“هل سمعتَ الخبر؟ يقال أن جلالة الإمبراطور استخدم السحر الأسود….”
“يا هذا! من أين جئت بمثل هذه الشائعة الغريبة؟”
“يبدو أنها ليست إشاعةً فارغة تمامًا. من زمنٍ بعيد، كانت تحدث حوادث اختفاء في الغرب من حينٍ لآخر، ويقال أن له علاقةً بهذا.”
“صحيح. يُقال أن سبب الفوضى الأخيرة في القصر الإمبراطوري هو هذه الشائعة! يُقال إن النبلاء اقتحموا القصر منذ الصباح!”
كوريلّيا عقدت حاجبيها. كانت قد وصلت بالفعل إلى قرب أكاديمية أتينس بأمرٍ من الإمبراطور.
أصوات الناس في الحانة كانت تزعج مزاجها.
أحد الفرسان الذين كانوا بجانبها تمتم بغضب.
“هؤلاء الأوغاد، كيف تجرؤوا على جلالته….”
“لا تُحدث ضجة.”
عند كلام كوريلّيا، انحنى الفارس برأسه.
ومع الكلمات التي بدأت تُسمع بعد قليل، ازداد شعور كوريلّيا بالضيق.
“بعيدًا عن ذلك، يُقال إن الماركيز ليسيروس علّق منشوراتٍ بحثًا عن الماركيزة.”
“الماركيزة؟”
“نعم. يُقال أن كل ما عُرف عن إيلين ليسيروس، التي تم الاعتراف بها مؤخرًا كسيدة السيف، بأنها شريرة، كان من تدبير زوجة الماركيز.”
“كل الأفعال الشنيعة التي كانت تُتهم بها كانت ظلمًا؟”
“يا للعجب، هل هذا أمرٌ ممكن؟”
كوريلّيا ضغطت غطاء ردائها بشدة. فبسبب تلك الشائعات والرسومات الملصقة على المنشورات، لم تعد قادرة على التحرك بحرية.
‘ماركيز ليسيروس، ذلك الوغد تصرّف بسرعة هكذا…..’
تحسّرت كوريلّيا على حالها، كيف انتهى بها الأمر إلى هذا الوضع. فلو أنها قتلت الماركيز ليسيروس منذ البداية، لما حدث كل هذا.
‘أيعقل أنه جعلني في هذه الحال؟’
ولو أن خططها نجحت من البداية، لكانت لا تزال تعيش في قصر الماركيز بصفتها كوريلّيا ليسيروس.
‘أود أن ألقّنهم درسًا حالًا، لكنني أحتاج إلى المزيد من الوقت.’
لا يمكنها اقتحام أكاديمية أتينس بعد. كان الأمر يتطلب وقتًا حتى ينقل الإمبراطور الوحوش بطريقةٍ سرية، و لأنه كان عليه استخدام سحر النقل المكاني واسع النطاق.
وفي حالة الإمبراطور، كان دائمًا يشارك الوحوش في الوعي، مما جعله لا يملك فائضًا من المانا.
خلال ذلك، كان ديتريون يسانده، لكنه الآن أصبح رهينةً في يد فريدين.
استغل فريدين الفرصة وبدأ يتحرك بسرعة. فشائعة استخدام الإمبراطور للسحر الأسود كانت تنتشر بسرعة كبيرة.
“سيدتي كوريلّيا، إلى أين نذهب الآن؟”
عند سؤال الفارس، نهضت كوريلّيا.
“سنتسلل إلى داخل أكاديمية أتينس. يجب أن أختار الفرسان الجديرين قبل أن يصل جلالته.”
***
هيليكس وإيسيس وصلا إلى قصر الدوق حيث يوجد فريدين.
وبعد محادثةٍ قصيرة معهما، غادر فريدين القصر برفقة الدوق أسيلي وأليكسيس.
كان الهدف هو التأكد من سلامة الماركيز ليسيروس.
عندما تعافت إيلين إلى حدٍ ما، بدأت إيسيس تستعد للعودة إلى الغرب.
“سيدة إيلين، هل أنتِ بخير حقًا؟”
“نعم، كنت فقط متعبة قليلًا. لكن إيسيس، هل ستعودين إلى الغرب؟”
“نعم، لقد ابتعدت عن مكاني طويلًا. يجب أن أذهب إلى المعبد المركزي. وفوق ذلك، بسبب ما حدث للقديسة، أصبحت أجواء المعبد مشوشة..…”
عند إجابة إيسيس، خيّم الظل على وجه إيلين.
بعد أن استعادت وعيها، أخبرهم الدوق أسيلي بما جرى للآنسة أسيلي، ابنته.
