7
“في الحقيقة، لا أتذكر ذلك اليوم جيدًا.”
ضاق بصره قليلًا وهو يثبت نظره عليها فجأة. فجلست أبيغيل على السرير مأخوذةً بعض الشيء، تحدّق به.
“بالأحرى…..لا أعرف كيف كان يبدو العالم في تلك اللحظة.”
كان صوته هادئًا حدّ البرود، لكنه انغرس في أذنيها كالكلمات التي لا تُنسى.
أطبقت أبيغيل شفتيها اللتين كانتا مفتوحتين بذهول كالبلهاء. بينما رفع راكييل فنجان الشاي نحو شفتيه بالحركة نفسها المعتادة.
كان الرجل، كأنه مرسومٌ بخط متقن، دون أن يختل منه شيء، أنيقًا إلى الغاية.
“كان والدي يحب وليّ العهد أكثر بكثيرٍ مما أحبّ ابنه الحقيقي. في الواقع، كانا أقرب إلى الأب والابن. ميخائيل كان صورة طبق الأصل عن والدي. ربّاه والدي بنفسه وعلّمه كل شيء، فربما كان ذلك طبيعيًا. كلاهما كان طيبًا إلى حد السذاجة. نعم، كانوا أشخاصًا صالحين حقًا. أما أنا…..فعدا المظهر الخارجي، لم أشبه والدي يومًا.”
قال راكييل ذلك كمن يستعيد ذكرى جميلة. وللحظة خاطفة…..بدا وكأنه ابتسم قليلًا.
لم تكن أبيغيل تعرف أن هذا الرجل يمكن أن يبتسم بصدقٍ كهذا. و لأول مرة، بدت لها إنسانية هذا الرجل واضحة.
للمرة الأولى، أدركتُ كم كان الدوق الراحل، وولي العهد، مهمّين ومميّزين بالنسبة إليه. كان أمرًا بديهيًا لا يحتاج إلى تفكير. فهما عائلته.
“كان ذلك اليوم…..يوم خرج والدي وميخائيل للصيد. كلاهما كان يحب الصيد. أما أنا فكنت أكره الأنشطة غير المنتجة، لذلك كانا يذهبان دائمًا معًا. أرض الصيد الصغيرة في أطراف العاصمة، داخل إقطاعية الدوق، صنعها والدي خصيصًا لميخائيل. بل إن إنشاء الإقطاعية نفسها هناك كان لأجل ميخائيل الذي كان يشعر بالاختناق داخل العاصمة. وزّع أبي ثلاثين حارس جبل عبر المناطق، وأضاف إليهم حرّاسًا من الحرس الملكي، بل كان عدد الحرس هناك أكثر من الموجود في القصر الملكي نفسه أثناء خروج ولي العهد للصيد. ومع ذلك…..وقعت حادثة سقوط العربة في طريق العودة ضمن تلك البقعة الصغيرة.”
كانت أبيغيل قد ذهبت مع والدها إلى أرض الصيد في الإقطاعية عدة مراتٍ وهي صغيرة.
كانت هناك جبالٌ كثيرة، ورغم أن الإقطاعية صغيرة، إلا أن أرض الصيد كانت واسعةً مقارنةً بالإقطاعات المجاورة.
لكن لم يكن فيها سوى حارسي جبلٍ فقط. وذلك كان طبيعيًا. ورغم أنه يعني كثافةً أعلى في توزيع الحراس، إلا أن وصف المكان بـ”الصغير” لم يكن منطقيًا بالنسبة إليها.
على أي حال، كانت تعرف معظم هذه القصة مسبقًا.
“…..تقصد أنه لم يكن حادثًا طبيعيًا؟”
“ذلك المكان ليس فيه جرفٌ شاهق. كان أقرب إلى تدرّجٍ مرتفع قليلًا، سقطت منه العربة سقوطًا يشبه التدحرج.”
“إذاً، يستحيل أن يموتا من سقوطٍ كهذا. فهناك حراس جبل في كل مكان…..وحرسٌ ملكي أيضًا.”
“صحيح أنه يستحيل، لكن من أراد قتلهما…..جعله ممكنًا.”
