“إذا كان للأميرة أسرار ترغب في إخفائها، فهي على الأرجح أسرار لا ينبغي لي أن أعرفها، أعتذر.”
بعد أن أدركت بيتي نوايا فيليكس شارتيه، تمنت فقط أن يجد شخصًا آخر للتجسس على الأميرة.
لكن فيليكس، وريث الدوق، كشف بسهولة نية بيتي في التحدث بمراوغة.
“يا لكِ من خادمةً مخلصة، ومع ذلك، كان يمكن أن يكون من الأفضل لكِ أن تكسبي ودّي بدلاً من فيفيان.”
“هل تعتقد أنني قادرة على اكتشاف شيء ما؟”
“بالطبع، فأنا لم أرَ فيفيان تحتفظ بخادمة لمدة طويلة هكذا من قبل، وهذا شيء يستحق المديح.”
بعد أن راقبها فيليكس بنظرات فاحصة لفترة، استقام من اتكائه على الحائط.
عندما رأى بيتي تنكمش دون وعي، ضحك بخفة، ثم ترك جملة أخيرة بلا مبالاة وهو يمر بجانبها.
“إذا تذكرتِ ‘ما تريدينه’، تعالي إليّ في أي وقت.”
بقيت بيتي وحيدة في الرواق، مرتاحة لأن فيليكس شارتيه منحها، على الأقل، خيارًا.
تبع ذلك عزمها الراسخ على ألا تذهب إليه أبدًا.
كانت تشعر أحيانًا وكأنها تمشي على حبل مشدود بسبب الرسائل مع الدوق الأكبر، لذا لم يكن بإمكانها القيام بفعل يعادل خيانة الأميرة.
في الأصل، لم تكن بيتي هي من اختارت أن تكون خادمة الأميرة الخاصة، لكن بما أنه ليس بيدها حيلة، كل ما يمكنها فعله هو بذل قصارى جهدها.
لذلك، لم يكن لديها أي توقعات أو رغبات من فيليكس شارتيه.
* * *
لكن الحياة دائمًا ما ترمي بمحن كبيرة عندما يعتاد المرء على هدوء يومياته.
“خالتي، هل أنتِ بخير؟”
كان يوم عطلة نادر حين زارت بيتي خالتها.
نظرت إلى خالتها التي كانت تسعل بشدة، تغطي فمها بمنديل بالٍ وهي تُعرض وجهها.
“أنا… بخير، لا تقلقي.”
لكن السعال العميق لم يكن مجرد سعال خفيف.
لاحظت بيتي لمحة من اللون الأحمر على المنديل الذي سارعت خالتها بإخفائه، فأمسكت بها بسرعة.
“خالتي، لحظة، ما هذا؟”
“لا شيء، أنا بخير.”
“بخير؟، أنتِ لا تبدين بخير!، هذا دم، أليس كذلك؟”
كانت الأعراض مشابهة لما مرت به والدتها الراحلة، ما بدا مجرد نزلة برد تحول إلى نزيف دموي، ثم تفاقم بسرعة حتى سلب حياتها.
ارتجفت يد بيتي، لقد خسرت والدتها بسبب عدم تلقيها العلاج المناسب في الوقت المناسب، ولم تستطع تحمل فكرة خسارة خالتها بنفس الطريقة.
“سأحضر معالجًا على الفور.”
“توقفي، يا عزيزتي، من أين لنا بالمال؟، لا بأس، سأتحسن قريبًا.”
كلاهما، بيتي وخالتها، كانتا تعلمان أن هذا ليس مرضًا بسيطًا.
“من الواضح أن هذا ليس مرضًا يُشفى من تلقاء نفسه، سأتكفل بتكاليف العلاج والأدوية.”
أمسكت بيتي يد خالتها بقوة، وجلست بجانبها، تحاول إقناعها بنبرة شبه توسل.
