“لم آكل شيئًا فاسدًا، حسنًا؟ فكفّ عن النظر إليّ بتلك الطريقة. كيف تقول هذا وأنتَ جاثٍ على ركبتيكَ أمام الناس، وتلبّسني حذائي بنفسكَ؟”
“…..ما الذي يحدث هنا؟”
لم يكن يسألها مباشرة، بل يتمتم لنفسه وكأنه يتساءل، ما الذي أصاب هذه الفتاة؟
وذلك ما أزعجها. فتحدّثت فيوليتا بوجهٍ متورّم،
“لا بأس. في النهاية، مهما قلتُ فلن يصدّق أحد.”
“…..وأي فرق يفترض أن يكون بيني وبينهم؟”
“هناك…..فرق، فحسب.”
حدّق راكييل فيها بعينين ضيّقتين مرتابًا، ثم بدا وكأنه كسل حتى عن التفكير، فنهض من عند قدميها ببرود، و ردّ ساخرًا،
“لا بد أن أحد الحمقى نفخ رأسكِ ببعض الكلام المدهون بالسكر.”
فرمقته فيوليتا بنظرةٍ نارية، ثم حوّلت الحديث بزفرة ضيقة،
“لكن لماذا أبعدت حتى الوصيفات..…؟ آخ!”
صرخت صرخةً قصيرة فيما تراجع جسدها قليلًا ليصطدم بظهر الأريكة، ومع ذلك خفّضت صوتها تلقائيًا حتى لا يسمع أحدٌ خارج الباب، فدُهشت من نفسها.
كانت قدمها اليمنى معلّقةٌ في الهواء بقبضة راكييل، فحاولت أن تنتزعها منه وهي تتخبط.
“ماذا تفعل؟!”
ورغم نبرة فيوليتا الحادة المرتبكة، لم يجبها راكييل، بل زاد فوقها بأن قبض على أطراف تنورتها الفاخرة ورفعها.
وما إن انكشفت ساقها المغطاة بجوارب الدانتيل البيضاء حتى شحب وجهها تمامًا.
“أنتَ….أنتَ تقوم باعتداء! ماذا تفعل بحق.…!”
“وكأنني على وشك فعل شيء. توقّفي عن المبالغة.”
و تابع بصوتٍ منخفض،
“لو أردتِ الصراخ فكان يجب أن تفعليه قبل هذا.”
ثم ارتفع طرف فمه بخطٍ متعجرف وهو يبتسم بسخرية، و ترك التنورة بعدما انكشف معظم فخذها.
حاولت فيوليتا أن ترفع جسدها قليلًا مطمئنةً لتركه القماش، لكن قبضته كانت لا تزال محكمةً على ساقها، فاستسلمت. إذ لم تشعر في قبضته بأي مشاعر أو نية مريبة، فقط سلطة باردة…..
قررت تركه وشأنه، واتكأت على الأريكة وهي تحدّق فيه بغيظ. ولم يبالِ بها أصلًا؛ بل جثا على ركبةٍ واحدة عند قدميها تمامًا كما فعل حين ألبسها الحذاء.
وارتفعت ساقها فوق ركبته، لكنها لم تستطع رؤية ما يفعله بسبب التنورة المرفوعة.
ثم شعرت بشيء يشبه جلدًا رقيقًا يلتف حول فخذها، يليه لمسةٌ معدنية ثقيلة باردة جعلتها ترتجف ارتجافة خفيفة.
“م…..ما هذا؟”
“هديّة حقيقية.”
ابتسم راكييل بكسل ورفع رأسه ليلتقي بعينها.
“منحرف.…!”
فدفعت ذراعه بعيدًا ونهضت جزئيًا من ميلانها، ثم نظرت للأسفل، واتّسعت عيناها بدهشة.
“صُنعٌ سرّي من ميلنيرو. بأربع حجراتِ ذخيرة.”