“…..من؟ وكيف؟”
إنه سيد أعظم أسرة في المملكة، وولي العهد المولود من الملكة ذات النفوذ. من ذا الذي يجرؤ على قتل من يقفون على قمة السلطة؟
لم تستطع أبيغيل استيعاب ذلك بسهولة. كما أن غياب الشائعات الكبيرة حول الحادثة في العاصمة كان لهذا السبب.
لم يستطع أحدٌ أن يتخيل أن قوةً ما قد تغتال شخصين كهذين تحت ستار “حادث”.
“الرجل الذي وجدوه ميتًا قرب موقع الحادث وهو يرتدي زيّ سائق العربة…..لم يكن يشبه السائق الذي أعرفه على الإطلاق. أما السائق الحقيقي فلم يُعثر له على أي أثر. دخول العربة إلى منطقةٍ غير ممهدة لم يكن إلا فعلًا متعمّدًا يساوي الانتحار. لقد استُبدل السائق أثناء تحرك العربة بالتأكيد.”
“…..ها.”
“ورغم كل الأعين المراقِبة، لم يُكتشف الحادث إلا بعد ست ساعات. لماذا؟ لأن أحد حرّاس الجبل الذي كان يجب أن يكون في المنطقة، ومعه اثنان من الحرس، اختفوا جميعًا. دون أي أثر، تمامًا مثل السائق. وعندما وصل حرّاس الدورية الذين يغطّون الإقطاعية بأكملها…..كان والدي وميخائيل قد فارقا الحياة. تستغرق الدورية سبع ساعاتٍ لإكمال جولتها. وكأن من دبّر الأمر كان يعرف التوقيت بدقة…..موقع الحادث، و توقيته، كل شيءٍ كان مخطَّطًا مسبقًا ليصل الحرس في أبعد نقطةٍ ممكنة. كانت بعض قطع العربة المغروسة في بطن ولي العهد وصدر الدوق مكسورةً بطريقةٍ تبدو طبيعية…..لكن السبب الحقيقي للوفاة كان النزيف المفرط.”
جفّ حلقها. وبدأ صدرها يضيق تدريجيًا، بينما بقي صوت راكييل هادئًا لا يتغيّر.
“تلك العربة…..لم تكن من النوع الذي يتضرر أو يتكسّر من مجرد سقوطٍ كهذا. يتحدث الناس كما لو أنها سقطت من منحدرٍ شاهق، لكنها كانت مجرد تلةٍ عالية قليلًا، والعربة كانت عربةً ملكية.”
كانت العربات الملكية المصنوعة في الشمال المتجمّد على يد الأقزام، مصنوعةً من مواد مضادة للصدمات.
لم يكونوا أقزامًا حقيقيين كالتي في القصص القديمة، لكن براعة صناعتهم جعلت الناس يطلقون عليهم هذا الاسم. ولم يصنعوا عربات كهذه لغير العائلة الملكية. و لم يكن لإصابة كهذه أن تحدث من حادث عادي.
إذاً…..
“…..هل استُخدمت قوةٌ مفتعلة لإحداث الضرر؟”
“نعم. الأجزاء المحطمة لم تكن طبيعية…..بل كان فيها أثرٌ واضح لمحاولة جعلها تبدو طبيعية. أما الجثتان، فكانتا موضوعتين بوضوحٍ بعد وقوع الحادث.”
“لم يموتا في الحادث…..بل قتلهما أحدهم بعده.”
“الحادث، في أفضل الأحوال، لم يكن سيسبب أكثر من بعض الكدمات. إلا إن كان الرأس قد أصيب.”
“ولا يبدو أنهما تلقّيا ضربةً على الرأس..…”
كانت شظايا العربة قد انغرست في جسد الدوق وولي العهد. فعضّت أبيغيل باطن فمها.
“هذا…..يشبه من يتظاهر بإخفاء الجريمة خوفًا من انكشافها، بينما في الحقيقة يقتل جهرًا أمام الجميع. الأمر مليءٌ بالتناقضات، فكيف يمرّ بلا أي ضجّة؟ الدوق وولي العهد، أعلى شخصين في المملكة، يموتان هكذا؟ وكيف تبقون أنتَ وريث إيدلغارد والعائلة الملكية صامتَين؟”
“لأن من هو أعلى منا جميعًا يريد طمس كل شيء.”
“… .أعلى؟ تقصد..…”
“الملك.”
قالها راكييل بلا مبالاة، فأومأت أبيغيل بنفس اللامبالاة تقريبًا.
“إذاً جلالة المـ….آه، نعم….ماذا؟”
“قلت لكِ، الملك.”
“يا إلهي.”
حدّقت أبيغيل فيه مندهشةً قبل أن تتمكن من فتح فمها.
“هذا…..هذا غير منطقي!”
“ولم لا يكون منطقيًا؟”
“كيف يمكن لرجلٍ أن يقتل ابنه؟”
“لا تفكري فيه كأبٍ عادي. ألا يكفيكِ ما فعله بالأميرة الراحلة؟”
“تلك تقاليدٌ قديمة في العائلة الملكية!”
“وُلد أمراءٌ غير كاملين في عصور كثيرة، لكن ليس كل الأباطرة كانوا مثلَه.”
“إذًا…..جلالته قتل الوريث الذي اختاره بنفسه؟ ولي العهد؟”
“إن أردتِ الدقّة…..لم يقتله. فقط تركه يموت.”
“لا فرق بينهما!”
“صحيح. هما الشيء نفسه.”
ابتسم واكييل ابتسامةً قصيرة أقرب إلى السخرية.
“على كل حال، الملك لا يريد الحقيقة.”
“لا…..يريد؟”
“لذلك يجب أن ندفن كل شيءٍ الآن.”
قال راكييل ذلك كمن يلفظ شيئًا مرًّا، ووضع فنجان الشاي على الطاولة بلا اهتمام.
كان ولي العهد. ورغم موتِه الغامض المليء بالثغرات، لم يتجاوز الناس حدّ الحزن الصاخب، بينما ظلّ كل ما يتعلّق بموته الحقيقي غارقًا في صمتٍ لا يُفسَّر.
كل ذلك لأن شخصًا أعلى منه لم يرد للحقيقة أن تُكشف. وإذا كان ولي العهد نفسه لم تُكشف حقيقته…..فماذا عن الأميرة الراحلة؟
“…..لو كنتُ أنا من مات مع جلالتها، أو لو كنت غائبةً فعادت الأميرة وحدها..…”
“لكانت مجرد وفاةٍ مأساوية لأميرة مسكينة، لا أكثر. دون أن يعلم أحدٌ بوجود قتلةٍ في الظل.”
سواءً كانت هناك بديلةٌ مثلها أم لا، فإن موت الأميرة كان سيمر بلا جدوى، بلا أثر، بلا كشفٍ للحقيقة.
ولي العهد —الذي كان محبوبًا في المملكة كلها— اختفى دون أن يُكشف شيء، فما بال شخصٍ لا يملك مكانته ولا صوته؟
هي لم تصبح بديلةً للأميرة لأجل فيوليتا، بل لأجل نفسها وعائلتها…..ومع ذلك، كان التفكير في هذا المصير يثير فيها نفورًا عميقًا.
أن تختفي وكأنها لم توجد يومًا…..
“…..إذاً من هو الرأس الحقيقي وراء كل هذا؟”
“المحضية الأولى…..ماركيزة كاديرينغر.”
زفرت أبيغيل بمرارة.
“ليس أمرًا مفاجئًا حقًا. إن فكّرنا فيمن يستفيد أكثر من موت ولي العهد.”
لم يكن مفاجئًا أبدًا. كانت المحظية الأولى صاحبة أفضل سمعة بين محظيات الملك، لكن من المستحيل ألا تطمع لابنها الأكبر في العرش.
كانت قد أنجبت الابن البكر للملك، وحتى قبل موت ولي العهد، كان ابنها هو الوريث الثاني علنًا.
ومع ذلك…..تذكّرت أبيغيل كل ما قيل عن تلك المحظية من كلام طيب. فسألت بمرارة،
“هل هو مجرّد اشتباه؟”
“إحدى جثث الحرس المختفين وُجدت مخترقةً بسيف. وعلى ذلك السيف آثارٌ من خام الفينغيرل، وهو خام لا يُنتَج إلا في منطقة نيفن داخل مقاطعة كاديرينغر.”