كانت القديسة الدعامة الروحية للمعبد. وكونها قد سقطت في “نوم أبدي” كثمن لنطقها كان أمرًا صادمًا.
“رغم أن مثل هذه الأمور كانت تحدث أحيانًا، إلا أنها في هذا العمر المبكر..…”
حاولت إيسيس جاهدةً إخفاء تعابير الحزن عن وجهها.
“عليّ العودة بسرعة، وحشد قوة الكهنة قبل مراسم تتويج سمو الأمير فريدين.”
عند كلامها، أومأ هيليكس الذي كان واقفًا إلى جانبها.
“علينا التأكد من أنه لن يجرؤ أحدٌ على معارضة تتويج سموه كإمبراطور.”
“….…”
“وإن وُجد أحد، فسنقوم بالتعامل معه في الخفاء-”
إيسيس ابتسمت وسدت فم هيليكس بيدها.
“كم أنا ممتنة لأنني استطعت أن أودعكِ قبل الذهاب إلى الغرب. سمو الأمير أيضًا طلب مني أن أذهب إلى هناك وأكون لهم عونًا. يبدو أنه قد حسم أمره ليصبح الإمبراطور. شكرًا لكِ، يا سيدة إيلين.”
نظرت إليها إيلين عند كلمات الشكر تلك.
“لكني لم أفعل شيئًا على الإطلاق.”
“بل فعلتِ. وجودكِ وحده كان بمثابة الأمل لنا.”
قالت إيسيس ذلك وابتسمت ابتسامةً حزينة، لأنها كانت تعرف كم ضحت إيلين من أجل تغيير مصيرها.
“لذلك، اتركي الأمر لنا من الآن فصاعدًا. أردت أن أقول لكِ هذا قبل أن أرحل.”
إيلين لم تُجب. و ودّعت إيسيس وهيليكس وغادرا قصر الدوق.
وقفت إيلين عند النافذة تراقب خروجهما.
رغم أن إيسيس طلبت منها أن تترك ما سيأتي لهم، لم تستطع أن تفعل ذلك. فعلى الأقل…..كوريلّيا، كانت قد عزمت أن تكون نهايتها بيدها هي شخصيًا.
‘سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يعود فريدين…..’
تذكرت إيلين ما سمعته من فريدين عبر أداة الاتصال.
‘قالوا إنهم عثروا على آثارٍ للسحر الأسود بالقرب من قصر الماركيز.’
قيل إنه تم العثور على مقرٍ مؤقت يُعتقد أن الإمبراطور أقام فيه، قرب حدود أراضي ليسيروس.
كما توقّع فريدين، لا شك أن الإمبراطور كان ينوي مهاجمة قصر الماركيز. لكن الغريب أنه لم ينفّذ الهجوم فعليًا.
نظرت إيلين مطولًا إلى القلادة التي كانت معلقةً في عنقها، وغرقت في التفكير.
***
كان آمون يوضّب أمتعته في غرفة العلاج.
كان هو من تلقى أكبر إصابةٍ بين جميع الفرسان المتدربين لدى فريدين، لذا كان آخر من يغادر غرفة العلاج.
إلى جانبه، كان طالب من الصف المُبتدئ في قسم فنون السيف يرقد على السرير بعد إصابة بكسر أثناء التدريب.
كان ذلك الطالب مستجدًا دخل الأكاديمية مؤخرًا.
راح ينظر بصمت إلى آمون وهو يحزم أمتعته، ثم بادره بالكلام.
“هل سمعت الأخبار، يا سيد آمون؟”
“أي أخبار؟”
نظر آمون حوله، ثم تأكد أن لا أحد في غرفة المرضى سواهما، فأكمل الطالب كلامه.
“يقولون أن زوجة الماركيز ليسيروس كانت تحتجزه في السجن طوال ذلك الوقت. ولولا أن السيدة إيلين كانت سيّدة سيف، لكانت قد قتلته بتهمة استخدام السحر الأسود. مجرد تخيّل ذلك مخيف..…”
عند كلامه، ابتسم آمون رافعًا زاوية شفتيه.
في الآونة الأخيرة، لم يكن يُتداول في الأكاديمية سوى أخبار إيلين. و الخبر عن اعترافها كسيدة سيف كان صدمةً كبيرة لطلاب قسم فنون السيف.
طالبة من عمرهم تقريبًا أصبحت سيدة سيف، لذلك كان من الطبيعي أن يُثار هذا الاهتمام.
‘إيلين مذهلة بالفعل.’
سعل آمون بخفة، ثم همس بصوتٍ منخفض.
