“آسفة، أختي. هذا بسبب وقاحة خادمتي، لذلك سأعتذر بدلاً منها.”

 

<النظام> نجحتِ في حصول اعتذار إيليني! لقد اجتزنا حدث العقوبة بسلام.

 

‘لقد كدت أكون في موقف محرج حيث كانت قيمة الرقي ستنخفض إلى أقل من الصفر قبل أن يبدأ الأمر.’

 

بينما كنت أتنفس الصعداء في داخلي، لمحت زوجة أبي تراقبني بهدوء من خلف مروحتها.

 

…حاولت أن أبدو هادئة وابتسمت.

 

“إذا كانت إيليني تقول ذلك، فسأعتبر ما حدث اليوم منسيًا.”

 

“أوه، شكرًا لك، انستي يوري.”

 

“لا داعي.”

 

صفقت زوجة أبي بيدها.

 

“إذن، هل انتهى الأمر الآن؟ يبدو أننا جعلنا الفيكونت كامينسكي ينتظر لفترة طويلة جدًا.”

 

لم يتحدث الفيكونت كامينسكي، بل اكتفى بسعال غير ملحوظ.

 

‘لا يمكن تجنب ذلك.’ 

 

في هذا العالم، يُعتبر الفيكونت كامينسكي أشهر خياط حاليًا.

 

هناك العديد من النبلاء الذين لا يترددون في الذهاب إلى المتجر ليصنعوا ملابسهم عند كامينسكي.

 

مع هذا القدر من الشعبية والطلب، من الطبيعي أن يشعر بالتوتر.

 

‘ولكن…’ 

 

“أولاً، سأعرض عليكم نماذج جديدة من ملابسنا.”

 

شرح الفيكونت كامينسكي أن. 

نماذج الملابس التي تم تصميمها خصيصًا للعملاء الذين يحتاجون إلى ملابس جديدة بشكل عاجل هي ملابس نصف مُصممة قبل عملية الخياطة النهائية.

 

“بالطبع، التصميم هو واحد الفريد من نوعهِ في العالم.”

 

خرج مساعدو الفيكونت كامينسكي ليفتحوا الصناديق والأكياس، وكان كل ما أخرجوه من الفساتين بألوان زاهية ومشرقة مثل الأصفر، أو الأخضر، أو الأبيض.

 

“ما رأيكِ، يوري؟”

 

“حسنًا،”

 

أجبتُ برضا، مقدمةً ما يبدو أنه الجواب الذي تريده زوجة ابي .

 

“الأصفر والأخضر يشبهان لون شعر إيليني ولون عينيها، لذا أعتقد أنهما سيليقان بها، كما أن الفستان الأبيض سيكون رائعًا إذا ارتدته إليني في اول حضور لها.”

 

“هل تعتقدين أن هذا مناسب لكِ؟”

 

أشارت زوجة أبي نحو إيليني.

 

“ماذا تفعلين، إيليني؟ أختك تتحدث إليك بهذا الشكل، عليكِ أن تجربي الفستان بسرعة.”

 

“نعم، أمي.”

 

راقبت إيليني وهي تنهض لتجرب الفساتين نصف الجاهزة بمساعدة الخادمات.

 

“إيليني، تبدين رائعة!”

 

كما توقعت، كان لون الفستان الأصفر الفاتح يناسب إيليني تمامًا.

 

“همم…”

 

تأملت إيليني نفسها في المرآة. التقت عيناها بعيني في انعكاس المرآة.

 

ابتسمت إيليني ببراءة.

 

“…لكن هذا الفستان، على الرغم من أن لونه يناسبني، يبدو لي أنه إذا غيرنا اللون فقط، فسوف يناسب أختي أيضًا.”

 

…ماذا؟ أنا؟

 

“سيد كامينسكي، هل من الممكن تصميم فستان مشابه لهذا لكن بلون مختلف؟”

 

تسللت ابتسامة إلى وجه زوجة ابي التي كانت تستمع بصمت.

 

“…أوه، إيليني، إنها فكرة رائعة حقًا!”

 

“!”

 

كانت كلمات غير متوقعة.

 

“يوري، ما رأيكِ؟ أعتقد أنه إذا فعلتما ذلك، ستبدوان حقًا كأختين رائعتين.”

 

آها…

 

‘كان الأمر هكذا؟’

 

فجأة، تذكرت حدثًا من القصة الأصلية.

 

‘هل كان ذلك في منتصف القصة أو في بدايتها؟’

 

كان هناك حدث حيث انتشرت شائعة بأن يوري كانت ترتدي فستانًا مشابهًا لفستان إيليني.

 

وكانت هذه الشائعة تستند بالطبع إلى فستان يوري الذي يشبه إيليني.

 

‘وفيما بعد، جاء تطوير القصة حيث قدّم ولي العهد خياطًا جديدًا ليوري بعد أن تعرضت للإحراج.’

 

إحراج شخص ما ليس بالأمر الصعب.

 

يمكنك ببساطة أن تطلب تصميم فساتين متشابهة، وتحديد أوقات متقاربة لارتدائها، ثم تروج للشائعات من وراء الكواليس.

 

ومع ذلك، فإن السبب وراء تشابه فساتين إيليني ويوري في اللعبة لم يتم توضيحه بالتفصيل، بل ذكر فقط أنه “عمل خياط واحد”.

 

لكن لم أتوقع أن تكون هناك مثل هذه الظروف.

 

‘لا أستطيع أن أفهم نوايا إيليني بدقة…’

 

لكن نية زوجة أبي في دفع هذا الأمر إلى الأمام تبدو واضحة جدًا.

 

‘هممم.’

 

ماذا سأفعل الآن؟

 

“يوري؟ انظري. إذا قمنا بتعديل زينة الرباط هنا قليلاً، ستبدو بشكل مختلف تمامًا. ماذا عنك، يا سيد كامينسكي؟”

 

“إذا كنت تسألين عن رأيي من منظور التصميم، فيمكنني القول إنني أوافقك الرأي.”

 

بينما كنت أراقب المحادثة المتبادلة بينهما، خطر لي أنني إذا قمت بتصميم فساتين مشابهة الآن وتركت الأمور تسير كما في القصة الأصلية، سأكون قادرة على رؤية حدث رفع مستوى الإعجاب من الأمير.

لكن…

 

‘كما قلت، أنا أرفض هذا النوع من الحبكة المزعجة.’

 

مهما كانت الفرصة للحصول على إعجاب الأمير، فإنني أرفض أن أتعرض للإحراج.

 

“ما رأيكِ، يوري؟”

 

“لا أعلم…”

 

إذا لم أقم بتصميم الفستان هنا وألبسه، فسيكون هناك ضغط كبير على لماذا لم أرتديه. الخيار الأفضل هو عدم تصميم الفستان من الأساس.

 

“في رأيي، هذا الفستان يبدو رائعًا ومناسبًا لإيليني، فهو يبرز جمالها.”

 

“يا إلهي… يوري، لماذا تفكرين هكذا؟ برأيي، سيبدو رائعًا عليكِ أيضًا.”

 

“أختي، أنا أيضًا أعتقد ذلك.”

 

هززت رأسي برفق.

 

“في رأيي، ليس الأمر كذلك. ورغم أن فساتين كامينسكي رائعة، إلا أنني لا أعتقد أن أي تصميم يناسبني.”

 

“!”

 

صُدم الجميع من كلماتي.

 

بينما كنت أبتسم بوجه هادئ، كان أول من انفعل هو كامينسكي نفسه، المعني بالأمر.

 

“هل تعني بذلك أنني لم أتمكن من تلبية ذوق صاحبة السمو؟”

 

“كامينسكي، إن يوري لم تقصد ذلك…”

 

“لا، دوقة. إذا كانت هذه هي رغبة صاحبة السمو، فلن أبيع فساتيني لصاحبة السمو.”

 

“!”

 

لا يمكنني شراء فساتين كامينسكي.

 

كانت هذهِ الكلمات بمثابة حكم الإعدام في عالم المجتمع الراقي، لكن…

 

“يؤسفني ذلك، كامينسكي. أنا واثقة أنك ستبذل قصارى جهدك في تصميم فستان أختي.”

 

أظهرت برودة أعصابي على الرغم من أنني لم أشعر بأي أسف. كامينسكي لم يستطع إخفاء جروحه النفسية وعض على شفته.

 

ومع ذلك، مهما كانت قوة دعم زوجة أبي، لم يكن بإمكانه أن يتجاوز حدود الأدب معي، أنا الأميرة.

 

“سأبذل قصارى جهدي، كما تقولين، صاحبة السمو.”

 

لقد عزم على الانتقام بطريقته الخاصة.

 

“أختي، هناك…”

 

في تلك اللحظة، كانت إيليني على وشك التحدث إلي.

طرقة، طرقة،كان الخادم هو من جاء.

 

“سيدتي، والأميرات.”

 

انحنى بتهذيب وهو يحمل صينية فضية تحتوي على رسالة.

 

مدت والدتي يدها كأنه أمر طبيعي.

 

“إنها دعوة، أليس كذلك؟”

 

“لا، سيدتي. هذه ليست دعوة.”

 

“… ليست دعوة؟”

 

“نعم. هذه رسالة وصلت إلى الأميرة يوري.”

 

“رسالة؟”

 

أومأ الخادم برأسه ورفع الصينية الفضيّة ليقدمها لي بتواضع.

 

“الأميرة يوري، إنها رسالة من سيد برج السحر.”

 

“!”

 

شعرت أن الجميع في غرفة الملابس قد بدأوا يتهامسون عند ذكر رسالة سيد برج السحر.

 

وذلك ليس غريبًا، لأن سيد برج السحر، إيليا مراكش، كان واحدًا من أبرز العرسان في الإمبراطورية، إذ كان يمتلك جاذبية لا تقل عن مظهره.

 

“إذا كان سيد برج السحر، إيليا مراكش، لماذا يرسل إليكِ يا يوري…؟”

 

بدلاً من الرد على سؤال زوجة ابي، أخذت الرسالة ببطء وبدأت في قراءتها.