تنفّست فيوليتا دهشة. كان المعلّق على فخذها مسدسًا لم ترَ مثله قط.
كانت بنادق المسكيت المألوفة في العالم تعمل بطلقةٍ واحدة وخطٍ مستقيم وبنيةٍ بسيطة، لكن هذا السلاح بدا مختلفًا؛ بارزًا قليلًا بسبب وجود أربع حجرات.
مررت أصابعها على الجلد الأسود للغلاف وهي تتفحصه بانبهار.
“أربع حجرات؟ يعني يمكن إطلاق النار أربع مراتٍ متتالية؟”
“نعم. أي أن لديكِ أربع فرص.”
“يا إلهي…..إذًا هذا النوع موجودٌ فعلًا.”
“العالم فقط لا يعرفه.”
فكل الأسلحة في الأسواق كانت أحادية الإطلاق، وإن أسرع الشخص في التعمير، بالكاد يطلق طلقتين خلال دقيقة.
أما أربع حجرات؟ لم يخطر لها يومًا.
فأمسكت فيوليتا المسدس بحماس، و وجدته أخف مما توقعت.
“وما اسم هذا النوع؟”
“ريڤولڤر. إن ضغطتِ هنا دارت الحجرة. وآلية القفل هنا. والباقي كأي سلاحٍ آخر.”
تبعت نظراته نحو الأجزاء التي أشار إليها. و كان السلاح مبهرًا بحد ذاته، لكن النقوش الذهبية المحفورة عليه كانت عملًا فنيًا مذهلًا يخطف الأنفاس.
كان السلاح…..جميلًا. وأي سلاح يُعد غاليًا حتى لو صُنع من قطع حديد فحسب، فكيف بهذا؟
فكّرت لحظة في ثمنه، ثم قررت الصمت. فقد تعلّمت في “الكتاب المشترك” أن لا شيء — مهما كان سعره — يمكن أن يضغط على هذا الرجل أو يشغله.
“لم تنسي ما تعلّمته في الكتاب المشترك، أليس كذلك؟”
“طبعًا. لودريك علّمني جيدًا!”
أجابت فيوليتا بسرعة، وقد ارتفع صوتها نصف درجة بلا وعي.
و كان بريق عينيها وهي تداعب المسدس كافيًا ليجعل راكييل يضحك ساخرًا؛ فهذه هي الفتاة التي لم ينجح الذهب والألماس في انتزاع ابتسامةٍ حقيقية منها….
“وهذا…..للاستخدام العلني.”
أخرج راكييل مسدسًا آخر من نوع المسكيت من داخل معطفه وناوله لفيوليتا، ثم سحب الريفولفر من يدها وأعاده إلى الحافظة المعلّقة على فخذها.
نظرت فيوليتا بحسرةٍ إلى السلاح الذي فارق يدها، ثم عادت تندهش بخفوتٍ وهي تحدّق في المسدس الجديد بين أصابعها.
كان، كالعادة، مختلفًا عن كل سلاح آخر؛ محفورًا بالذهب والجواهر، قصير الماسورة وخفيفًا على نحو يفوق الوصف.
“لودريك ليس خبيرًا.”
“لكنه بدا ماهرًا؟”
“كونه بارعًا بنفسه لا يعني أنه بارعٌ في تعليم الآخرين. سأرسل لكِ معلمًا مناسبًا قريبًا. استخدميه حينها.”
“شكرًا لكَ. كلاهما يعجبني فعلًا….حقًا!”
لم تعد فيوليتا تبالي بأن فخذها مكشوفٌ بهذا الشكل، فقد انشغل كل تركيزها بالسلاح الجديد بين يديها.
ولو قورِن المشهد بنساء المجتمع، اللواتي قد يهربن من الخجل لمجرد انكشاف جزءٍ صغير من الساق أمام الناس، لكان ما تفعله فيوليتا الآن مشهدًا فريدًا نادرًا.