“هل تعلم شيئًا؟”
“نعم؟”
“أنا في الحقيقة كنت أعرف ذلك منذ وقتٍ طويل.”
“تعني أن السيدة إيلين كانت سيدة سيف؟”
“نعم. وكنت أتدرب معها كثيرًا.”
عند كلامه، تلألأت عينا الطالب بدهشة.
رغم أن آمون نفسه كان يتمتع بمهاراتٍ رائعة، لكنه لم يكن في مستوى إيلين، سيدة السيف.
“رائع حقًا، يا سيد آمون! أتمنى أن أبارز السيدة إيلين يومًا ما. في السابق، كنت أكتفي بمراقبتها من بعيد فقط..…”
“إن عملتَ بجد، قد يصبح ذلك ممكنًا.”
“….…”
“لذا، واصل التدريب على فنون السيف بجدية.”
عند كلماته، بدأ طالب الصف المُبتدئ يومئ برأسه مرارًا ووجهه محمرٌ من الحماس.
استرجع آمون في ذهنه أول مرة التقى فيها بإيلين. تلك الفتاة التي كانت تبدو وكأنها تجد صعوبةً حتى في حمل السيف، أصبحت الآن فارسة يُنظر إليها بإعجاب.
رغم أن الأمر لا يتعلق به شخصيًا، شعر آمون بشيءٍ من الفخر.
“أوه صحيح، سمعت أن السيد فيليب هو أعز أصدقاء السيدة إيلين..…”
“….…”
“ويقول أنه كان منافسها في وقتٍ ما. بل ويدّعي أنه أول من أدركَ مدى قوتها في الأكاديمية.”
شعر آمون بانزعاجٍ يتصاعد داخله. وبوجه عابس، ثم ردّ بحدة،
“لا تصدق هذا الكلام.”
“عذرًا؟”
“أنا من كان الأقرب إلى إيلين. وأنا من خاض أول نزال معها. كيف يدّعي أنه عرف مستواها من دون أن يتدرب معها؟ تجاهل كلامه.”
نظر إليه الطالب نظرة حيرة، إذ كان يعرف أن أول نزال بين إيلين وآمون حدث بسبب شجار افتعله آمون بنفسه.
أمون هز رأسه بوجهٍ وقح،
“لذلك، أنا الأقرب إلى إيلين.”
عندها نظر إليه الطالب من الصف المُبتدئ بعينين مملوءتين بالشك. لكن آمون تجاهل نظرته وخرج من غرفة العلاج.
‘يجب أن أذهب لمساعدة فريدين.’
و تذكّر حين جاءه ديريك منذ مدة قصيرة إليه،
“فريدين اتخذ قراره بأن يصبح الإمبراطور.”
“….…”
“عندما تتحسن حالتكَ، أنوي أن نذهب سويًا إلى حيث يوجد.”
وفي تلك اللحظة، وبينما كان آمون غارقًا في أفكاره، شعر فجأةً بإحساس غريب ومقلق جعله يلتفت إلى الخلف بسرعة.
وعندما رأى الشخص الذي كان يقف هناك، تجهم وجهه على الفور. فقد كان هناك شخصٌ يرتدي عباءةً سوداء داكنة.
‘من يكون هذا؟ لم أشعر بوجوده أبدًا.’
تراجع آمون بسرعة وبتوتر شديد.
“من هناك؟!”
ما أن أنهى كلامه، حتى طار السيف نحو جدار الممر وعلق فيه.
نجا آمون بسرعة، لكن أطراف شعره قُطعت. و لو تأخر للحظة واحدة فقط، لكانت رقبته قد قُطعت فورًا.
“آمون هيدور.”
سمع صوتًا مألوفًا كان قد سمعه عدة مرات في الحفلات.
تذكّر آمون صاحب ذلك الصوت، وتحوّل وجهه إلى تعبيرٍ مشوّه بلا رحمة.
“كوريلّيا ليسيروس؟ لماذا أنتِ هنا؟”
حاول آمون أن يركل، لكن كوريلّيا كانت أسرع وغرزت سيفها في كتفه. ثم بدأ ألمٌ شديد ينبعث من كتفه.
أراد آمون أن يصدر صوتًا عاليًا لتحذير الفرسان الآخرين،
لكن مسحوق النوم الذي ألقته كوريلّيا جعله يغرق في نومٍ عميق.
_____________________
آمون ما أمداه يتشالى ويطلع لنا الا راح😭😭
حظه منحوس مسكين
ايسيس وهيليكس بعد راحوا يعني من الي بيروح للأكاديميه ؟
بس ايلين وفريدين؟ اهلين توتر
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 104"