زحف كايلوس داخل الغطاء، ثم تسلَّل إلى الأسفل ببطء. أمسك بفخذيها الناعمين وفرك شفتيه عليهما.
«ها……»
في كل مرة يحك كايلوس ذقنه الرجولية على بشرتها، كانت ليسيا تمسك الملاءة بقوة غير قادرة على الصبر.
في اللحظة التي أرادت فيها ايقافه…
دوَّى صوت «بأنغ!» هائل بجانبهما مباشرة، كأن قذيفة سحرية انفجرت.
صرخت ليسيا بصوت حاد وهي تغطي أذنيها من الخوف، وقفز كايلوس فورًا وكشف ستارة السرير.
أمسك السيف الموضوع على الطاولة الجانبية بسرعة البرق وتفحَّص المكان.
فقد كايلوس النطق للحظة أمام المشهد. ثريا الكريستال الضخمة بحجم جسده قد تحطمت على الأرض، وغرفت النوم مغطاة بشظايا الكريستال والزجاج.
لحسن الحظ، كانا دائمًا يضعان ستارة السرير بسبب روبلين التي تستخدم غرفة النوم المجاورة.
لولا ذلك، لكان الزجاج قد اخترق أجسادهما بالكامل.
«ما، ما الذي حدث؟»
ألقى كايلوس سيفه جانبًا، وصعد مسرعًا إلى السرير، ثم لفَّ كتفي ليسيا بذراعيه.
«لا شيء على الإطلاق. هل تفاجأتِ كثيرًا؟ هل الطفل بخير؟»
«دوَّى صوتٌ هائلٌ هكذا، وتقول لا شيء؟»
«سقطت الثريا.»
«الثريا؟»
«نعم.»
لعل الخدم تجمعوا بسبب صوت الانفجار الهائل، فقد أصبح خارج باب غرفة النوم صاخبًا.
عندما أمر كايلوس بفتح الباب، دخل الخدم ولم يتمالكوا ذهولهم.
ما هذا الذي يحدث في غرفة العروسين المقبلين على الزفاف غدًا؟
غدًا حفل الزفاف، ولا يمكن قضاء الليلة في غرفة نوم كهذه. رفع كايلوس ليسيا بين ذراعيه.
«لماذا سقطت الثريا التي كانت سليمة تمامًا؟»
«حسنًا…»
بينما يحملها كايلوس ويخرجان، نظرت ليسيا إلى منظر غرفة النوم كاملة.
كل التماثيل الزجاجية الصغيرة التي كانت موضوعة فوق الثريا تحطمت إرباً إرباً.
وغرزت مئات الشظايا الزجاجية في ستارة السرير.
كانت غرفة النوم تشبه ساحة حرب تمامًا. لا يمكن أن تكون غرفة نوم عروس وعريس سيُعقد زفافهما في اليوم التالي.
❖ ❖ ❖
ظلَّ ما حدث ليلة أمس يعصف برأس ليسيا حتى صباح اليوم التالي.
لحسن الحظ، كان الطفل في بطنها يتحرك كالمعتاد دون أي تغيير.
بعد انتهاء حفل الزفاف اليوم، ستخبر كايلوس بمن هو والد الطفل الحقيقي، وستتحدث أيضًا عن عائلتها التي لا يُعرف مكانها الآن.
كم سيسعد كايلوس لو أخبرته بوالد الطفل الحقيقي.
جلست ليسيا أمام المرآة تُمسِّد بطنها المنتفخ وابتسمت ابتسامة خفيفة.
«أختي! أنتِ اليوم جميلة جدًا!»
أطلقت روبلين، التي جاءت لزيارة غرفة انتظار العروس، صيحة إعجاب وهي تنظر إلى ليسيا.
ليسيا التي لم تكن واثقة من مظهرها أبدًا، شعرت أنها اليوم على الأقل تستحق الثناء حتى في عينيها هي.
فستانها الوفير المصنوع من عشرات الطبقات من الحرير الأبيض الرقيق الشفاف لم يبدُ مبتذلاً أو فاحشًا إطلاقًا.
ليسيا التي كشفت كتفيها وصدرها بالكامل، وارتدت قلادة اللؤلؤ ذات الخمس طبقات التي أهدتها إياها الملكة، كانت تبدو مذهلة للجميع.
