفها. ولحسن الحظ، كانت تستخدم كلتا يديها. فحتى إن فقدت ذراعًا، لم يكن ذلك سببًا يمنعها من استخدام السيف.
طنين! طنين!
اصطدم سيفا إيلين وكوريليا مرةً أخرى. ولم يُدفع سيف إيلين هذه المرة أيضًا.
شعرت وكأنها تواجه جبلًا ضخمًا. فرغم أنها لوّحت بسيفها مرارًا وتكرارًا، إلا أن الإحساس تملّكها بأنها لن تتمكن أبدًا من إصابة إيلين.
كانت كوريليا تُدفع تدريجيًا إلى الوراء.
بات التلويح بالسيف أكثر صعوبة، وبدأت جراحها تزداد شيئًا فشيئًا. وفي النهاية، اخترق سيف إيلين كتفها.
وفي اللحظة نفسها، ركلت إيلين بقدمها بطن كوريليا بعنف. فسقطت عاجزةً على الأرض.
رغم أن جسدها المتحوّل إلى هيئة وحش بدأ بالتعافي بسرعة، إلا أن ذلك كان الحد الأقصى لما يمكنه فعله.
شعرت كوريليا بذلك بغريزتها.
‘حتى وإن تعافى هذا الجسد، فلن أستطيع الفوز.’
تمتمت وكأنها غير مصدقة، وبغُصّة في قلبها.
“لماذا…..شيءٌ مثلكِ.…”
كادت أن تُجن من شدة الغيرة من موهبة إيلين الخارقة.
ما الذي كانت تفتقر إليه حتى تكون أدنى من إيلين؟
قال لها الإمبراطور إنه إن تناولت حجر المانا، فستتمكن من مواجهة سيدة السيف. وفي الحقيقة، حين تناولت كوريليا حجر المانا، كانت واثقةً من قدرتها على هزيمة إيلين، سيدة السيف.
لو كان الكونت ليون هو خصمها الآن، لَما كانت لتخسر أبدًا.
‘لكن لماذا لا أستطيع هزيمة إيلين؟’
كانت كوريليا تكره إيلين من أعماق قلبها. و كادت أن تجن من شدة الغيرة من جسدها المبارك ببركة السيف وموهبتها الفطرية فيه.
و ظنّت أنه باستخدام حجر المانا يمكنها اللحاق بتلك الموهبة، لكن حتى ذلك فشل في النهاية.
“أفهم الآن لماذا قال جلالته أنه سيصبح حاكماً. فلو أن هناك انسانٌ مثلكِ بهذه الموهبة، فلا بد أنه سيفقد صوابه من الغيره.”
وضعت إيلين سيفها على عنق كوريليا.
“حتى لو كنتِ تملكين نفس الموهبة، ما كنتِ لتصلي أبدًا إلى نفس المستوى الذي وصلتُ إليه.”
حدّقت كوريليا بإيلين بعينين جاحظتين، وكانت يداها ترتجفان من الغضب.
“أتظنين أن كل شيء سينتهي إن قتلتني؟ جلالته سيمحو كل ما هو عزيزٌ عليكِ. ستخسرين في النهاية.”
“….…”
“وستسقطين في الجحيم. ستعيشين حياةً أسوأ من الموت!”
نظرت إيلين إلى كوريليا من الأعلا. وقد بدا شكلها بائسًا وهي تصرخ وتصيح بغضب.
في الماضي، كانت لعنات كوريليا تتحقق بالفعل. فقد عاشت إيلين آنذاك حياةً أسوأ من الموت.
وقد قُتلت على يد هذه المرأة الواقفة أمامها الآن.
لكنها أُعطيت فرصةً ثانية.
هزّت إيلين رأسها وأجابت،
“سأكون أسعد مما يمكنكِ تخيّله.”
“لا تضحكيني. لن يحبكِ أحدٌ أبدًا. من يمكنه أن يحب فتاةً مثلكِ؟”
لكن فريدين قال لها بالفعل أنه يحبها.
ولم يكن وحده، بل كان هناك الكثير ممن يحبونها. ولذلك استطاعت إيلين أن تردّ بكل ثقة،
“كل ما تقولينه خطأ. فأنا أتلقى من الحب أكثر مما أستحق.”
قبضت كوريليا على يديها بقوة. فرغم كل كلمات الكراهية التي تفوّهت بها، لم تبدُ إيلين متأثرةً على الإطلاق.
ضحكت إيلين على كلمات كوريليا. كانت ابتسامةً تشي بالتحرّر والراحة.
ثم ردّت بصوتٍ مفعم بالثقة، وكأنها قد تجاوزت كل شيءٍ بالفعل.
“لا يهم. سأنساكِ.”
شعرت كوريليا وكأن قلبها سقط من مكانه من شدة الصدمة. و نظرت إليها بوجهٍ غير مصدّق وسألت،
“ماذا؟ ستنسينني؟”
“لأنكِ لم تعودي تعنين لي شيئًا.”
ظلت إيلين عالقةً في طفولتها لوقتٍ طويل.
