عرفت أن والدتها كانت تتمنى لو أنها ماتت يومها كما هي، وعرفت أنها كانت ترجو فقط أن تبقى بقربها حين يجيء الموت ذات يوم.
عرفت أنها كانت تخاف من أن تُمحى حياة ابنتها بسببها أكثر مما كانت تخاف الموت نفسه. ومع ذلك تظاهرت بالجهل. تظاهرت وكأنها أكثر بنات العالم برًّا.
كل شيءٍ كان يبعث على السأم.
‘أجل، لقد هربت. هربت من البيت الذي تسكنه عائلتي.’
يا لحقارتي، كيف استطعتُ أن أنسى؟
ومع ذلك تمادت كأنها تعيش شامخةً من أجلهم، كأنها ضحّت بكل شيء لأجلهم، كأنها وحدها تركتُ كل ما تملك خلفها.
أحبّتهم إلى هذا الحد، لكنني عندما كانوا أمام عينيها كرهتهم، وحين اختفوا عنها، وحين لم يعودوا يثقلون صدرها، أحبّتهم من جديد.
عندما أحبّتهم مجددًا بوصفهم “عائلة”، عندها فقط اشتاقت إليهم. و صار عدم القدرة على رؤيتهم مرةً أخرى عذابًا.
أمي، ومربيتي التي كانت كأخت كبرى، وإخوتي الصغار. إخوتي الأعزاء……
‘ما أحقركِ.’
ومع ذلك كانت تشتاق. حقًا……تشتاق إليهم. شوقًا متوحشًا ابتلعتْه أبيغيل بصعوبة، ذلك الشوق المتناقض الذي يشبه كتلة شوك.
“أوجاعي كثيرة……يا أبيغيل……”
من تحت الدموع السائلة، حدّقت أبيغيل بوجه فيوليتا الجامد على نحو غريب. والآن تحدّق بها الأميرة أيضًا.
امرأتان واقفتان في ذهول، تحدّقان إحداهما بالأخرى. كعقابٍ مستحق.
‘هربتُ، فصار هذا مصيري. لن أرى أمي ولا إخوتي بعد الآن، وسأظل هنا، في هذا المكان الرهيب، محتجزةً مع أميرة فقدت صوابها……إلى الأبد. سأموت قريبًا. سيعود القاتل، وسيقتلني. لن أغادر هذا المكان ثانية.’
تاهت أفكارها بلا مستقر، كأن عقلها يهوي. بينما كانت الأرض تميل. و الفراغ ينهار تحت قدميها.
“ألن تموتي يا أبيغيل؟”
“لا أعرف……”
“هل سأموت وحدي؟”
“لا أعرف……”
“……هل أنتِ أنا الآن؟”
“…….”
“إن متُّ، هل ستتظاهرين بأنكِ أنا؟”
مع كل كلمةٍ كانت تُغرَس فيها كالسكاكين، أخذ المكان ينهار ببطء.
صدرها المحروق بالأسى أوشك على الانفجار. ورغم الخراب المتساقط حولها ظلت واقفةً في مكانها، تنظر بثبات إلى التي أمامها، إلى آخر لحظة قبل أن تهوي في العتمة وتتلاشى من أمام عينيها.
ثم هوت……حتى أمسـك شيءٌ ما بكتفها فجأة.
فتحت أبيغيل عينيها الحمراوين بجهد. و رمشت ببطء وهي ترفع نظرها إلى راكييل الذي كان يهز كتفها أكثر من مرة. لكن تعابيره كانت غريبة.
‘كان حلمًا.’
مسحت أبيغيل وجهها براحتيها المرتجفتين، تمسح العرق البارد المتجمع على بشرتها، وطردت بصعوبة ذلك الشعور الخانق، اللاواقعي، الذي كان يطوّقها.
وقد كان صدرها ما يزال يحترق كما لو لامس النار.
