كان مركز حراسة العاصمة، الواقع في قلب عاصمة إيديلس جيسين، يعجّ بالكامل بنساء ذوات شعر أحمر ومرافقيهن، حتى بدا المشهد فوضويًا.
“بأي حق تسجنوننا هنا؟! نحن لم نرتكب أي مخالفة!”
في خضم هذا الموقف المرتبك، كانت كارين تصرخ بأعلى صوتها نحو الحراس بلا أدنى خوف.
“هذه الآنسة على حق! هل يجوز حبس الأبرياء هكذا؟”
“فقط للحظة، أرجوكم. الرجاء الهدوء. هناك من يبحث عن شخص ما من القصر الإمبراطوري. سنخلي سبيل الجميع بعد انتهاء إجراءات التأكد، لذا أرجو منكم التزام الهدوء!”
كان الحارس، الذي لم يكن قد تخلّى بعد عن ملامح الصِبا، يتوسّل الغاضبين من مواطني الدوقية بعينين دامعتين.
“لكن، لماذا يبحث القصر الإمبراطوري لنوكت في إيديلس؟”
“أجل، هذا ما يحيرني أيضًا.”
عند سماع اسم “القصر الإمبراطوري لنوكت”، تبادلت كارين وغابرين النظرات. لم يكن شعورًا مبشرًا.
“القائد!”
ما إن دخل قائد الحرس، وهو رجل مسنّ، حتى اندفع الحارس نحوه. القائد، الذي هزّ رأسه بيأس من تصرف تابعه، صاح بصوت عالٍ
“لقد تم العثور على الشخص المفقود. يمكن للجميع العودة الآن. سمو الدوق يعبّر عن أسفه للإزعاج الذي تسبب فيه لمواطني الدوقية.”
بدأ المواطنون، الذين كانوا محتجزين في مركز الحراسة، بالخروج جماعات جماعات إلى الشارع.
وبينما كان الجميع يغادر، تقدمت كارين وحدها نحو قائد الحرس.
انحنت بأدب نحو القائد، الذي كان يحدق فيها بنظرة مرتابة، ثم سألته بلطف:
“من الذي كنتم تبحثون عنه؟”
“أنا فقط أنفذ أمر سمو الدوق، لذلك لا أعرف بالتفصيل. أعتقد أنها زوجة أحد نبلاء لنوكت…”
لكن كارين وغابرين لم ينتظرا سماع الجواب كاملًا، وبدآ بالركض بأقصى سرعتهما.
كانا يأملان، بكل قلوبهما، أن تكون حدوسهما خاطئة، وهكذا وصلا إلى مدخل جبل الجنيات.
لكن قرية الجبل كانت تعجّ، على غير العادة، بالفرسان والجنود المدرعين.
خلعت كارين الوشاح عن عنقها ولفّته على رأسها كغطاء. وبدأت هي ووالدها بالمرور عبر القرية بأقصى درجات الحذر.
في تلك اللحظة، تحرّك الجنود والفرسان بانضباط، واصطفوا على جانبي الطريق.
من بعيد، كانت عربة سوداء تتقدم، ويبدو أنهم كانوا يؤمّنون طريقها.
كانت نافذة العربة مفتوحة، ومن داخلها كانت ليسيا تطل عليهم بعينين حزينتين.
وما إن التقت أنظارهم للحظة، حتى أومأت ليسيا برأسها بخفة وكأنها تطمئنهم بأنها بخير.
“لـ… ليسيا…”
أمسك غابرين بفم كارين، التي كادت تقفز إلى العربة.
وفي اللحظة التالية، أُغلقت نافذة العربة. تبعها الجنود والفرسان وغادروا القرية على الفور.
في القرية التي خلت مجددًا من الضوضاء، وقفت الأب وابنته في صمت يحدقان في الطريق الذي اختفت فيه ليسيا.
وكان أول من كسر الصمت هو كارين.
“أبي! هل جننت؟! كيف تتركها تذهب هكذا؟!”
“كارين. إن تصرفتِ بتهور، فلن نستطيع العثور على ليسيا أبدًا. من أجل المستقبل، علينا التحلي بالصبر الآن.”
كان غابرين يحاول تهدئة ابنته. فقد كان فقدان “سيلين” عقدة في قلبه طوال حياته. ولم يكن مستعدًا ليفقد ابنتها، ليسيا، بهذه البساطة على يد البشر أيضًا.
وهو يلف ذراعه حول كتف ابنته، اتجه غابرين، لا نحو الكوخ، بل نحو مدينة جيسين حيث اقتيدت ليسيا.
ومنذ ذلك اليوم، راح يصلي يوميًا إلى حاكمة “ديتا”، ليرزق بالقوة التي تُمكّنه هذه المرة من حماية ابنته…
❖ ❖ ❖
في داخل العربة، كانت ليسيا تراجع في ذهنها العروض الثلاثة.
ربما كان كايلوس يظن أنها لن توافق بسهولة، لكنها لم تكن عروضًا مستحيلة كما ظن.
فهي، على أي حال، كانت قد اعتادت سابقًا على النوم بجانبه، أما الزواج، فقد كانت على وشك الزواج من إمبراطور لنوكت العجوز أصلًا. لم يَعُد يهمّ من تتزوج.
أما مسألة الوريث… نظرت ليسيا من النافذة ووضعت يدها على بطنها.
إن كان الطفل في بطنها ذكرًا، وإن سلّمته لكايلوس، فقد تتمكن من الفرار.
التفتت لتحدّق في كايلوس. وكما شعرت من قبل، لم يكن يزيح عينيه عنها لحظة واحدة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات