“أنقذوني… أرجوكم أنقذوني!”
بمجرد أن اقتربت منه على صهوة حصاني…
“….!”
أغمضت عيني بإحكام وتركت لجام الحصان.
‘ألا يُعقل أن يتركني أموت بهذه السهولة؟ أتوسل إليك…!’
يا يا سيد البرج السحري، أرجوك!
ولحسن الحظ، في اللحظة التالية، شعرت بشخص يمسك خصري بقوة.
‘لقد نجوت!’
شهقت وأنا أتنفس بصعوبة.
“ما هذا…؟”
سمعت صوتًا متذمرًا فوق رأسي، لكنني لم أكن أفكر في شيء سوى النجاة.
“غرر!”
كان صوت خنزير بري يقترب منا وهو يصرخ.
صر ساحر البرج على أسنانه .
“مخلوق تافه كهذا…!”
لم أحتج لسماع باقي الجملة لأفهم.
“لقد أفسد أبحاثي.”
كان سيد البرج السحري يمسك بي بينما ينادي بكلمة التفعيل وهو يوجه سحره نحو الخنزير.
“كرة النار!”
“هاه!”
وفجأة، اندلعت موجة من الحرارة شعرت بها تدفع شعري إلى الوراء.
‘يا إلهي…’
كانت النار تتصاعد بعنف كأنها ستلتهم السهل بأكمله، لكنها كانت متجهة نحو الخنزير!
“غررر!”
النيران لم تمس السهل بأي ضرر، فقط استهدفت الخنزير وأحرقته حتى تحول إلى رماد دون ترك أثر.
‘مستحيل…’
‘هل كانت كرة النار دائمًا بهذا القوة؟’
كنت أظن أن أي شخص يعرف القليل من السحر يستطيع استخدامها…
أدركت خطأي، فأثناء اللعب في اللعبة، كنت أعتقد أن نداء سيد البرج لكرات النار كان بلا قيمة، ولكن نفيت أفكاري تلك.
‘ليس الأمر متعلقًا بالجاذبية… هذا وحش بشري حقيقي!’
ارتعدت.
“هاه…”
بعد تحويل الخنزير إلى رماد، تنفس ساحر البرج بعمق متذمرًا، واستعد لإنزالي من بين ذراعيه.
لكن في تلك اللحظة…
<النظام> تم الكشف عن “الشق”!
<النظام> يزداد تدفق “الشق” قوة!
“يا إلهي، هناك شق…!”
وبدون وقت للتفكير.
<النظام> يتم فتح “الشق.”
انقلب العالم من حولي.
بعد فترة وجيزة، استعدت وعيي ببطء.
“هل استعدتِ وعيكِ؟”
“هاه……”
فتحت عيني ونهضت ببطئ.
“أين نحن…؟”
“نحن في فجوة الزمكان.”
أجابني صوت صارم.
نظرت حولي فوجدت أن المشهد المحيط بدا وكأنه يهتز كالماء، كأنني أنظر من داخل الماء إلى الخارج.
شعرت بدوار خفيف، فوضعت يدي على رأسي، ولاحظت أن لهجته أصبحت أقل حدة وإن بقيت نبرته متذمرة.
“هل أنتِ ساحرة لم تكتشف قواها بعد؟”
اصابتني السعادة ولكن احتفظت بيها بداخلي بينما كان سيد البرج يعيد سؤالي بنفاد صبر.
“ألم يتم اختباركِ عندما كنتِ صغيرة لاكتشاف قواكِ السحرية؟”
“أخبروني أنهم اختبروني فور ولادتي.”
“كما توقعت…”
هز سيد البرج رأسه بنبرة انزعاج.
فجأة، شعرت بصداع شديد. حاولت تمالك نفسي وأغمضت عيني وأنا أسأل بصعوبة.
“لماذا نحن هنا بالضبط؟”
تنهد سيد البرج بغضب.
