003

“عائلة دوق فاليريو؟ هل يمكن أن تكون تلك العائلة التي أعرفها؟” 

شكت يورينيا في عينيها لحظة رؤية الإعلان.

 فاليريو كانت عائلة كايلوس، بطل رواية “قيد الهوس” التي كانت تقرأها قبل وفاتها مباشرة في حياتها الماضية.

 ما هو احتمال وجود عائلة تحمل نفس الاسم في هذا العالم؟ وكم هو احتمال أن تحمل نفس لقب الدوق؟

 “هل استُحضرت إلى رواية’قيد الهوس’؟”

 قطبت يورينيا حاجبيها. في الرواية الأصلية، كانت عائلة دوق فاليريو مشهورة بسمعة سيئة كقاتل جماعي رهيب.

 ولكن لا توجد مثل هذه الإشاعات هنا. لو كانت موجودة، لعرفتها منذ وقت طويل.

 “إذن، هل الوقت الحالي هو قبل بدء أحداث الرواية الأصلية؟ أم بعدها؟” 

في بعض الأحيان، يدخل المستحضرون إلى عالم قبل بدء الرواية الأصلية أو بعد انتهائها. نظرًا لوجود “عائلة دوق فاليريو”، فمن المرجح أن يورينيا أيضًا في هذه الحالة.

 “في كلتا الحالتين، هذا لا يعنيني.”

 لنتجنب هذا. من أجل حياة سلمية، حاولت يورينيا تجاوز إعلان التوظيف. ولكن في تلك اللحظة، لفتت ملاحظة خاصة في السطر الأخير انتباهها.

※ عند العمل لأكثر من 3 أشهر، يتم دفع 100 قطعة ذهبية إضافية كل شهر.

الراتب الأساسي هو ضعف راتب المربية العادية بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، يدفعون 100 قطعة ذهبية؟ ……كان هذا مبلغًا كبيرًا جدًا لتتجاهله.

—

أمسكت يورينيا بحقيبتها بقوة وهي تدخل مكتب رب الأسرة. 

دائمًا ما يكون يوم الانضمام إلى عائلة جديدة مثيرًا ومُرعبًا. لكن توترها الآن لم يكن لهذا السبب فقط.

 “عائلة دوق فاليريو!”

 لأنها دخلت عائلة بطل الرواية الأصلية.

 “من هو الطفل الذي سأقوم بتدريسه؟” 

حاولت يورينيا التكهن. ذكر الإعلان أنه فتى في السابعة من عمره. لكن لم يكن هناك أطفال صغار في الرواية الأصلية.

 “هل هذا وقت الأحداث الجانبية للرواية؟” 

يبدو هذا معقولاً. في الأحداث الجانبية للرواية الأصلية، أنجب كايلوس وإميليا طفلاً. إذا كانوا يبحثون عن مربية لهذا الطفل، فإن القصة تتطابق جيدًا.

 “سأقوم بتدريس طفلهما.”

 تألقت عينا يورينيا بتوقع. لكنها لم تظهر حماسها المفرط أمام البتْلر.

 على الرغم من أنها في الثالثة والعشرين من عمرها فقط، إلا أنها مربية مخضرمة ذات خبرة ثلاث سنوات.

 كان الفصل بين العمل والحياة الشخصية أمرًا أساسيًا لها.

 “انتظري هنا سيأتي الدوق قريبًا.”

 “نعم،شكرًا لك.”

 غادر برانسون المكتب بعد سماع رد يورينيا. بينما كانت وحدها، نظرت حول الغرفة وهي تنتظر رب الأسرة.

 كانت الأثاث ذات الألوان الداكنة والثقيلة وأدوات الكتابة للأعمال الورقية مرتبة بدقة في أماكنها المناسبة. كل قطعة تبدو فاخرة، وهي سمة من سمات الأغراض الخاصة بالنبلاء رفيعي المستوى.

 “سيأتي كايلوس قريبًا، أليس كذلك؟ أم أن إميليا هي من ستأتي؟” 

عادةً، رب الأسرة هو الذي يجري مقابلة المربيات. لكن في بعض الأحيان، كانت ربة المنزل تستقبل المربية.

 إذا كان الزوجان على علاقة جيدة، فقد يجريان المقابلة معًا.

 “إذا أمكن، أتمنى أن يأتيا معًا.” 

