3
بدأتُ أكتب في الأوراق من حولي بسرعة، كأن أفكاري تتسابق للخروج قبل أن يختفي أثرها.
السبب… السبب الذي جعل أخي الثاني يصبح وليّ العهد كان واضحًا:
دعم أمي الكامل له…
ودعم أغلب النبلاء…
وفوق ذلك، عدم اهتمام أخي دوريفان بالأمر من الأساس.
وأمي… لكي تضمن أن يكون فاسكال هو المسيطر على الحكم…
كانت تُبعد دوريفان في كل حرب، ترسله إلى أطراف الإمبراطورية، كي لا يحقق أي إنجازات سياسية… فقط إنجازات عسكرية لا تهدد العرش.
لكن… أنا آسفة يا أمي.
لا أظن أن هذا سيستمر طويلًا.
باستخدام معرفتي بالمستقبل… سأضمن أن تُنسب لأخي الكثير من الأعمال العظيمة.
سأكون ظلّه… حتى لو انتهى بي الأمر إلى الموت مرة أخرى.
شعرت بتعب يسري في جسدي بسبب كل ما حدث… وبسبب مرضي.
تمددت قليلًا ثم ذهبت إلى الفراش…
ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى غرقت في النوم بسرعة.
في الصباح التالي
“سموّ الأميرة… استيقظي.”
كان صوت روزالين…
أغمضتُ عيني بقوة وتمتمت:
“فقط خمس دقائق أخرى يا روزالين…”
“سموّ الأميرة، عليكِ الاستيقاظ. اليوم يجب أن تتناولي الإفطار مع سموّ الإمبراطورة… ووليّ العهد… والأمير الأول.”
آه… يا لَلعذاب.
كنت أشعر بالنعاس الشديد بسبب سهري الليلة الماضية.
اللعنة على هذه الحياة…
أريد النوم فقط قليلًا.
لماذا عليّ النهوض من هذا الفراش المريح؟
فراشٌ بهذه النعومة… وكأنهم صنعوه ليقتل الإرادة البشرية في لحظة.
النوم في السجن كان جحيمًا…
أرض باردة… قاسية… ورطبة.
بينما أمي… وأخي الأصغر… ينامون على هذه الأسرّة المخملية.
لن أسامحهم أبدًا.
حتى لو اعتقدوا أنني مذنبة… وأنني حاولت اغتيال أمي…
لن أسامحهم على تركي أموت وحيدة.
“سموّ الأميرة… انهضي.”
لم تمنحني روزالين فرصة.
سحبت روزالين الغطاء من فوقي بسرعة، ثم أمسكت بذراعي وبدأت تسحبني من على السرير بعزمٍ لا يشبه خادمة بل قائداً في ساحة حرب.
تمسّكتُ بيدي الأخرى بحافة السرير كأن حياتي تعتمد عليه.
“توقفي يا روزالين! توقفي! قلتُ خمس دقائق فقط!”
لكنها لم تكترث، وقالت بنبرة عملية:
“سموّ الأميرة، هيا استيقظي. أنتِ لا تفعلين هذا بالعادة، ما الذي جرى لكِ؟ أعرف هذه الكلمات… كانت أختي تقولها عندما كنا في المنزل قبل أن أصبح خادمة.”
ثم أضافت بلهجة خبيرة:
“الخمس دقائق ستتحول إلى عشر، والعشر ستتحول إلى ساعة… أعرف هذه الحركة جيدًا.”
وبدأت تسحبني بقوة أكبر.
انزلقت يدي عن السرير بسبب قوة السحب، وكان ذلك كافيًا لكي نفقد توازننا معًا…
فسقطتُ فوق روزالين مباشرة على الأرض.
“أَرأيتِ يا روزالين؟ من الذي يشد شخصًا بهذه الطريقة؟! ثم كيف تتعاملين معي بقلة احترام وأنا أميرة؟”
نهضت روزالين وهي تنفض فستانها، وقالت دون أن ترفّ لها عين:
“أجل… أنتِ أميرة. ولكن هذا أمام الناس. عندما نكون وحدنا… تصبحين أميرة المجانين.”
شهقتُ بدهشة:
“ماذا؟!”
“هيا يا سموّ الأميرة، سنتأخر.”