“……هل هي السابعة؟”
خرج صوتها واهيًا، خشناً كأنه يحك الحديد. فضيّق راكييل عينيه وهو يتفحصها لبضع ثوان، ثم أومأ موافقًا.
لم تنم سوى ساعتين. نومٌ خفيف لا يكفي أحدًا، لكن جسدها بدا كأنه قضى عشر ساعات في مستنقع صراع.
“أحسنتِ الاستيقاظ. ظننتُ أنكِ لن تستيقظي بعدما نمتِ متأخرة.”
ما إن جلست أبيغيل حتى انحدرت دمعةٌ ثقيلة من عينها، لكنها لم تنتبه لها.
أما راكييل حدّق بقطرة الدمع التي سقطت على الغطاء، وانقبض حاجباه قليلًا. ثم تحدّث ببطء،
“……والدتكِ قد بعثت فجر اليوم إلى ديوان القصر تطلب تأكيد حياتكِ.”
‘يبدو أن الخبر وصل أسرع مما توقعت.’
فزفرت أبيغيل جملةً أشبه بالأنين،
“أرسِلوا إليها خبر وفاتي حالًا.”
“حالًا؟”
“نعم.”
“ظننتُ أنكِ أردتِ تأجيله قدر الإمكان.”
“لا يمكننا إخفاؤه للأبد، والناس يتناقلون خبر موتي أصلًا، وإن تأخر الإبلاغ فسوف تنهك أمي انتظارًا.”
راقبها راكييل بصمت، وكأنه همّ أن يقول المزيد ثم عدل.
لم تكن هذه المرأة هي نفسها التي كانت ترمي الكتب في وجهه قبل ساعتين فقط—لكنها هي نفسها.
قبل ساعتين فقط بالتأكيد، كانت تصرخ عليه بصوتٍ جاف متحدٍّ. لكن لا أحد يتغير بهذه السرعة.
استسلام؟ أم قنوط؟
و اكتفى راكييل بالنظر إليها نظرةً غامضة.
كان وجهها هادئًا، ما عدا الاحمرار في عينيها. لكن الهدوء لم يكن مجرد تعب أو كابوس سيئ……بل كان شيئًا أعظم، شيءً مكسور، ملتوٍ في العمق.
ومع ذلك، لم يكن إرسال نعيها إلى عائلتها أمرًا مبهجًا بطبيعة الحال.
فمع النعي ستكون، بالنسبة إليهم، ميتةً إلى الأبد. ومع ذلك لم يكن هذا هو السبب فحسب.
“لا حاجة لإرسال كاهنٍ لوالدتي. أمي لا تؤمن بالمعبد منذ وفاة أبي. وطبيب القصر أكثر مما تستحقه. وإن كان لا بد من منحهم أرض، فليكن إقليم جيلتر. أظنّ أن بوسعكَ فعل ذلك.”
جيلتر. أبعد منطقة عن العاصمة، تقع في الجنوب الغربي على الحدود، لكنها آمنةٌ لأنها تجاور حليفتهم كارولين.
ولأنها كانت ستفعل كل شيءٍ من أجلهم، فمن الطبيعي أن تبعدهم قدر ما تستطيع عن العاصمة، تحسبًا لأي طارئ.
ولكن بدا أن هذه المرأة تريد الآن إبعادهم……لا عن مخاطر العاصمة فحسب، بل……عنها هي نفسها، وإلى أبعد ما يمكن.
راح راكييل يتأملها بصمت. و لم يفهم.
كان يعرف جيدًا كم كانت تحبهم، كم كانت تضطرب إذا تعلق الأمر بهم. و لم يكن غريبًا لو توسلت لرؤيتهم لمرة أخيرة. كان سيرفض بالطبع من دون تردد، لكن مع ذلك……كان سلوكها الآن غير مفهوم.
ومن دون أن تبالي بنظرات الارتياب في عينيه، واصلت أبيغيل حديثها بصوتٍ عاد تمامًا إلى نبرته المألوفة.
“أمم، وهناك أيضًا……آه، رأسي سينفجر من قلّة النوم. لدي ثلاثة إخوةٍ ذكور وأختٌ صغرى. والاثنان في الوسط توأم. آه، هذا لا يهم. على أي حال، إخوتي الذكور لا يحبون الدراسة، لكنهم ليسوا أغبياء تمامًا. لا حاجة لإرسالهم جميعًا للأكاديمية، فقط من يبدو مناسبًا بحسب مستواه أرسله إلى جيفن. فوالدي درس هناك.”
“حسنًا، سأفعل.”
“وأما أختي……فهي تحتاج فعلًا إلى أن تُحبس في مدرسة للآداب. آه، وكانت تتمنى لو تملك بيانو، فإذا مُنحت الأرض فاشترِ لها واحدًا جيدًا، غاليًا. لقد أزعجتني به لعام كامل.”
“أختكِ ستستطيع من الآن شراء كل ما تشاء. لستِ مضطرةً لطلب المزيد مني.”
“صحيح……معكَ حق. آه، والمُربية. إنها كأختٍ كبرى لي، لكنها لم تتزوج بعد لأنها تبعتنا إلى العاصمة. وقد بلغت الخامسة والعشرين……ابحث لها عن زوجٍ مناسب، أرجوكَ. وامنحها بعض المال الخاص أيضًا.”
“…….”
“هذه هي وصية أبيغيل ديلوا بأكملها. لقد وثقت بكَ وماتت مطمئنة. تفهم هذا، أليس كذلك؟”
لم تكن استسلامًا ولا يأسًا……كانت وصيّة.
قالت ذلك وهي تبتسم بوجهٍ صافٍ، بل وطلبت منه تأكيدًا غير مباشر، وكأن المتحدثة ليست هي نفسها.
فحدّق راكييل طويلاً في تلك الابتسامة الهادئة، ثم أجاب ببطء،
“نعم.”
أجاب بكلمةٍ قصيرة واضحة، فابتسمت أبيغيل وكأن الجواب راق لها.
وبينما ينظر إلى ابتسامتها، أدرك فجأة أن ضحكتها اليوم مختلفةٌ عن ضحكة الأمس.
اليوم هو اليوم الرابع منذ أن بدأت تلك الدراسة الملعونة.
في اليوم الثاني لم تنم سوى ساعتين، لكنها كانت قد قررت أن تبدأ يومها بجديةٍ قاتلة، فتماسكت ببقايا إرادتها حتى النهاية.
وبالطبع، كان الأمر محتملًا لأنها لم تكن قد فقدت نومها سوى يوم واحد.
أما الآن—بعد أمس واليوم—فمجرد قول “أنا مرهقة” لم يعد يكفي وصف ما كانت فيه.
كانت تشعر أنها ستتقيأ من شدة النعاس. و كان النوم يتقافز في معدتها مثل دوار يصيب من يركب عربة تهتز بلا توقف.
لم يعد هناك مجالٌ للهيبة والصرامة. فقد أحست أبيغيل بأن حياتها ذاتها في خطر.
بعد أن نامت لساعتين ثم ثلاث ثم ثلاثٍ ونصف، باتت تغفو وهي تتناول الإفطار، ثم في درس السيدة غيلدي—التي طلبت منها أن تناديها أغنيس، لكن الأمر لم يسهل عليها شيئًا—غفت وهي تحمل الفنجان في يدها، جالسةً بهيئةٍ راقية قبل أن تفقد وعيها لثوانٍ.
حتى ذاك الدوق القاسي، عندما رآها على تلك الحال، ألغى درس اللغة المشتركة، وطلب منها أن تنام حتى موعد الغداء. لكنها، حالما قال لها أنها تستطيع النوم……استفاقت تمامًا، وظلت مستلقيةً تفتح عينيها وتغلقهما طوال الوقت.