راح راكييل يطيل النظر إلى ساقها المكشوفة، جوارب الدانتيل البيضاء، ثم الحافظة السوداء المثبتة فوقها.
“أنتِ هادئةٌ أكثر من اللازم.”
“نعم؟”
رفع نظره إلى وجهها مباشرة.
“صحيحٌ أني استمتعت بالمنظر، لكن ألا يجدر بكِ أن تهتمي بساقكِ الآن؟”
انتبهت فيوليتا فجأة، فأسدلت فستانها على استعجال لتغطي فخذها، وسحبت ساقها من على ركبته بعصبية، ثم ردّت بوجهْ مظلوم،
“يا عديم الخجل…..من الذي أوصلني لهذا الوضع أصلًا؟!”
فارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ مائلة وهو ينهض من عند قدميها.
“لكن لم أقل لكِ أن تبقي هكذا.”
“كان عليّ أن أصرخ إذًا. أصرخ: الدوق يتحرش بي! ليت الناس قالوا أن الدوق إيدلغارد منحرف!”
“حينها لكنا اختصرنا الطريق وتزوجنا فورًا. لماذا لم تفعلي ذلك إذًا؟”
“مـ….ماذا؟ زواج؟ ماذا قلتَ؟”
نظر إليها راكييل بصمتٍ بينما ملامحها تنتقل من الغضب إلى الذهول تدريجيًا، ثم تحدّث بنبرةٍ قصيرة محسومة،
“في النهاية سنضطر للزواج يومًا ما، نحن الاثنين.”
“نحن؟”
“نحن.”
“أنا؟”
“وأنا.”
فتجمّدت فيوليتا في مكانها.
“يبدو أنكِ تعترضين. أليس هذا منطقيًا؟”
“آه…..هل كان منطقيًا؟”
سألته بدهشةٍ مذهلة. فالمشاعر التي اجتاحتها لم تكن بسبب فكرة كونها وراكييل في خانة “نحن”، بل لأنها لم تتخيل الزواج أصلًا — لا قريبًا ولا بعيدًا.
فالزواج، منذ اللحظة التي دخلت فيها القصر كوصيفة، لم يكن جزءًا من مستقبلها، ومنذ فترة قصيرة فقط صار حاضرها فوضويًا لدرجةٍ لا تتيح لها حتى تخيّل الغد.
ثم…..كيف تفكر بما هو أبعد من ذلك؟ لم يخطر ببالها قط، لا من قريب ولا من بعيد….
لكن مع ذلك، بدا الأمر منطقيًا فجأة. و فهمت فيوليتا ذلك بسرعة.
حتى لو أمسك إيدلغارد بزمام السلطة الآن، فهي — عندما تصبح ملكة — لن تستطيع تجنّب الزواج. ولا يمكن أن ترتبط برجل غريب لا أصل له، ولا أن تسمح لزوج غريب بأن يصبح بوابةً لعائلة أخرى تتدخل في السلطة.
وإن لم يكن زوجها هو هذا الرجل الواقف أمامها، فلا بد أن أي زواج آخر سيفتح الباب لدوقياتٍ أخرى لتضع يدها على الحكم.
وهذا الرجل تحديدًا ليس من النوع الذي يسمح بذلك. نعم، كان الأمر بديهيًا فعلًا.
فشتمت فيوليتا غباءها في سرها. وكان واضحًا أن راكييل أيضًا رآها كذلك بنظراته الضيقة.
ثم خفّضت بصرها قليلًا عنه، نحو خدّه أو أنفه تقريبًا.
“لمن تظنين أنني أنقذتكِ؟ لمن ستكون فائدتكِ إن لم تكوني لي؟”
“لـ…..لكَ.”
“أحسنتِ. والآن، هل خطر ببالكِ الزواج بغيري؟”
رغم نبرته الهادئة، تغيّر وجهه بوضوح؛ كان يبتسم بإشراقٍ حين قال “أحسنتِ”، ثم انطفأت ملامحه تمامًا عند “هل فكرتِ بغيري؟”.