حتى بعد تكرار حياتها مراتٍ عديدة، لم تستطع نسيان الحياة التي عاشتها كإيلين. ولهذا، كانت كوريليا تمثّل لها وجودًا كبيرًا للغاية.
لكن الآن لم تعد كذلك.
“لذا لا بأس إن لم تعتذري. اعتذاركِ لم يعد له أي قيمةٍ عندي.”
احمرّت عينا كوريليا من الغيظ.
“اذهبي إلى الجحيم! إيلين!”
هزّت إيلين رأسها.
“من ستسقط في الجحيم…..هي أنتِ.”
لو قالت كوريليا هذا الكلام لإيرين بعد وقتٍ قصير من عودتها إلى الماضي، لما استطاعت التحكم في غضبها. لكن الآن، لم تعد تشعر بشيء.
الانتقام الحقيقي من كوريليا هو أن تُمحى تمامًا من الذاكرة.
إيلين لم تَعُد ترى أي داعٍ لمواصلة هذا الحديث.
‘يبدو أن المعركة تدور الآن في الطابق السفلي.’
توجهت إيلين نحو كوريليا،
“حتى في الجحيم…..لن تكوني وحيدة.”
لأن رفاقها سيذهبون معها.
وبدون أي تردد، لوّحت إيلين بسيفها.
***
كان أليكسيس وفريدين داخل القصر الإمبراطوري، وبصحبتهما عددٌ من سحرة برج السحر.
بعد تأمين سلامة الماركيز ليسيروس، انتقل فريدين مباشرةً إلى القصر. وذلك بناءً على قول أليكسيس بأن تعقّب مستخدم السحر الأسود يكون أسهل إن امتلكوا شيئًا يحمل أثر المانا.
وفور وصولهم إلى القصر، توجهوا مباشرةً إلى غرفة الإمبراطور.
“يا إلهي، من الصعب تصديق أن هذه غرفة الإمبراطور.”
ظل أليكسيس يُعبّر عن دهشته وهو يتفحّص الغرفة.
“هذا مذهلٌ حقًا. لو رأى أي ساحرٍ هذا المكان، لكان علم على الفور أن الإمبراطور استخدم السحر الأسود.”
“هذه أول مرة أدخل فيها غرفة والدي.”
“إنها ممتلئةٌ بالأعشاب المطلوبة في السحر الأسود. لو كنا قد عثرنا على هذه الغرفة أولًا، لما كنا بحاجةٍ إلى البحث عن أي دليلٍ آخر.”
“….…”
“يبدو أن كونكَ إمبراطورًا أمرٌ مريح فعلًا. يمكنكَ إخفاء أي شيءٍ في غرفتك دون أن يعرف أحد..…”
قام أليكسيس بتعديل نظارته، وابتسم بعينين فيهما لمعةٌ من المزاح.
“آه، لكن لا تفهمني خطأ، لستُ أطمع في منصب سمو الأمير فريدين بسبب هذه المزايا. فأنا لا أطمح لعرش الإمبراطورية.”
عند سماع ذلك، أصيب السحرة الذين خلف أليكسيس بالذعر وصرخوا،
“سيدي! لا تقل شيئًا كهذا!”
“حتى وإن كانت مزحة، لا يصح قول مثل هذه الكلمات!”
نظر إليهم أليكسيس بنظرةٍ منزعجة، ثم نقر بلسانه وتحدث بنبرة ساخرة بأنه لم يعد يستطيع حتى المزاح.
ثم استدار نحو فريدين،
“لقد علّقنا منشوراتٍ تتعلق بالأمير ديتريون، لكن الإمبراطور لم يرد بأي اتصال.”
“لقد تخلّى والدي عن ديتريون.”
تمامًا كما كان فريدين يتوقع.
“لو كان الأمير ديتريون مهمًا للإمبراطور، لكان قد أمر بالكشف عن موقعه. على أي حال، لم أكن أتوقع شيئًا.”
ثم أمسك أليكسيس بقلم حبر جاف كان الإمبراطور يستخدمه كثيرًا.
بعد أن اكتشفوا أن الإمبراطور هو ساحرٌ أسود، لم يكن العثور على آثاره أصعب مما كان عليه الأمر سابقًا.
“بالطبع، تتبع ساحرٍ ماهر ليس بالأمر السهل…..لكن إذا كان لديه أشياءٌ يستخدمها كثيرًا، فليس بالأمر المستحيل.”
أغمض عينيه وركّز ذهنه، ثم شعر بحركةٍ غير طبيعية في المانا.
هل هي تعويذة انتقالٍ آني واسعة النطاق؟
تصلّب وجه أليكسيس وهو يشعر بتدفق المانا الضخم والمزعج.
__________________
اليكسيس مجنون يضحك😭
ايلين اخيرا انتقمت وتحررت من كل شي صار مع كوريليا😔
كل ذا الي صار لإيلين وهي صغيره عشان عقدة نقص؟ مجنونه
المهم ابي فريدين يروح يضم إيلين شكل فيها غصة🤏🏻
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 108"