في تلك اللحظة، رفعت الأميرة رأسها، ونظرت إلى العقد بعناية ثم ردت بنبرة فاترة.
“يبدو للوهلة الأولى أنه ليس باهظ الثمن، خذيه أنتِ، لو كان سيستخدمه ليتفاخر بثروته لوالدي، كان يجب أن يكون الزمرد ذا حجمًا أكبر أو أكثر من قطعة زمرد واحدة، لكنه يبدو بسيطًا جدًا.”
كانت كلماتها شبه ساخرة.
كان واضحًا للجميع أنها غير مهتمة بهذه الهدية.
لكن كان من الصعب أن تشرح بيتي أن هذا العقد، رغم مظهره، يحمل على الأرجح الكثير من المعاني والعواطف.
“إذن، خذي العقد.”
“حقًا؟، ماذا لو قال سمو الدوق الأكبر شيئًا؟”
“سأقول بـإنني فقدته.”
عبست فيفيان قليلاً وأضافت.
“أنا لستُ عديمة الضمير لدرجة أن ألومكِ على هذا، لذا لا تقلقي.”
كانت الأميرة تُظهر أحيانًا جانبًا إنسانيًا ودودًا بشكل غريب، كأنها تضع خطًا فاصلًا قائلة ‘أنا أعرف ما تتوقعينه مني بناءً على آراء الناس، لكنني لستُ ذلك النوع من الأشخاص.’
“شكرًا.”
حتى مع انحناءة بيتي المهذبة، أشاحت فيفيان بنظرها، ولوحت بيدها بلا مبالاة كإشارة لأن تخرج بيتي.
لم يكن لدى بيتي خيار لرفض هذا ‘اللطف’ غير اللطيف، فخرجت وهي تمسك بالعقد بتردد، تفكر.
مثل الأميرة، لم تستطع التعامل معه باستخفاف.
“سأرتديه فقط في الوقت الحالي.”
كانت لا تزال تحتفظ بخاتم الياقوت دون أن تقرر ماذا تفعل به.
لكن هذا العقد قد يكون ذكرى ثمينة ذات معنى خاص بالنسبة للدوق الأكبر.
ربما كان من الأفضل أن تجد طريقة لإعادته للأميرة لاحقًا.
بهذا التفكير، لم ترغب بيتي في ترك العقد في مكان قد يُسرق أو يُفقد.
لفّت السلسلة الفضية حول عنقها، ربطت القفل، وتأكدت من مظهرها قبل إخفائها تحت ملابسها.
* * *
كانت بيتي ترسل رسائل تحمل تفاصيل حياتها اليومية البسيطة بانتظام.
أصبح طيّ الورق، وضعه في المظروف، وختمه بالشمع أمرًا طبيعيًا كالماء الجاري.
‘الرد… من الصعب توقعه، أليس كذلك؟’
لم تصل ردود على الرسائل التي أرسلتها.
ربما كان هناك أمر آخر يجعل الظروف غير مناسبة.
من الردود السابقة، بدا واضحًا أن الدوق الأكبر يميل إلى الإيجاز والتركيز على الأمور الأساسية.
قد تكون الحيرة بشأن كيفية الرد على قصص الحياة اليومية المستمرة في الرسائل هي السبب.
‘على أي حال…’
لم يعد غياب الردود يزعجها كما كان من قبل.
كانت واثقة الآن أنه يواصل الانتباه لمحتوى رسائلها.
قد يكون وقحًا منها أن تفكر هكذا، لكن معرفة الدوق الأكبر أن هناك شخصًا آخر يهتم بسلامته بصدق كان كافيًا بالنسبة لها.
‘انتبهي، يا بيتي، إنه سمو الدوق الأكبر، أنتِ فقط تكتبين الرسائل نيابة عنها.’
كانت الأفكار العقلانية تتذمر أحيانًا.
لكن بما أن الأميرة لم تعد تقرأ محتوى الرسائل منذ زمن، كان صوت الصدق الجريء يتغلب دائمًا على التحذيرات.
بينما كانت تساعد الأميرة في التحضير لمأدبة في القصر الإمبراطوري، كان ذهن بيتي مشغولًا بما ستكتبه في الرسالة التالية.