لم تصدق فيوليتا أن مثل هذا الحوار، الذي يشبه جملةً مبتذلة في رواية رومانسية رخيصة، يجري بينهما بهذه الطبيعية. فبادرت ترد بخجلٍ مرتبك،
“لا…..لم أفكر بالزواج أصلًا.”
“هل تظنين أنني أفعل كل هذا العبث المقرف فقط لأرى أحمقًا آخر يجلس على العرش، ثم يورّثه إلى نسلٍ لا علاقة له بي؟”
نظرت فيوليتا بصمتٍ إلى السوار الفاخر على معصمها.
أجل، ما حدث قبل قليل كان فعلًا شيئًا غريبًا و….مزعجًا بعض الشيء.
لكنها الآن فقط فهمت أن كل ما يغمرها به — من الهدايا، والسلطة، والحماية، بل وحتى الهيمنة — لم يكن لخلق علاقة لطيفة بين “أقارب”، بل لترسيخ حقه السياسي.
“كلمة نسل….مخيفةٌ قليلًا. تذكّر فقط أنني ما زلت فتاةً في الثامنة عشرة لم تحتفل ببلوغها بعد. آسفة….ظننتُ الأمر أبسط مما هو.”
وكعادته، تجاهل اعتراضها بسهولة.
“سألتِ سابقًا عن مسألة ميخائيل، و ألن نبقى مكتوفي الأيدي.”
“صحيح.”
“قبل أن أتعلم القراءة، كانوا يعلّمونني مبادئ إيدلغارد. أول كلمةٍ كتبتها في حياتي لم تكن اسمي بل اسم إيدلغارد. لذلك، بعد تلك ‘الحادثة’، أمضيتُ أيامًا أفكر فقط بجمع جيش الدوقية لقتل الملك وذاك الثعلب العجوز. لكن سواءً فشلت أم نجحت وقلبتُ المملكة رأسًا على عقب، كانت إيدلغارد ستُتهم بالخيانة على أي حال، لذا تراجعت بسهولة. فأنا لا أسمح لقطرة طين واحدة أن تتناثر على سلالةٍ نبيلة كهذه. أهمّ عندي من كل ما حدث حتى الآن.”
ثم أطلق ضحكةً قصيرة نافذة وهو يضيف،
“ثم إن سقوط إيدلغارد كفراشة محترقة في اللهب هو بالضبط ما يريدونه. بما أنّ بداية تاريخ غرانتونيا كانت مع إيدلغارد، فطالما ظلّ تاريخ غرانتونيا مستمرًا في المستقبل، فلا بدّ أن تحافظ إيدلغارد هي أيضًا على ذلك المقام المجيد. ثم إنني لا أرغب أبدًا في دفع الإيدلغارد الأبرياء إلى فعلٍ لا يختلف عن الهلاك الذاتي.”
لضخامة الدوقية واتساعها، ولأنها حكمت البلاد منذ تأسيسها، كان أهل تلك المنطقة يفاخرون بأنفسهم ويطلقون على أنفسهم لقب “الإيدلغارد”.
لقد حظيت إيدلغارد بمحبة سكان أراضيها لدرجة أن اسم العائلة الحاكمة أصبح يُستخدم وكأنه اسمٌ للمنطقة نفسها.
وكان ذلك الدعم القوي والتماسك الراسخ من الرعايا تجاه العائلة، لا تجاه الحاكم فحسب، أمرًا لم يوجد إلا في إيدلغارد وحدها.
لم يكن الملوك عبر الأجيال حذرين من إيدلغارد عبثًا…..باستثناء ما يحدث الآن بالطبع.
عندها فقط بدأت فيوليتا تدرك مصدر ذلك كله. فلو لم يكن يقف خلف راكييل أي شيءٍ يحجزه، لكان اندفع منذ زمن إلى القصر الملكي واقتحمه دون تردد.