 

كان الجميع يبتلعون ريقهم بوضوح، وقد بدت عليهم علامات الفضول. خاصةً عيني زوجة أبي، اللتين كانتا مثبتتين على الرسالة كأنها مثبتة بمسمار.

 

لكن الرسالة من إيليا لم تحتوي إلا على سطر واحد، وهو أمر بسيط جدًا.

 

-سيبدأ الدرس الأول غدًا في الساعة 3 بعد الظهر، لذا يجب أن تكوني جاهزة.

 

‘حسنًا، هذا منطقي.’

 

بعد أن تأكدت من محتوى الرسالة، أعدتها ببطء إلى الظرف مرة أخرى.

 

“…أختي، هل كانت لديكِ معرفة بسيد البرج السحر؟”

 

عندما سألت إيليني، أجبتها بابتسامة رقيقة.

 

“لا أعلم. أعتقد أنه سيكون لدينا علاقة في المستقبل.”

“ماذا تعني بذلك، يوري؟”

 

“سأبدأ تلقي الدروس من سيد البرج في المستقبل.”

“دروس… هل تقصدين ذلك؟”

 

“نعم.”

 

ابتسمت باتساع تجاه زوجة أبي.

 

“لقد أصبحت ساحرة.”

 

“……”

 

“لذا، يجب أن أستعد للدروس… سأذهب الآن، أمي.”

 

بعد أن تراجعت يوري بخطوات خفيفة.

 

“…سيدتي.”

 

“…….”

 

لم تتحدث دوقة ليتيسيا لفترة طويلة بشكل غريب.

 

“همم، دوقة، سأعود الآن.”

 

“حسنًا، يا كامينسكي.”

 

عندها فقط ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه ليتيسيا.

 

“على الرغم من أن فستان يوري قد أصبح غير ممكن، إلا أنني أستطيع أن أجعل فستان إيليني بأفضل شكل ممكن، أليس كذلك؟”

 

“بالطبع، سأبذل قصارى جهدي لجعل الجميع في المجتمع ينظرون فقط إلى الأميرة إيليني.”

 

“جيد.”

 

بعد أن قبل كامينسكي برفق ظهر يد إيليني وليتيسيا وعاد.

 

“لذا، يمكنكم الذهاب، وأنا إيليني لدينا حديث مهم.”

 

“نعم، سيدة.”

 

تراجع الخدم عن غرفة فستان إيليني بشكل منظم.

 

عند إغلاق الباب، التفتت ليتيسيا نحو إيليني بحركة سريعة.

 

“ابنتي العزيزة، إيليني.”

 

“……نعم، أمي.”

 

لمست يد ليتيسيا، التي كانت مزينة بأظافر جميلة، خد إيليني الناعم برفق.

 

وعلى عكس كلماتها، كانت عيناها، التي تتطلعتا إلى خد إيليني الناعم وشفتيها الجذابتين وشعرها اللامع، جليلتين ببرودة لا توصف.

 

“إيليني، أنا أعلم. أنتِ ألافضل.”

 

“……يسعدني سماع ذلك، أمي.”

 

“لقد ورثت أفضل الصفات اليكِ. وأنا ما زلت أعمل بجد لمساعدتكِ…”

 

“…….”

 

“أفكر أحيانًا في هذا. هل ستكونين قادرة على أن تغلبي أختكِ الوحيدة، يوري إلروز؟ ماذا تعتقدين، إيليني؟”

 

“أمي…….”

 

“أنا لا أعتقد ذلك.”

 

ابتسمت ليتيسيا بابتسامة حادة.

 

“إيليني، أنت لا تزالين في مرحلة البداية. أليس كذلك؟ لقد بدأتِ بخطواتكِ الاولية.”

 

“…….”

 

“انظرب إلى أختكِ قبل قليل. تلك النظرة، ذلك التعبير… كانت فخورة بما حققته.”

 

عندما تذكرت ابنتها بالتبني، التي لا تتحرك وفقًا لرغباتها مؤخرًا، تجلى الكراهية في عيني ليتيسيا.

 

“لا أستطيع أن أتحمل رؤية ابنة تلك المرأة سعيدة بهذا الشكل.”

 

ازدادت قوة يد ليتيسيا التي كانت تلامس خد إيليني،

لكنها لم تجرح وجه ابنتها بأظافرها الحادة.

 

فالوجه كان موردًا ثمينًا، ومنتجًا.

 

“إيليني، ابنتي. يمكنك فعل ذلك، أليس كذلك؟”

 

مع الضغط الخفيف على خدها، ابتسمت إيليني طواعية.

 

“……بالطبع، أمي. لا تقلقي.”

 

“آه، حسنًا. إنك حقًا ابنتي العزيزة.”

 

فكّت ليتيسيا قبضتها، واحتضنت ابنتها إلى صدرها.

 

“…….”

 

استقرت عينا إيليني الخضراوين بهدوء، وهي تحتضن والدتها.