“خيطٌ مثير للاهتمام، لكن…..كيف يمكن اعتبار خامٍ ما دليلًا لمجرّد أنه من منطقةٍ جبلية؟”
“الفينغيرل أحد المعادن المحظور خروجها من إقطاعة كاديرينغر. لا الخام ولا أي شيءٍ يحتوي عليه يُسمح بخروجه. إلا للماركيز نفسه وفرسانه.”
“إذاً ليس دليلًا قاطعًا.”
“صحيح. يكفي أن يقولوا: لم نُخرج شيئًا، أو أنه سُرق…..وينتهي الأمر. لا شيء حاسم.”
“مجرد تحويل شبهةٍ بنسبة تسعةٍ وتسعين بالمئة إلى يقين داخلي لا يصلح لإمحكمة.”
“بالضبط. هذا كل ما في الأمر.”
“ألا يحتمل أن يكون خلفه فصيل الأمير الرابع؟ فالمشتبه الأول معروفٌ مسبقًا، ورمي سيفٍ يحوي خام كاديرينغر في المكان ليس بالأمر المستحيل.”
قبل موت ولي العهد، كان الابن الأول للمحظية الأولى، فيلكيوس، والابن الرابع للمحظية الثالثة، كيليان، يتنافسون بقوةٍ على وراثة العرش، تمامًا كما كان يفعل ولي العهد نفسه.
لم يكن ذلك لأن قوة ولي العهد ضعيفة، بل لأن قوّتهم كانت هائلةً بدورهم. وكان الابن الأول الأقوى بينهم.
وبما أن العالم كله كان يعلم أنهم الأكثر حصدًا للمكاسب إن مات ولي العهد….فهل يرتكبون جريمةً يعرضون بها أنفسهم لأول شبهة؟
“لقد استخدمتِ رأسكِ جيدًا، لكن ما تفكرين فيه الآن…..كنتُ قد فكرتُ فيه منذ زمن.”
تابع راكييل حديثه بوجهٍ متضجر، رغم أن الشخص نفسه بدا مستفزًا بغضّ النظر عن حقيقة ما يجري.
“ما زالت قوة المحظية الثالثة غير كافية. من منظورهم، إبقاء ولي العهد حيًّا بحيث يراقب أحدهما الآخر—هو وابن المحظية الأولى—أكثر فائدةً بكثير من إزالته وترك المجال مفتوحًا أمام الابن الأول وحده.”
“صحيح.”
“كاديرينغر لم يرتكب حماقةً واضحة تجعله مشتبهًا بلا تفكير.”
“إذاً ماذا يكون؟”
“فعل ذلك لأنه لا يمانع أن يُشكّ فيه. يعلم أن الشك سيتوقف عندي أنا. فالملك لا يرغب في الحقيقة. ولا أعلم ما الصفقة التي أبرمها مع عائلة كاديرينغر بالضبط.”
“وأنتَ….بشأن موت ولي العهد…..ستترك الأمر هكذا؟ أليس هذا ظلمًا؟”
“حتى لو عرفنا الحقيقة، فلن نُحرّك الملك. ثم إن إثارة الرأي العام فورًا بسبب موت ولي العهد والدوق لن تفيد إيدلغارد حاليًا.”
قطّبت أبيغيل حاجبيها باستغراب.
“ألم يكن الرأي العام ليقف إلى صفّكم لو أعلنتم الحقيقة مباشرة؟”
“وهذا بالضبط ما يريدونه. الرأي العام؟ بلا وريث مناسب، وبلا دليلٍ حاسم، إعلان الحرب على أقوى فصيل يسانده الملك نفسه؟ ما الذي سنجنيه؟ لا يمكن التضحية بكل شيءٍ من أجل لحظة غضبٍ عابرة. ليس الآن. لا يمكن تبديد ورقةٍ ثمينة كهذه بلا مقابل. على الأقل…..إلى أن تُثبتِي وجودكِ أنتِ.”
كان ما قاله بصرامةٍ باردة قاسيًا بحق. فشعرت أبيغيل بشيءٍ من الذعر أمام عقلٍ حسابي قادر على ترك موت أبيه، وموت ابن عمه الأقرب، كورقة سيستخدمها مستقبلًا. ومع ذلك…..فهمته. واحترمته.