ثم رفع يده ليمسح على شعره الأزرق، وقال ببطء وكأنه يمضغ كلماته:
“هل حقًا تسألين هذا لأنكِ لا تعرفين؟”
“بالطبع أسأل لأنني لا أعرف…”
كنت حريصة في إجابتي لتجنب إزعاجه، فأنا أعلم أن كل كلمة محسوبة قد تؤثر على مستوى الرضا الذي يبديه تجاه شخصيتي.
لحسن الحظ، تمالك نفسه واكتفى بتجعيد حاجبيه.
ثم قال بتأنٍ.
“بسبب تأثير سحري الخاص، تفاعلت قواكِ السحرية وتحررت، مما أدى إلى حدوث خلل زمني وحبسنا في هذه الفجوة.”
“هاه،فهمت…”
عندما بدأت أشعر بأن الصداع يخف، وقفت ببطء، فتوجه إلي بنظرة حادة من عينيه اللتين وصفتا بأنهما بلون “الوردة الوردية.”
يا إلهي، كان جميلًا كما توقعت، ملامح حادة ونظرات ثاقبة مختلفة تمامًا عن الوسيمين الآخرين في اللعبة.
“قلتِ ‘هاه’ وكأن الأمر بسيط! هل تتوقعين مني أن أتجاهل أنكِ تسببتِ في تعطيل أبحاثي؟”
‘بدأ الحديث الجدي الآن.’
من الآن فصاعدًا، كل كلمة سأقولها ستكون حاسمة.
أدركت أن “مواجهتنا” تعني أنني أصبحت قادرة على رؤية مؤشر رضاه عني.
‘والأهم أن هذه اللعبة تتطلب إدارة دقيقة للرضا…’
تذكرت كم كان من السهل أن أفشل في اللعبة إذا اخترت عبارات عشوائية، وانتهى بي الأمر بخسارة اهتمامه وإيقاف اللعبة.
‘لكن هذا الرجل، سيد البرج، لا يجب الاستسلام بسهولة…’
لم يكن لديه ميل واضح تجاه نوع معين من الكلام، لكن تذكرت أن الحفاظ على الثقة والجرأة غالبًا ما كان أفضل خيار لترك انطباع جيد.
وبما أنني لا أتذكر بالضبط الخيارات النصية التي ظهرت في اللعبة، سأعتمد على أسلوبي.
“لم يكن لدي خيار آخر، كما ترى.”
ابتسمت بابتسامة خفيفة ورفعت حاجبي، وواصلت.
“أقدر إنقاذك لي حقًا، لكن هل بإمكاننا الخروج من هنا؟”
ظهر على وجهه تعبير مندهش، ثم ابتسم بتهكم.
“منذ أن تركتِ لجام الحصان، بدأت أتساءل، أنتِ فعلاً فتاة متهورة.”
ومع قوله ذلك، سمعت صوتًا خافتًا يدل على ارتفاع رضاه عني.
‘نجحتِ! لقد أحسنتِ الاختيار!’
“حسنًا، على أي حال، لا تقلقي. ليس بالأمر الصعب أن نخرج من هنا.”
واصل سيد البرج الحديث وكأنه تذكر أبحاثه التي تعثرت ونطق بتهكم.
“رغم أن أبحاثي الآن في حالة يرثى لها.”
“أعتذر لتعطيل أبحاثك.”
كانت ظاهرة “الشق الزمني” من الأمور الخطيرة التي بدأت تحدث في الإمبراطورية وخارجها، ويرتبط بها ظهور الوحوش.
كانت أبحاثه مهمة، وقد قاطعتها بطريقة غير مقصودة.
عندما اعترفت بخطأي، لم يُلحّ سيد البرج في الحديث، بل تنهد.
“كفى حديثًا مزعجًا. لنخرج من هنا أولًا.”
كانت تلك الجملة بمثابة موسيقى لأذني.
“أوافقك تمامًا!”