إذا فقدت خالتها، ماذا سيحدث لابنة خالتها الصغيرة، روين، التي أصبحت يتيمة بعد وفاة والدها في حادث؟
لم تستطع بيتي أن تترك روين تواجه مصيرًا مليئًا بالحزن والمعاناة مثلما فعلت هي.
“فكري في روين، خالتي، إنها لا تزال صغيرة، حتى لو كنتِ تعتقدين أن الأمر بسيط، اذهبي إلى معالج من أجلها.”
“بيتي…”
لم تستطع خالتها مواجهة عيني ابنة أختها، وهي تشعر بالذنب لتحميلها عبئًا.
عندما أومأت خالتها برأسها أخيرًا، خرجت بيتي من المنزل على الفور.
أحضرت معالجًا بسرعة، وتم الفحص بسهولة.
بينما كانت خالتها تتفقد روين النائمة، أغلقت بيتي الباب لتضمن عدم سماع الحديث وسألت المعالج بقلق.
“خالتي ستتحسن، أليس كذلك؟”
“الشفاء التام ممكن، لكن المشكلة في الأدوية المطلوبة.”
فهمت بيتي على الفور أن المسألة تتعلق بالمال.
“كم بالضبط؟، سأجد طريقة لتدبيره.”
“بيع هذا العقد قد يغطي نصف التكلفة.”
تحت نظرة المعالج الجشعة، أدركت بيتي أن العقد الذي كانت تخفيه تحت ملابسها قد ظهر.
كان الزمرد يلمع بشكل لافت تحت الضوء.
كانت متأكدة أنها أخفته جيدًا داخل ملابسها.
لكن، على عكس زي الخادمة المحتشم المغلق حتى العنق، كانت ترتدي ملابس عادية، ولم تلحظ أن العقد ظهر أثناء انشغالها بإحضار المعالج.
“أليس السعر الذي تعرضه مرتفعًا جدًا؟، حتى لو كان الدواء غاليًا…”
“تذكري أنني المعالج الوحيد الذي يزور هذه المنطقة.”
كان وجه المعالج، الذي ينقر الطاولة بيده الممتلئة، مليئًا بالطمع.
كان من الواضح أنه رفع السعر بشكل مبالغ فيه بسبب جشعه للعقد.
“وحتى هذا العقد لن يغطي سوى نصف تكلفة العلاج؟، وأنا لا يمكنني جمع أكثر من ذلك!”
كان العقد نفسه يساوي بالتأكيد أكثر مما يمكن أن تجنيه بيتي في عام كامل.
“بالتأكيد ستجدين طريقة، ألم تكوني ترغبين في إنقاذ خالتكِ؟”
“سيدي المعالج، من فضلك، أعطني بعض الوقت، هل يمكنك إعطاء خالتي الدواء أولاً؟”
“هل تعتقدين أنني لم أسمع مثل هذه التوسلات من قبل؟، إذا أعطيتني العقد الآن، فقد أفكر في الأمر.”
شعرت بيتي باليأس الحقيقي، فجأة، خطرت لها فكرة.
فتشت جيبها بسرعة، وشعرت بملمس بارد.
“ماذا عن هذا؟، هذا الخاتم!”
أخرجت بيتي خاتم الياقوت الذي أعطته إياها الأميرة سابقًا بلا مبالاة.
انتزعه المعالج الذي في منتصف العمر، وفحصه تحت الضوء بابتسامة راضية.
“أوه، كان عليكِ إخباري بوجود خاتم من قبل!”
لم تكن بيتي تثق بأن الخدم الآخرين لن يعبثوا بأغراضها أو يسرقوها.
لذلك، حتى مع قفل غرفتها، لم تشعر بالأمان وحملت الخاتم في جيبها.
بما أن الأميرة أعطته لها لهذا الغرض، لم يكن هناك مانع من التخلي عنه بسهولة، لكن العقد، لم تستطع تقديمه بدلاً من المال.
“هناك من عرض شراء العقد مني بسعر جيد، سأحصل على المال وأعطيك إياه فورًا، من فضلك، اعتنِ بخالتي جيدًا.”