لم يكن هو ولا والده رجلين عاديين. هكذا وُلدوا، وهكذا كان عليهم أن يعيشوا. ولأول مرة…..شعرت أبيغيل بأن هذا الرجل مسكينٌ قليلًا.
أن يُقتل والده ظلمًا، ومع ذلك يضطر إلى دفن ذلك الظلم تحت طبقاتٍ من الحسابات…..شعورٌ لا تستطيع تخيّله.
هي على الأقل استطاعت أن تبكي بألم حين مات والدها. لكن لم يحصل هو على ذلك.
ربما…..لم يكن يمتلك كل ما ظنه الناس عنه. وكأنها بدأت ترى أخيرًا ما يختبئ خلف ذلك الهدوء؛ ثورةٌ من الكراهية، الغضب، اليأس، العزيمة، والرغبة…..
نعم. هو أيضًا يعاني.
“لا أريد أن أتحرك وفق ما يريدونه.”
“….…”
“لكنني أيضًا لا أستطيع أن أظلّ أتنفس بهدوء بعد أن فقدتُ والدي وولي العهد. لا أريد لجلالتها الملكة أن تبقى امرأةً مهزومة، خاسرةً لكل شيء. لهذا احتجنا فيوليتا. ولهذا كان يجب إنقاذها مهما كلف الأمر. ولهذا اخترتكِ.”
نظرت أبيغيل إليه بهدوء.
“كيف يمكنني أن أبقى ساكنًا؟ وجودكِ أمامي الآن دليلٌ على أننا لا ننوي الاستسلام.”
“…..هذه هي طريقتكَ إذاً.”
طريقة الرجل لحماية نفسه…..وحماية أسرته.
ارتسمت على شفتي راكييل ابتسامةٌ صغيرة متشنجة.
“نعم. هذه هي طريقتي.”
“ليست طريقةً نبيلة، ولا دافئة…..لكن لا بأس. فهمت.”
فكل إنسانٍ له طريقته الخاصة.
أما هي، فمنذ الرابعة عشرة، يوم هربت من زواج مفروضٍ لتتجه مع عائلتها إلى العاصمة، لم تعش إلا لتحمي عائلتها. لم تكن طريقتها نبيلةً أيضًا. وكانت تخدم مصلحتها، مثلما ستفعل دائمًا. ولأجل ذلك…..عليها أن تتبع طريقته.
طريقة الرجل لحماية عائلته…..يجب أن تصبح طريقتها لحماية عائلتها. وإلا، فلن تحقق شيئًا.
لم تختر هذا الطريق لأنه صحيحٌ أو جميل…..بل لأنه الطريق الوحيد. لذلك، لا حاجة لتجميل طريقة الرجل، ولا لتلطيفها.
نعم…..ليس مهمًا. وليس من حقها أصلاً. وهي لا تريد ذلك. فقد جثت على ركبتيها منذ البداية، تطلب الأمن والمال لعائلتها…..فكيف تتظاهر بالطهر الآن؟
ومع ذلك، شعرت ببعض الامتنان تجاه الرجل…..لكونه يمتلك قلبًا يهتم هو أيضًا بعائلته.
لم تكن دوافعه سياسيةً بحتة. وهذا…..بالنسبة إليها، كان مبرّرًا صغيرًا لكنه جميل. أفضل بكثيرٍ من أن تكون مجرد أداةٍ سياسية صمّاء.
“سأقبل إذاً…..بطريقتكَ.”
حدّق فيها راكييل بأسى، وكأنه يقول: “ومن أنتِ حتى تقبلي أو لا تقبلي؟”
“وجهكَ يوحي وكأنكَ تريد أن تقول أنني لا أملك حق الاختيار. أعرف. لكنني أردتُ قول ذلك فحسب.”
“…….”
_________________________
وضعه مره يحزن وجع وجعين في الملك حقهم
الملكة و راكييل صدق اقارب انتقامهم واحد وحتى تفكيرهم واحد وصابرين ياعمري هم😔
المهم عاجبني انه وسط كل البؤس نظراته لها تضحك😭 ويشرح لها لين تفهم ويطقطق ياناس متى العرس؟
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 7"