ثم أمسكت بي من جديد—هذه المرة دون أن أتمكن من المقاومة—وسحبتني نحو المرآة.
في لحظةٍ واحدة تقريبًا بدأت تجهّزني بسرعة مذهلة:
تمشيط شعري، تثبيت الشرائط، وضع المجوهرات، تعديل الفستان…
كانت تتحرك كعاصفة، لدرجة أنني لم أدرك ما حدث إلا عندما وجدت نفسي تقف أمام الباب.
“هيا يا سموّ الأميرة… اذهبي. سأقوم بتنظيف الغرفة إلى أن تعودي.”
دفعتني إلى الخارج برفقٍ مُصرّ، ثم أغلقت الباب خلفي في وجهٍ مذهول.
دفعتني روزالين إلى الخارج برفقٍ مُصِرّ… ثم أغلقت الباب خلفي، تاركةً وجهي مزيجًا من الذهول والاستسلام.
“حقًا… هل أُعامل هكذا؟” تمتمتُ في نفسي.
لكن رغم ذلك… لم أشعر بالانزعاج.
إن كان الأمر مع روزالين… فلا بأس.
روزلين كانت الشخص الوحيد الذي وقف بجانبي يوم الحادث…
الشخص الوحيد الذي قال إنني لم أفعل شيئًا.
بدأت أمشي في الممرات ببطء، قلبي يخفق بانقباض غريب، حتى وصلت أخيرًا أمام غرفة الطعام.
في الماضي… لم أجرؤ على الجلوس إلى هذه المائدة.
كنت أخاف رؤية دوريفان… أخاف نظراته… أخاف أن يقرأني.
تساءلت:
كيف ستكون تعابير أمي؟
أخي ڤاسكال؟
هل سيبدوان مندهشين؟ غاضبين؟ أم غير مهتمين؟
دفعت الباب بهدوء ودخلت.
كانت أمي وڤاسكال قد بدآ الأكل للتو، وكأنهما لم يتوقعا حضوري… أو بالأحرى، لم يتخيّلا أن آتي.
رفعا رأسيهما نحوي بنفس اللحظة، وتجمّدت نظراتهما؛
استغراب شديد… دهشة… ومزيج خفي من الارتباك.
أما دوريفان… فكان ينتظرني.
لم يلمس الطعام بعد، كما لو أنه كان يترك مقعدًا شاغرًا لي وحدي.
وعندما رآني، لوّح لي بيده بخفة، وأشار إلى الكرسي بجانبه.
“أماريل… فلتجلسي بجواري.”
ترددت لحظة، ثم ذهبت وجلست بجانبه.
شعرت بنظرات أمي وفاسكال تتبع كل حركة أقوم بها.
فأدرت رأسي بعيدًا عنهما، وتظاهرت بالهدوء.
قال دوريفان بصوته الهادئ:
“بما أنكِ جئتِ يا أماريل… فلنبدأ بالأكل.”
بدأت أتناول الطعام، لكن…
“أخخخ…” همستُ في داخلي.
شعرت بأن معدتي ستنقلب.
الجميع كان ينظر إليّ.
الضغط حولي كان ساحقًا… كأن الهواء نفسه يضيق.
وفجأة…
“أماريل.”
كسرت أمي الصمت بصوت حادّ، واضح، لا يحمل أي دفء.
رفعت رأسي بتوجس.
قالت ببرودٍ قاطع:
“أظن أنّ الوقت قد حان لتفكّري في زواجك.”
صُدمت.
شعرت وكأن الهواء اختفى.
الضغط سحق صدري.
وتدفقت الذكريات نحوي…
لحظات، وجوه، أصواتٌ من حياتي السابقة…
اماريل
كسرت امي ذلك الصمت اظن ان الوقت حان لتفكري بزواجك
شعرت بصدمة وضغط ساحق بدات ذكريات تعودني
صُدمت.
شعرتُ وكأن الهواء اختفى.
الضغط سحق صدري، وبدأت الذكريات تتدفق نحوي بلا رحمة…
لحظات، وجوه، أصوات من حياتي السابقة…
أصواتٌ أكرهها… ووجوهٌ خانتني… وأسماءٌ جرّتني إلى موتي.
ثم… صوته.