كان المعالج ينظر إلى العقد بنظرات جشعة، كأنه سيأخذه في أي لحظة.
لمنعه، خرجت منها كذبة دون تفكير.
فـبيتي لم تكن تنوي بيع العقد أبدًا.
ماذا لو أراد الدوق الأكبر رؤية العقد الذي أرسله بنفسه؟، على الأقل، يجب أن تحتفظ به حتى تتمكن الأميرة من تقديم عذر ما.
‘هذا مجرد عذر، أنتِ فقط لا تريدين التخلي عن هذا العقد، الرابط الوحيد بينكِ والدوق الأكبر، الذي يجعلك تشعرين بالتميز.’
أغمضت بيتي عينيها بقوة، متجاهلة الصوت الذي يهمس بالحقيقة في أذنيها.
بيتي الأنانية، تريد إنقاذ خالتها لكنها ترفض التخلي عن هذا العقد.
‘إذا تذكرتِ ما تريدينه، تعالي إليّ في أي وقت.’
تذكرت بيتي فجأة فيليكس شارتيه الواثق من انتصاره، وابتسمت بمرارة.
بالنسبة له، سيكون المال مجرد صدقة يمكنه تقديمها بسهولة.
لكن الثمن الذي سيطلبه قد يكون أكثر من مجرد كشف أسرار الأميرة.
“آمل أن يدفع لكِ من ستبيعين العقد له بسخاء.”
في هذه الأثناء، سعَل المعالج ونهض، مستعدًا للمغادرة.
“سأرسل الدواء عبر رسول، لن يكفي خالتكِ سوى لبضعة أسابيع، لذا أحضري المال بسرعة.”
ابتسم بارتياح، كأنه اتخذ قرارًا كريمًا، ثم خرج بسرعة.
جلست بيتي على الطاولة، دافنة وجهها في كفيها، تتنهد بعمق أمام الواقع الثقيل.
بعد فترة، وضعت يد دافئة على كتفها برفق.
“بيتي، أنا أعرف أنكِ عرضتِ دفع تكاليف الدواء، لكن مهما فكرت، هذا غير صحيح، سأتدبر أنا الأمر، لذا عيشي حياتكِ، أنا لقد وعدت أختي قبل وفاتها أن أجعلكِ تعيشين بسعادة.”
“لا، خالتي، سأتولى الأمر.”
لكن كلماتها كانت فارغة، لم يكن لدى بيتي وسيلة لتدبير هذا المبلغ الكبير على الفور.
‘ربما لو ذهبت إلى فيليكس…’
ترددت بيتي طويلاً، ثم هزت رأسها.
مهما كانت حاجتها للمال، لم تستطع خيانة الأميرة التي تخدمها.
لن يكون ذلك أخلاقيًا، وقد يحل مشكلة المال مؤقتًا، لكنه سيوقعها في مستنقع التعاسة تحت سيطرة فيليكس على المدى الطويل.
عادت بيتي مباشرة إلى غرفتها في قصر الدوق.
ما إن أغلقت الباب، انزلقت إلى الأرض وأطلقت تنهيدة كانت تكبتها.
“يجب أن أتخلى عن العقد…”
كانت تعلم أن هذا هو الخيار الأكثر منطقية وصوابًا.
لماذا تمسكت به، مختلقة الأعذار للاحتفاظ به حتى الآن؟
الإجابة كانت بسيطة.
بدون هذا العقد، شعرت أن حياتها اليومية، حياتها كلها، ستفقد أي معنى مميز.
كانت هناك رغبة في عدم التخلي عن المشاعر الجميلة التي نشأت من تبادل الرسائل.
باحتفاظها بالعقد، بهذه المشاعر، شعرت أن حياتها القاسية يمكن أن تكون محتملة أكثر.
“لا مكان للطمع الأحمق.”
وضعت العقد على كفها، وحدقت به لفترة طويلة.
أخيرًا، قلبَت يدها.
واختفى الزمرد اللامع بين أصابعها المتشابكة مع السلسلة الفضية.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"