«صاحبة السمو الأميرة، أنتِ بهذا الجمال رغم حملكِ، لا أستطيع تخيُّل مدى أناقتكِ بعد الولادة.»
«تشبهين تمامًا الإمبراطورة في شبابها!»
تسابقت الخادمات المساعِدات في الثناء. عندئذٍ نفخت روبلين شفتيها، ثم سألت الخادمة التي ذكرت الإمبراطورة بصرامة:
«هل رأيتِ الإمبراطورة في شبابها؟»
«أ، أقصد في الصورة الشخصية فقط…»
أشارت روبلين بيد متكبرة، فجرت الخادمة كرسيًا. ثم جلست روبلين بجانب ليسيا وأمسكت يدها.
«يا ليته لم يكن بطنكِ ثقيلاً.»
«صحيح. لكنتِ ارتديتِ فستانًا أجمل. لكنكِ جميلة كما أنتِ.»
«شكرًا.»
«وماذا عني؟ هذا الفستان. جلالة الإمبراطورة أهدته لي. وبما أنني شقيقة العروس، أعارتني تيارا خاصة أيضًا.»
كانت روبلين ترتدي تيارا رقيقة من الألماس، وهي تُمعن النظر في المرآة وتُمسِّد التيارا باستمرار.
شعرت ليسيا بالأسى وهي ترى روبلين، التي كانت تملك في يلكا تيارات أكثر فخامة بكثير، تفرح بهذه الجواهر البسيطة.
«في عينيَّ، أنتِ منذ الطفولة وحتى الآن أجمل الأخوات. جلالة الإمبراطورة أعطتني الكثير من أحجار الأكوامارين لأهديكِ إياها عند زواجكِ. عندما نذهب إلى الإقطاعية، سنطلب تيارا ومجوهرات لكِ منها أولاً.»
«حقًا؟ أختي! حقًا أنتِ الوحيدة التي لديَّ. سأخدمكِ بكل قلبي مدى الحياة.»
حان وقت بدء الحفل. كل عروس في العالم تتوتر في يوم زفافها، لكن توتر ليسيا كان أكبر.
لأن اليوم، يوم الزفاف، هو أول يوم ستقابل فيه قبيلة ديمن بأكملها.
لكي تسير حياتها الزوجية مع كايلوس بسلاسة دون مشاكل، كان من المهم أيضًا أن تترك انطباعًا جيدًا عندهم.
«روبلين، أنا متوترة.»
«لا بأس. أنا معكِ.»
ربطت ليسيا نصف شعرها الأحمر المتماوج، ووضعت فوق رأسها تاج الإمبراطورة نوكت المزين باللؤلؤ والألماس.
«تحملي الثقل قليلاً. بعد انتهاء الحفل، يمكنكِ استبداله بتيارا في حفل الرقص.»
أومأت ليسيا برأسها بصمت على كلام روبلين. من أجل زفاف مثالي، ستصبر على وزن التاج.
توجهت ليسيا الحامل في شهرها الأخير، معتمدة على ذراع روبلين، إلى حديقة القصر الإمبراطوري حيث سيقام الحفل.
«لماذا الجو غائم هكذا اليوم بالذات؟»
رفعت ليسيا رأسها بحذر ونظرت إلى السماء الملبدة بالغيوم.
كان الجو صافيًا لأيام متتالية، لكن اليوم فقط امتلأت السماء بالغيوم السوداء كأن المطر سيهطل في أي لحظة.
«يا ليت المطر لا يهطل…»
ستقام المأدبة والحفل اللاحق في القاعة الكبرى، لكن حفل الزفاف سيُعقد في حديقة القصر الإمبراطوري المصبوغة بلون القيقب الأحمر.
ليسيا التي اختارت بنفسها حفل زفاف في الهواء الطلق كانت قلقة جدًا من احتمال هطول المطر.
في تلك اللحظة، رأت كايلوس من بعيد واقفًا يُظهر ظهره.
كان أطول برأس كامل من رجال نوكت الآخرين، فيُرى من أي مكان.
ما إن رأته ليسيا حتى شعرت بالطمأنينة بسرعة فائقة.
التفت كايلوس عندما سمع ضجيج العروس بطلة اليوم وهي تقترب محاطة بعشرات الوصيفات والخادمات.
التعليقات لهذا الفصل " 45"