ذلك الصوت الذي ما زال محفورًا داخلي كجرحٍ قديم لم يلتئم.
“أماريل… عزيزتي، عليكِ فقط النظر نحوي… لا تنظري لأي أحدٍ سواي.”
ثم صوته يختفي… ليعود أكثر قسوة، أكثر وحشية…
وهو يضربني.
“قلتُ لكِ ألّا تنظري لأحدٍ غيري! لماذا كنتِ تتحدثين مع ذلك الحارس؟!”
كان يصرخ بكامل غضبه، يكمّم أنفاسي مع كل صفعة…
“أنتِ زوجةٌ خائنة! كيف يمكنكِ فعل ذلك بي يا أماريل؟! لماذا تخونينني؟!”
ثم يبتعد… بخطوات ثقيلة نحو الباب.
دون أن يلتفت للخلف.
“أماريل… لن تأكلي شيئًا لمدة يومين، حتى تتعلمي ألّا تكوني خائنة.”
كنتُ أرتجف…
غير قادرة على إدراك الواقع…
كأن الزمن عاد وجرّني من شعري إلى أبشع لحظاتي.
“أماريل؟ هل أنتِ بخير؟”
يد دافئة وُضعت فوق يدي.
رفعت رأسي… فكان دوريفان ينظر إليّ بقلقٍ صادق.
“أماريل…”
مجرد سماع اسمه… وصوته… شعرتُ بطمأنينة غامرة.
كأنني أمسكتُ بطوق نجاة وسط غرقٍ طويل.
لكن أمي… لم تمنحني لحظة واحدة.
رفعت صوتها ببرودٍ لاذع:
“أماريل… ما بكِ هذه الأيام؟ تتصرفين بوقاحة مستمرة. هل أثّر المرض عليك لدرجة أنه جعلك كالحمقاء؟”
لم أستطع الرد.
حلقي كان مغلقًا، عقلي يغرق، وذكرياتي تخنقني.
لكن قبل أن تنطق شفاهي…
تدخل دوريفان، بصوتٍ ثابت لا يقبل الجدال:
“سموّ الإمبراطورة… أظن أنكِ تبالغين في ردّ فعلك. أماريل ظلت صامتة منذ أن دخلت. ومرضها ليس بيدها. وعلينا نحن—عائلتها—أن ندعمها، لا أن نسخر منها بسبب مرضها.”
ارتفع حاجبا أمي بغضبٍ مكتوم.
“سموّ الأمير… هل تُعلّمني آدابي الآن؟”
أجاب دوريفان دون تردد:
“أنا لم أقل ذلك… لكن يبدو أن سموّ الإمبراطورة تفسّر الكلام بطريقةٍ تظن أنها تمسّها.”
قلبي كاد يتوقف.
مستحيل… مستحيييل…!
صرختُ داخليًا.
إذا سمع الجميع الأمير الأول يردّ على الإمبراطورة بتلك الطريقة…
فهذا يعني نهايته.
يعني أنّه يقطع أغصان نفسه بيده…
وسيكون ذلك بمثابة قتل البرعم قبل أن ينمو.
لن أستطيع جعله وليًّا للعهد إن استمرت الأمور هكذا…
“أمي… أنا موافقة فقط. هل يمكنني أنا وأخي الذهاب الآن؟ لدينا موعد لنذهب إليه، أليس كذلك يا أخي؟”
قلتُ ذلك بصوت هادئ، وأنا أحاول أن أبدو طبيعية، رغم خفقان قلبي.
“أماريل… هل النهوض عن المائدة بينما الجميع جالس يُعدّ من آدابكما؟”
ابتسمت أمي ابتسامة باردة، ولم أكترث.
“بالطبع لا… بالطبع لا يا أمي.”
في تلك اللحظة، كان دوريفان يكتم غضبه بشدة، وتمتم في داخله بغضب:
هذه السيدة العجوز… لو لم تكن إمبراطورة، لقتلتها بيدي.
سمو الإمبراطورة، اعذرني… قال أخي بصوت حازم.
نهض من على الكرسي، خطواته ثابتة، عينيه تلمعان بالحزم.
“أنا سأغادر الآن.”