“على الأقل تتقنين فن الرد…”
ثم رفع يده باتجاه الفضاء، وبدأ بإنشاء تعويذة معقدة من الضوء السحري.
‘سيكون الأمر كما كان في اللعبة، أليس كذلك؟’
راقبته بصمت وهو ينفذ السحر، ومع مرور الوقت، بدأت الرؤية المضطربة حولنا تتلاشى كأنها ضباب، وظهرت بوضوح من جديد.
“عدنا حقًا؟”
عندما رأيت ما حدث، لم أستطع إلا أن أعبر عن دهشتي.
“سحرك مذهل حقًا!”
وفجأة، سمعت صوتًا خافتًا آخر يدل على ارتفاع رضاه.
“هممم. إن كان هذا إطراءً، فلا فائدة منه.”
لكنني كنت واثقة من تأثير كلماتي، فرؤيته يتراجع عن ردة فعله كانت كافية لي.
“أنا جادة، إنه إطراء من القلب.”
ابتسمت له، وفجأة، ظهرت رسائل حالة جديدة.
<النظام> بفعل تأثير إيليا، تبرز موهبتك المخفية، “المانا” و”الذكاء”!
<النظام> تم فتح مسار المانا لديكِ.
<النظام> تم الكشف عن اسمكِ الحقيقي.
<النظام> تم منحك لقب “الساحرة الشابة”.
تأثير اللقب: مانا +30، اكتساب تقدير طفيف من السحرة.
ظهر أمامي نافذة صغيرة تعرض اسمي وصفاتي.
<اسم: يوري الروز>
<اسم حقيقي: يوستيان ليسير إللاها روزانهير>
<لقب: الساحرة الشابة>
نظرت إلى النافذة، ورأيت صفات جديدة قد ظهرت مثل “المانا: 30/1000″ و”الذكاء: 0/1000”.
‘أخيرًا، حدث التحرر!’
كنت أحتفل داخليًا بينما ظهرت رسالة أخرى.
<النظام> العلاقة تلبي الشروط المطلوبة.
<النظام> الانتقال إلى “حلقة خفية: تلميذة سيد البرج”.
هل يعقل؟
تلميذة سيد البرج؟ ماذا يعني هذا؟
لم أكن أتوقع هذه الرسالة أبدًا، وفجأة سمعت صوت سيد البرج يقول بانزعاج
“هذا…!”
“هل… هل هناك خطب ما؟”
“انتظري لحظة، هذا ليس كما يبدو… الأمر معقد.”
بدا مضطربًا ومندهشًا، وامتدت يده لتلامس جبيني، وانتشر من يده ضوء دافئ.
ثم تنهد، وكأن هناك شيئًا يعجز عن فهمه.
“يا للأسف، كيف حصل هذا…”
“ما الذي يحدث؟”
“أعتقد أنه عندما قمنا بفتح الفجوة الزمنية، تشابكت مسارات مانا خاصتكِ مع مساراتي.”
“وهل هذه مشكلة كبيرة؟”
“ليست مشكلة كبيرة، لكن لفصل المسارات نحتاج إلى التعاون.”
“….”
“ولكنكِ ساحرة مبتدئة.”
بدا محبطًا وهو يُكمل.
“أعتذر، لم أكن أدرك أن الأمور ستسير هكذا… كنت سأكون أكثر حذرًا.”
“لا بأس…”
كانت المفاجأة تملؤني، فحلقة جديدة غير متوقعة بدأت، واستمر سيد البرج في شرحه.
“حتى تكتسبي المعرفة الكافية للتحكم بمانا خاصتكِ، سنضطر للبقاء متصلين عبر المسارات.”
“يا له من أمر معقد…”
“والأصعب، أن محاولة تعلم السحر مع هذا التشابك قد تستغرق وقتًا طويلًا.”
تنهد سيد البرج مرة أخرى.
“لذا، يبدو أنه عليّ أن أكون معلمكِ وأقوم بتدريبكِ على السحر.”
التعليقات لهذا الفصل " 4"