العدو الذي ينبغي على مارييوس أن يقاتله هو نوكت، لا هي.
حتى مقاتلو المقاومة من يلكا هاجموا جيش نوكت، ومع ذلك، كان مارييوس وحده يستمر في توجيه التهم والصراخ عليها.
بل إن بعض الجنود تأثروا به وانساقوا خلفه.
غضبها كان طاغيًا لدرجة أنها لم تعد قادرة على الحفاظ على هيبتها كأميرة أو كرامتها.
أما ثيودور، فظل فاغرًا فاهه من الصدمة، غير قادر على قول شيء.
كان مارييوس، الذي لم يكن وريثًا لدوقية العائلة بل الابن الثاني،
قد اقترب أولاً من ليسيا في وقت كانت فيه وحيدة ومنهكة.
كان الناس ينتقدون مارييوس ويقولون إنه ماكر. فبما أن قانون يلكا لا يسمح إلا للابن البكر بالوراثة،
لم يكن لمارييوس أي لقب أو مكانة، لكن لو تزوج من ليسيا، لكان الملك سيمنحه لقبًا حفاظًا على كرامته.
ليسيا كانت تحاول دومًا نفي تلك الأقاويل. لكن يبدو أن كلامهم كان صحيحًا؛ فبسبب الوفاة المفاجئة لأخيه، أصبح مارييوس وريثًا، ثم خانها.
والآن، هو نفسه ينعتها بالخائنة ويحاول قتلها.
الغضب منحها قوة لم تكن تملكها، وأنساها حتى الألم.
“سموكِ؟”
تمسّكت ليسيا بعباءة ثيودور السوداء.
“ثيودور، اقتله. يمكنك أن تفجر رأسه بسحرك، أليس كذلك؟”
أبعدها ثيودور عن نفسه بنظرة متضايقة.
“تفجير الرأس…؟ لا يمكن استخدام السحر بدقة على هذه المسافة.”
“إذًا سأكون الطُعم. عندما يقترب ذاك الوغد، اقتله أنت!”
خلعت ليسيا القلنسوة التي كانت تغطي رأسها. فانسكبت خصلات شعرها الأحمر الناري حتى خصرها، وانكشف وجهها.
كان مشهدًا لافتًا للنظر لدرجة أن ثيودور التفت بسرعة ليتفقد ما إذا كان أحد قد رأى.
“لديه قوس، لذا لن يقترب. أعيدي القلنسوة بسرعة.”
“ذلك الوغد كان أول حب لي.”
قالت ليسيا ذلك، وقد بدا على وجهها النقي أثر تشوّه، تنظر برجاء إلى ثيودور.
وضع ثيودور يده على جبينه.
كيف انتهى الأمر بسيدي وهو يرتبط بختم مع امرأة كهذه؟
“… إذًا سيكون من الأفضل القضاء عليه لأجل سيدي.”
بما أن ختم قد نُقش، فإن كايلوس سيحب الأميرة ويعتبرها شريكة له مدى الحياة.
مما يعني أن من يقترب من الأميرة هو عدو لثيودور أيضًا.
“استدراجكِ له بنفسكِ أمر خطير. من الأفضل العودة إلى العربة. سأخبر سيدي بالأمر وسيتصرف.”
كان مارييوس كالمجنون، لا يفكر إلا في إيجاد ليسيا.
استمر في الصراخ بلا انقطاع: خائنة الوطن، ليسيا دي يلكا. العاهرة التي باعت جسدها للبقاء. الفاجرة التي أسقطت الدولة.
وعندما سمعت ليسيا هذه الكلمات من شخص أحبّته يومًا، شعرت وكأن كل حياتها التي عاشتها طوال عمرها قد تم إنكارها بالكامل.
ما الذي ارتكبته من خطأ؟ كل ما فعلته هو أنها وُلدت. لم تكن هي من اختارت أن تولد كأميرة غير شرعية.
جلست ليسيا على الأرض، وغطت وجهها بيديها، وبدأت تبكي بحرقة كالأطفال. اجتاحها شعور بالوحدة القاسية من رأسها حتى قدميها.
“احموا الأميرة!”
في تلك اللحظة، دوّى صوت خشن ومرتفع يملأ غابة الصنوبر.
رفعت ليسيا رأسها بسرعة لتتبع مصدر الصوت. وكان صاحبه كايلوس، راكبًا على حصان أسود.
تحت أشعة الشمس التي انعكست فوق درعه الفضي، كان رداؤه الأسود يرفرف بعنف في مهب الريح.
شعر على ما يبدو بنظراتها، فأنزل واقي وجهه. نظر إلى ليسيا لبرهة، ثم تبسم.
كانت تلك الابتسامة تبدو وكأنها تقول: “لن أدعكِ تموتين، فلا تقلقي.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 15"