كانت تنوي تبقي المسافة بينها وبين أبطال الرواية الأصلية قدر الإمكان. ولكن بما أنها أتت إلى هنا، أرادت أن تؤدي واجبها كشخصية ثانوية.

 لأن هذه الرواية هي”قيد الهوس”. على الرغم من الجدل الكثير حول كايلوس(الذي وُصف بفم القذارة)، إلا أن “قيد الهوس” كانت الرواية المفضلة ليورينيا. 

علاوة على ذلك، كان البطل كايلوس شخصيتها الذكورية المفضلة على الإطلاق. بنية جسدية طويلة وقوية، وعضلات متناسقة، وكتفان عريضتان. بمجرد أن تذكرت الوجه الساحر على غلاف الرواية الذي جعلها تضغط على الرواية، ارتسمت ابتسامة على فمها تلقائيًا.

 “سأرى هذا الوجه شخصيًا.”

 كان كايلوس وسيمًا بشكل استثنائي. كان وجهه جميلًا للغاية، لكن خطوطه لم تكن ناعمة فحسب، بل كانت آسرة. 

ساهم مظهر كايلوس في استمرار القراء في قراءة الرواية رغم شتمهم له. شعر أسود يتمايل وعينان خضراوان منعشتان. بالإضافة إلى الحبكة الحزينة لكونه تيتم في طفولته.

 كان كايلوس فاليريو حرفيًا بطلًا لا يؤذي العينين. وإلى جانب ذلك، كم كانت إميليا النقية والجميلة؟ كانا ثنائيًا متناغمًا بشكل مثالي. 

مشهد تعلق كايلوس بإميليا النقية الهشة وبكائه كان مؤلمًا بمجرد تذكره. والآن، ستعتنى بطفل هذين الاثنين.

 أستطيع العمل في منزل شخصيتي المفضلة والحصول على أموال كثيرة؟ 

القلق الذي شعرت به عند رؤية الإعلان لأول مرة قد زال تمامًا بسبب الراتب السخي للغاية.

 “إذا عملت لأكثر من 3 أشهر، سأحصل على 500 قطعة ذهبية كل شهر!”

 ابتسمت يورينيا ابتسامة عريضة وهي تسترجع تفاصيل الإعلان. إذا عملت هنا لمدة عام واحد فقط، يمكنني شراء منزل بغرفتين. وحتى في وسط العاصمة!

 “سأبلي حسنًا!” 

على الرغم من أنها لم تجري المقابلة بعد، إلا أنها كانت مستعدة بالفعل لتكرس روحها لعائلة فاليريو.

“جعلتكِ تنتظرين.”

 بينما كانت يورينيا متحمسة. فُتح باب المكتب بهدوء وسمعت صوتًا عميقًا خلفها. صوت قوي ومكثف يجعل قلب المستمع يخفق للحظة.

 بينما انتشر الصوت المنخفض المهيب في جميع أنحاء المكتب، اقشعررت يورينيا حتى النخاع. التقطت أنفاسها وابتلعت ريقتها.

 “لقد أتى.”

 أمسكت يورينيا بقلبها المرتجح وأدارت جسدها ببطء. ثم انحنت بأدب، مع الحرص على عدم ارتعاش أطراف أصابعها.

 “يسعدني مقابلتك، سيدي الدوق. أنا يورينيا دوبينيه، المتقدمة لوظيفة المربية.” 

عندما خفضت رأسها، غطت ظلال الدوق الطويلة الجزء العلوي من جسمها.

 حتى وهو واقف صامتًا بلا حراك، يمكن الشعور بإحساس هائل بالهيبة منه. شعرت وكأن الهواء في المكتب أصبح ثقيلًا لدرجة أنها اختنقت. 

بعد انتهاء التحية، أخرجت يورينيا أوراقها من الحقيبة. وفقًا لآداب التعامل مع النبلاء رفيعي المستوى، كانت عيناها متواضعتين ومنخفضتين.

 “سيرتي الذاتية وشهادة التخرج من الأكاديمية، وخطاب توصية من كونتيسة كايلز، ربة المنزل في المكان الذي عملت فيه سابقًا.”

 “لا داعي لذلك.” 

رفض الدوق الأوراق ببرودة. كانت نبرة صوته تشير بوضوح إلى الانزعاج.

 “ماذا؟”

 رفعت يورينيا رأسها دون قصد وهي في حيرة. ثم دخل في مجال رؤيتها أزرار البدلة السوداء باهظة الثمن، وصدر عريض وقوي مغطى بسترة.

 “ما هذا؟”

 كايلوس طويل القامة بالفعل، لكن يورينيا ليست قصيرة أيضًا. ومع ذلك، كان هناك مثل هذا الاختلاف في مستوى النظر.

 بينما كانت ترمش، تحدث الصدر العريض مرة أخرى.

 “لقد رأيتها بالفعل، لذا لا حاجة لرؤيتها مرة أخرى.”

 أمالت يورينيا رأسها للخلف ورفعت نظرها أعلى. فقط عندها رأت رجلاً وسيمًا بمظهر حاد وبارد. أمسكت بأنفاسها بمجرد رؤيته.

 “يا إلهي.” 

كان الدوق جميلًا بشكل غير واقعي. غلاف الرواية لم ينقل حتى نصف جمال مظهره.

 كانت عيناه اللوزيتان قويتان، وأنفه المستقيم كان سلسًا، وشفتاه سميكتان بشكل معتدل. تحركت تلك الشفاه الجميلة في اتجاه يورينيا.

 “خبرات معظم المعلمين متشابهة. الأهم ليس قدرة المعلم، ولكن المدة التي يمكنه فيها الصمود هنا.”

 يا للهول، لماذا صوته جميل جدًا أيضًا؟ على الرغم من أن المحتوى كان غير لطيف ومتغطرس، إلا أن صوته المنخفض كان ساحرًا لدرجة أن أطرافها شعرت بالخدر وهي تستمع.

 “آمل ألا تجعليني أبحث عن مربية مرة أخرى. إن البحث عن أشخاص في كل مرة أمر مزعج.”

 وفوق ذلك، ما رأيك في العينين الزرقاوتين ذات المظهر الأنيق والساحق؟ كانت عينا الدوق مثل الجواهر حقًا.

 لون أزرق ناصع… بارد ولامع مثل الياقوت الأزرق النقي…

 “هاه؟”

 أزرق ناصع؟

 “أيتها المعلمة؟” 

حدقت يورينيا في الرجل أمامها دون أن ترمش.

 “لماذا…”

 رمشت الجفون الكبيرة ذات الرموش الكثيفة ببطء. تمايلت عيناها الورديتان الحائرتان قليلاً. 

“لماذا عينا الدوق زرقاوان؟” 

عينا كايلوس خضراوان! كان دوق فاليريو وسيمًا للغاية. مظهر رائع بتناسب ونحت مثاليين، وجسم أفضل حتى من التمثال في كتاب الفن.

 لكن… هذا الشخص لم يكن كايلوس.

 “أليست هذه رواية’قيد الهوس’؟”

 هذا بالتأكيد منزل يحمل نفس اسم عائلة كايلوس ونفس لقبه. لكن هل هي عائلة مختلفة؟

 “ألا تسمعين؟ ” 

بينما كانت يورينيا صامتة تحاول فهم الموقف، أمال الدوق رأسه وتحدث.

 “ألا تثقين في قدرتك على الصمود لفترة طويلة؟ إذا كان الأمر كذلك، فاستقلي فورًا.”

 “كلا!” 

أجابت يورينيا بسرعة رافعة يديها محاولة الإيحاء بعدم ذلك. 

ثم سألت وهي تستوعب الموقف ببطء:

 “إذن…همم… أنت دوق فاليريو، أليس كذلك؟”

 “نعم.هل هناك مشكلة؟”

 “المشكلة هي…”

 هزت يورينيا رأسها. كان العرق البارد يتدفق على ظهرها.

 “يبدو أن عائلة فاليريو هذه ليست تلك العائلة.” 

هل شربت حساء الفول قبل الأوان؟ (أي فرحت قبل الأوان) من المحزن بعض الشيء أن صاحب العمل ليس كايلوس. 

لكن شروط العمل الجذابة لا تزال كما هي: الإقامة والطعام مُقدمَان، 400 قطعة ذهبية شهريًا، وحتى 100 قطعة ذهبية إضافية بعد 3 أشهر.

 “صحيح، المهم هو المال.” 

هذبت يورينيا نفسها وابتسمت ابتسامة عريضة. ما يسمى بـ… 

 “الابتسامة المهنية.” 

***

تـــرجــمــــــة: ســـاتوريــــا… ♡