كيف لرجلٍ بطباعه تلك أن يصبر؟
حدّقت فيوليتا به بعينين ممتلئتين بالتعقيد.
ربما لو لم يكن يمتلك أي قوةٍ لكان الأمر أهون. فكل ما يستطيع فعله الآن هو التحمل…..لا غير.
وخطر ببالها فجأةً أن الرجل ربما لم يكن من يملك إيدلغارد، بل أن إيدلغارد هي من تملك الرجل. فحرّكت فيوليتا شفتيها الجافتين بصعوبة.
“لذلك…….”
“صحيح أنني قلتُ أنني أبقيتكِ حيّة كي لا ندعهم يبطشون بنا، لكنني لم أكن يومًا مهتمًا بمجرد منع وليّ العهد الأول أو الرابع من اعتلاء العرش، ولا بدفعكِ إلى الأمام للحصول على سلطةٍ تافهة. لو كنتُ أطمع في أمر تافه كهذا، لما احتجتُ إلى مسرحية خديعة بهذا الحجم.”
“أنا….هل أنا انتقامكَ؟”
“نعم.”
ابتسم راكييل ابتسامةً مائلة. ثم رفع يده يعبث بالزينة الذي وضعه هو بنفسه فوق رأسها، وهمس بصوتٍ ينضح بشرٍّ خافت.
كانت عيناه السوداوان الهادئتان تلمعان بحقدٍ موجّه إلى شخصٍ ما.
“أنتِ، التي لا تحملين في عروقكِ قطرةً واحدة من دم الملك…..ستصبحين الملكة.”
“…….”
“والابن الذي ستلدينه….سيكون هو الملك.”
نظرت فيوليتا إليه بعينين مرتجفتين.
“سيتوقف ذلك الدم القذر للأسرة الحاكمة عند حدود ذلك المجنون القائم الآن، وستنقرض السلالة الملكية تمامًا لتصبح ملكًا خالصًا لإيدلغارد…..بلا أدنى عار، وبأنقى صورةٍ ممكنة.”
“أنتَ…….”
“لا تخافي. لن يتغيّر شيء. جدّتي كانت أميرةً ملكية، تعلمين ذلك.”
قال ذلك باستخفاف، ثم ابتسم بخفة، وهمس بعدها بصوتٍ منخفض،
“ستبقى السلالة كما هي…..وسينقرض الملك فقط.”
“…….”
“وكأن وجوده في هذا العالم…..لم يكن يومًا.”
انزلقت يده التي كانت تعبث بالزينة قليلًا نحو الأسفل، لتلامس الضفيرة المتدلية على كتفها قبل أن تتراجع.
لم تكن هي مجرد حاجةٍ عابرة كما ظنّت. لم تكن مجرد أداة لقلب وليّ العهد الأول، ولا بديلًا مؤقتًا يمنحهما الطريق إلى السلطة، ولا وسيلةً لتحويله إلى زوجٍ للملكة لا تقلّ مكانةً عن الملك نفسه.
من البداية…..كان حقده أعمق بكثير. أعمق مما تراه العين.
“ذلك الملك المجنون سيموت دون أن يخطر بباله شيء. لن يفهم إلا بعدما يتحوّل جثمانًا ويُدفن في باطن الأرض…..حينها سيدرك أن إيدلغارد التي كرهها وخشيها طوال حياته قد استولت على العاصمة وكأنها من نسله، وأن سلالته هو قد انمحت بصمت، دون أن يشعر بها أحد، ودون أن يترك أثرًا.”
____________________
واو يالانتقام وااااااااو
اما حركته يوم جا يلبسها حزام المسدس حيوان روعني حتنى للحظه كان بخلي الروايه😭 بس حتى حمار في زمنهم رجل الحرمه عيب عسا ماشر
التعليقات لهذا الفصل " 24"