“أيهما يناسبني؟”
“أعتقد أن هذا سيبرز جمالكِ أكثر، سمو الأميرة.”
“لا، أظن أن اللؤلؤ يبدو أكثر أناقة، آنستي.”
لم تستطع بيتي التعامل بمفردها مع فيفيان في ارتداء الفستان، وضع المكياج، وتصفيف الشعر، لذا كانت الأميرة محاطة بخادمات أخريات.
أشارت الأميرة شارتيه بيد واحدة لتطرد الخادمات اللواتي يتزلفن، ثم أشارت بذقنها إلى بيتي وسألت.
“ماذا عنكِ؟”
كانت بيتي، التي كانت تملّس شعر الأميرة دون جدوى وتفكر في جمل مثل ‘هل تعلمين كم هو شاق التحضير الحفل الراقص؟، ليس الصباح، بل علينا الاستيقاظ فجرًا لإتمام مظهركِ المثالي للحفل المسائي’، تفاجأت بانتباه الأميرة المفاجئ إليها.
“كلاهما يناسبكِ، أنا لا أجرؤ على الاختيار.”
كان الفستان الذي اختارته الأميرة شارتيه اليوم باللون الأزرق الهادئ.
ارتفع حاجبا الأميرة، التي كانت تمسك بقرطي ياقوت في يد ولؤلؤ في الأخرى، كأنها غير راضية.
سارعت بيتي لتقول.
“لكن جلالة الإمبراطورة قالت إنها سترتدي عقدًا من اللؤلؤ، لذا قد يكون الياقوت أفضل.”
“أوه، صحيح، أحسنتِ القول، سيكون الأمر محرجًا لو تطابقت زينتي مع جلالتها.”
ابتسمت فيفيان شارتيه برضا وأمسكت بقرطي الياقوت.
تنفست بيتي الصعداء داخليًا.
كان من حسن حظها أنها استمعت بعناية لثرثرة الأميرة عن حديثها مع الإمبراطورة والنبيلات في مأدبة الغداء.
لكن، كما هو متوقع، لم تكن نظرات الخادمات الأخريات ودودة.
يبدو أن الجمع بين أداء العمل بجدية وتجنب حسد الخادمات الأخريات أمر صعب.
على الأقل، كان من الجيد أنها نجحت في أحدهما، لكن التخلص من الأفكار الكئيبة لم يكن سهلاً.
رغبةً في الخروج ولو للحظة، قالت بيتي.
“ربما تشعرين بالجوع، سأحضر شايًا ووجبات خفيفة من المطبخ.”
“حسنًا.”
ردت الأميرة شارتيه بلا مبالاة وهي تتكئ على الكرسي.
للهروب من الأجواء المكتومة، خرجت بيتي بسرعة من الغرفة وكادت تصطدم بشخص ما.
ملأت رؤيتها قماش فاخر واضح الجودة.
ما إن رأت خصلات شعر أشقر تمتد إلى العنق، خفضت بيتي رأسها بسرعة.
“يبدو أنكِ تفتقرين إلى الحذر.”
شعرت بالضيق من اليد القوية التي تمسك بذراعها، وربما لهذا السبب شعرت بقشعريرة غريبة.
“أعتذر، سيدي، سامحني على وقاحتي.”
ما إن تراجعت بيتي خطوات قليلة، أنزل فيليكس شارتيه يده التي كانت تتردد في الهواء، وحدق بها.
على عكس مظهره المرتب بدقة، كان يتكئ على الحائط وذراعيه متشابكتان، ينضح بجو من الاسترخاء.
“إذا كنتِ نادمة إلى هذا الحد، دعيني أسألكِ شيئًا واحدًا، ماذا تفعل فيفيان هذه الأيام؟”
“ماذا؟”
على الرغم من أن السؤال كان عاديًا، شعرت بيتي بشيء ينخزها، فتوقفت بشكل واضح.
كان للأميرة شارتيه سرٌ واضح في الآونة الأخيرة.
بالطبع، لم تكن تنوي البوح به مباشرة، تغلبت بيتي على الإحراج وأجابت ببرود.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"