كان الغيظ ما يزال يغلي في صدرها كلما تذكرت هذا.
في تلك اللحظة، كرهت نفسها لعدم قدرتها على النوم أكثر مما كرهت الدوق الذي منعها منه.
ثم جاء وقت الغداء……فازدادت نعاسًا، وفي درس التاريخ شعرت فعلاً أنها ستموت. وقد استغرقت الحصة ساعتين……نصفها بلا ذكرى.
ورغم ذلك، تمكنت من التركيز قليلًا في قصة حرب الثلاثة عشر عامًا، فقد راق لها الحديث عن التحطيم والسحق. كان هذا تمامًا ما تشعر به.
وبعد درس التاريخ عزفت البيانو وهي تشهق من النعاس، ثم أمسكت بالكمان علّها تصحو……لكنها نامت واقفة.
لم تدم غفوتها أكثر من عشر دقائق، لكنها أرهقتها كما لو كانت تعذيبًا ذاتيًا.
لا، هذا لا يمكن. يجب أن تغيّر خطتها—هكذا فكرت أبيغيل.
لكن بما أن أصابعها كانت قد استعادت ليونتها في العزف على البيانو بسرعة، فقد رأت أن من الأفضل أن تقرأ مسبقًا الكتب المقررة لليل.
هكذا وجدت أبيغيل حلًا وسطًا، وأثنت على نفسها بفخر، كأنها تؤكد لنفسها مدى ذكائها—رغم أنها لم تكن تدري ما الذي يفترض أن يكون ذكيًا في ذلك أصلًا.
استدعت الخادمة، وطلبت منها أن تصب مقدار خمس حصصٍ من البن على كمية تكفي فنجانًا واحدًا فقط من الماء. ثم شربته دفعةً واحدة من دون رحمة.
كان ذلك فعلًا بالغ القسوة تجاه نفسها.
كانت أبيغيل نموذجًا كلاسيكيًا لمن “يضرب أولًا ويتناول أسوأ ما في الطبق قبل أي شيء”. ولذلك وقع اختيارها هذا اليوم على كتاب بعنوان «المنتجات الإقليمية الرئيسة والجغرافيا في قارتي الشرق والغرب».
بعيونٍ محمرة من التعب المتراكم منذ أيام، غرقت برأسها في الكتاب في هيئة تجعل أي ناظر يشفق عليها ويقترح عليها النوم بدلًا من كل هذا العناء.
لكن أبيغيل لم تستطع التوقف. ففي الأمس، وقبل الأمس، وقبل قبله، أُجبِرت على مواصلة القراءة حتى الفجر تحت نظرات رجلٍ لا يعرف الرحمة، يحدق بها باحتقار كلما توقف ذهنها.
لا يمكنها الاستمرار هكذا. لن تُحتقر بعد اليوم، ولن تفقد نومها، ولن تضطر إلى قراءة المزيد.
انبثق في عينيها بريقٌ صلب عنيد. و ستختم كل شيء قبل الساعة الثامنة.
وبينما تضع الكتاب بقوة على الطاولة بثقة عارمة، نظر راكييل إليها مرة ثم إلى الكتاب، ثم أعاد عينيه إلى الأوراق بين يديه، غير مكترث كالعادة.
حدقت أبيغيل في ذلك الوجه البارد بنظرةٍ حادة، ثم جلست مقابله كما تعلمت في الصباح: أمسكت بفستانها بأناقة، وجلست مستقيمةَ الظهر دون أي خلل.
“يا سمو الدوق.”
كانت ردة فعله الوحيدة هي ارتجافةٌ خفيفة في حاجبه، لكنه بدا وكأنه اعتاد نبرة مناداتها له. فابتسمت أبيغيل بخفة،
“اسألني.”
“أسألكِ ماذا؟”
“لقد انتهيتُ من قراءة الكتاب.”
الكلمات الأولى التي نطقت بها منذ دخولها كانت مختلفةً تمامًا عن الأيام الماضية.
و بدا راكييل كأنه يعتبر كلامها هذيانًا لا يستحق الرد، فواصل عمله دون أن يرفع رأسه. ثم أعادت أبيغيل ترتيب كلماتها.
“لم أعزف البيانو أو الكمان اليوم. قرأتُ الكتاب في تلك الساعات.”
عندها فقط رفع رأسه.
‘هل غضي لأنني لم ألتزم بما حدده لي؟’
لكن على عكس ما توقعته، لم يبدُ عليه أي انزعاج. بدا فقط مهتمًا بمعرفة السبب.
و لو نظر في عينيها قليلًا لقرأ الإرهاق الذي يغطي ملامحها، وهي تكافح لتبقي جفنيها مفتوحين.
“أصابعي استعادت لياقتها في العزف أسرع مما توقعت. لا داعي لأن أعزف كل يوم كواجب ثابت. أما الكمان……فهو مضيعة للوقت الآن، لأنه-”
“حسنًا، افعلي ما ترينه مناسبًا.”
قطع كلامها قبل أن تقدم حججها كلها، لا بحدة بل باعترافٍ بارد يثير الحيرة.
لم يكن الأمر مهينًا بقدر ما كان غريبًا. ثم تابع كأنه كان يتوقع اقتراحها منذ البداية،
“أوافق على تقديم وقت القراءة لتحصّلي قدرًا كافيًا من النوم، مما يرفع كفاءتكِ في بقية الأعمال.”
“……ها؟”
“لو أجبرتكِ منذ البداية على هذا القدر لما تمكنتِ منه.”
“…….”
“حين تُطلب من شخص قدرته ستين أن يؤدي مئة، فسيصل في النهاية إلى ثمانين. وأمثالكِ إذا وُضِع هدفٌ كبير أمامهم، ينجزون نصفه على الأقل.”
عندها فقط فهمت منهجه القاسي.
كان ينتظر أن تقول بنفسها: “لو استثنينا هذا، يمكنني فعل الباقي.” أي أنه وضع لها عبئًا زائدًا متعمدًا حتى تصل من تلقاء نفسها إلى الحد المطلوب.
ثم تخلّى عنه بكل بساطة؟ شعرت أبيغيل بمرارةٍ خفيفة وغدر غير مفهوم، لكن راكييل فاجأها بسؤال،
“اذكري أربعةً من خصائص إقليم أنتيل الغربي.”
“المنسوجات، النبيذ، الأبقار، القمح..…”
“السلع الرئيسة المستوردة من مازير في القارة الشرقية.”
“الحرير، العطور، الفلفل.…”
“ومقاطعة رودريغو؟”
“النبيذ، الذهب، الفضة.…”
وبرغم ما اجتاحها من شعورَ بالخيانة، أجابت أبيغيل تلقائيًا— كما لو أنها تروضت خلال أيام قليلة فحسب—على السؤال دون تفكير.
راقبها راكييل بنظرةٍ تحمل قدرًا واضحًا من الرضا، لكن ذلك الاعتراف المباشر بقدرتها سحب ما تبقى من قوتها.
وبعد أن أجابت بفتور، لكن بدقة كاملة، عن بضعة أسئلة لاحقة، مضت بخطواتٍ مترنحة نحو السرير ثم ارتمت عليه وغطّت في غيبوبةٍ من التعب.
__________________________
يمه بعد ذاك الحلم مره تغيرت يارب من النوم بس اذا رقدت زين وقامت ابيها تركع لشخصيتها الاولى 🥲
بعدين لحظه حسبتها بتشوف امها على الاقل غش😭 طيب دامه كذا ابي ردة فعل امها واختها والمربيه واخوانها واحد واحد
المهم راكييل نايس حتى لو وش مستحيل يصير فضولي بوش صار وليه صار
Dana
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 13"