ثم أمسك بيدي برفق، وسحبني بلطف وهو يواصل حديثه:
“وأيضًا، سمو الإمبراطورة، هل يمكنك التوقف عن تلك البروتوكولات؟”
تقدم بنا نحو الباب، صوته منخفض لكنه صارم:
“هذه الأمور تُفسد جوّ العائلة. نحن عائلة… علينا أن نكون عائلة فعلًا، وأن نفعل كل شيء براحة، وليس بجمود.”
خرج من غرفة الطعام، تاركًا خلفه شعورًا بالطمأنينة والأمان، وكأن كل شيء أصبح أخف، وكأن الهواء عاد ليملأ رئتي بعد طول انقباض وقلق.
“أماريل… اسمعي.” قالها وهو يمشي بخطوات هادئة وثابتة، لكن كلماته حملت وزنًا أكبر من أي صوت آخر في الغرفة.
“ركزي معي، بشأن موضوع الزواج… إذا لم تريدي ذلك، فقط ارفضي. لا ضغط، لا إجبار. لكن قبل أن تقرّري، عليكِ مقابلة ذلك الرجل. استمعي لقلبك فقط.”
صمت لحظة، ثم أضاف:
“فقط أعطيه فرصة… إذا كان الرجل جيدًا، سيكون زواجك أفضل حتى من رجل تحبينه.”
رفعت يدّي التي كان يمسكها، وقبل أطراف أصابعي برفق.
القبلة على أطراف الأصابع في الإمبراطورية… كانت تعني الحماية والاحترام، علامة يقدّمها الفارس.
والقبلة على الكف… كانت رمز حب، وعدًا بحماية المرأة التي يحبها.
وبهذه القبلة، أدركتُ معنى ما أراد أخي قوله… أنّه سيحميني، مهما حدث.
نظر إليّ بعينين صافيتين، قائلاً بصوت دافئ وحازم:
“أماريل… ألم يعجبك هذا الرجل الذي سيتقدّم إليك؟ كل ما عليك فعله هو قول لا إذا لم تريدي، وسأتصرّف.”
ابتسمت بخفّة، شعرت بارتياح غريب يتسلّل إلى قلبي.
“شكرًا لك… أخي.”
لقد وصلنا إلى غرفتي، وكانت لحظة هدوء بعد ضجيج القرارات والمسؤوليات.
“الآن… ادخلي، أماريل.”
أومأت برأسي: “أجل… إلى اللقاء، أخي.”
دخلتُ الغرفة، وقلبي يخفّ، وعقلي يسترجع حديث أخي.
شعرتُ بالطمأنينة… وكأن كل شيء أصبح أسهل، وكأنني أمتلك من القوة ما يكفي لمواجهة أي تحدٍّ قادم.
أما دوريفان… فقد ابتعد عن غرفتي، متجهًا نحو غرفته الخاصة، خطواته ثابتة وعيناه تلمعان بالحزم.
نادى داخل الغرفة: “كالدرِيك!”
دخل عليه حارسٌ بشعر بني وعيون ذهبية، واقفًا في وضع الاحترام الكامل.
“نعم، سمو الأمير؟”
أجاب دوريفان بصوت صارم،وعينين فيهما سفك شديد للدماء لا يقبل التأجيل:
“أريدك أن تعرف كل المعلومات عن الشخص الذي أرسل طلب الزواج إلى أختي.
إذا اكتشفت أنه رجل سيء… فأنا سأعرف كيف أتصرف… ولن أترك أي دماء تُسفك عبثًا.”
انحنى الحارس بأدب شديد:
“بالطبع، سمو الأمير.”
في تلك الليلة… نمت بهدوء، رغم ثقل المواقف التي اجتاحتني طوال اليوم.
أغلق جسدي على نفسه، حاولت أن أنسى، لكن عقلي رفض الراحة.
وفي منتصف النوم… حلمتُ بشيء غريب.
رجل، شعره برتقالي، لا تظهر ملامح وجهه بوضوح… كان غامضًا، كظلٍ من الماضي.
“سموّ الأميرة… هل أنت بخير؟… تماسكي، سموّ الأميرة.”
استيقظت مفزوعة، قلبي ينبض بسرعة.
“أليست هذه ذكريات موتي؟ لماذا أرى هذا الرجل الآن؟ ولماذا أتذكره بهذه الطريقة؟”
حاولت أن أفكر، أن أفهم… لكن كلما حاولت، كان الغموض يزداد.
رجل غريب، لا أعرفه… لماذا يحاول إنقاذي؟ لماذا يمد يده لي… ولأخي؟
رجل منفي من الإمبراطورية… وأنا أميرة… خائنة…
ما الذي سيكسبه من إنقاذنا؟
رغم كل هذا التساؤل، شعرت بتوتر داخلي… لكني لم أجد إجابة.
وضعت رأسي على الوسادة، أغمضت عيني، أحاول النوم…
لكن عقلي لم يهدأ.
خططي لليوم التالي، ما يجب أن أفعله… كل شيء يدور في رأسي بلا توقف.
ثم حلّ الصباح.
“سموّ الأميرة… استيقظي.”
كانت روزالين.
رشّت وجهي بقطرات ماء باردة، توقظني برفق… لكنها أيضًا صارمة.
“ما هذا؟ روزالين…” همست، أزعجني الاستيقاظ بهذه الطريقة.
ابتسمت روزالين بخفة، وكأنها تتوقع سؤالي:
“إنه بخاخ ماء… كنت أفكر كيف سأوقظك لاحقًا… يبدو أن هذا أعطي نتيجة.”
تنهدت، وأنا أرفع رأسي من الوسادة:
“روزالين… لماذا عليّ الاستيقاظ مبكرًا اليوم أيضًا؟”
أجابت بلا تردد:
“حسنًا… لم أكن سأوقظك مبكرًا نهائيًا، لكن سموّ الإمبراطورة طلبت أن أجهّزك… وأن أخرجك إلى شرفة الحديقة.”
شعرت بالدهشة تتسلل إلى قلبي.
هذا لم يحدث من قبل… لماذا تريدني أمي هناك؟
أسئلة بلا إجابة تتراكم… لكن لم يكن لدي وقت للتفكير طويلًا.
“هيا، سموّ الأميرة.”
شدّتني روزالين بلطف، لكن بحزم، وجهّزتني بسرعة.
ثم خرجت من الغرفة… وخرجت معي روزالين.
“هل ستأتي يا روزالين؟” سألتها وأنا أحاول كتم قلقٍ بداخلي.
“لا، أنا فقط أريد أن أكون معك… كنت قلقة البارحة. قالت لي الإمبراطورة ألا آتي، لكنك قد تتعرضين للمشاكل في غيابي… لذا… أنا فقط أريد أن أبقى بجانبك.”
ابتسمتُ، شعرت بالامتنان يغمر قلبي:
“شكرًا لك، روزالين.”
وصلنا إلى الشرفة.
كان الخدم يعدّون الطاولة بعناية، والمخبوزات الطازجة والشاي على المكان المعتاد.
قالت إحدى الخادمات بابتسامة مهذبة:
“سموّ الأميرة، تفضلي بالجلوس.”
جلستُ، وأنا مستغربة… أمي لم تكن موجودة بعد، هل تأخرت؟
أخذت رشفة من الشاي… لكنه لم يخفف من شعوري الغريب بالقلق.
وفجأة… جاء صوت من ورائي.
“سموّ الأميرة… كيف حالك؟”
تجمد قلبي.
هذا الصوت… كنت أعرفه جيدًا، أكثر من أي شخص آخر.
حاولت أن أجمع شتات نفسي، أحاول السيطرة على ارتجافي.
نظرت ببطء إلى الخلف…
وهو هناك.
كنت أعرف هذا الصوت، هذا الشخص… كل خلية في جسدي شعرت بالخطر.
“لماذا هو هنا؟ وماذا يفعل هنا؟ لماذا… لماذا الآن؟”
شعرت وكأن الهواء قد اختفى من حولي، وقلبي ينبض بسرعة غير طبيعية، وكل شيء من حولي أصبح ضبابيًا… إلا وجهه.
Chapters
Comments
- 3 - شرفة الحديقة واللقاء المفاجئ منذ 14 ساعة
- 2 - عناق بعد الرحيل 2025-11-06
- 1 - ذنب لا يغتفر 2025-11-01
التعليقات لهذا الفصل " 3"
واو دوريفان شخصيته حلوه اوي والبطل هو أبو شعر اصفر صح ولا لا قولي انا احساسي لا يخيب