“إنه لا يظهر في المجتمع كثيرًا، ربما حضر لأنه كان حفلًا امبراطوريًا.”
“هذا مثير للاهتمام.”
“نادرًا ما نسمع عنه.”
“هل تعرفه أي منكن جيدًا؟”
لكن جميعهن هززن رؤوسهن.
“لا أعتقد ذلك.”
“إنه شخصية غامضة، ولا يظهر إلا نادرًا.”
“كل ما سمعته عنه أنه وسيم للغاية. هل هذا صحيح، آنسة يوري؟”
عاد الحديث إليهن مرة أخرى، مما أكد أنهن لا يعرفن الكثير عنه.
“رأيته من بعيد، ويبدو وسيمًا بالفعل.”
“إذا حضر الحفل الامبراطوري، فهل سيظهر في مناسبات أخرى قريبًا؟”
صرخت بيانكا بحماس.
“بالمناسبة، هذا يذكرني، موسم الصيد الربيعي سيبدأ قريبًا!”
“لقد حان الوقت بالفعل. يبدو أن الموسم الاجتماعي مر بسرعة.”
“أوه، بالفعل؟”
موسم الصيد الربيعي، كان حدثًا يتبع مهرجان “توار”، ولكن على عكس الصيد التقليدي، هذا الحدث لا يتضمن قتل الحيوانات أو الوحوش.
“!”
فجأة، الحصان الذي كنت أركبه أطلق صوتًا حادًا وبدأ بالارتباك بشكل مفاجئ.
“تاسي!”
حاولت شد اللجام بقوة بينما أناديه باسمه الذي أخبرني به مربط الخيل، لكن الأمر خرج عن السيطرة.
“يا إلهي، ماذا نفعل؟”
“يبدو أنه تعرض للدغ من نحلة!”
“تراجعوا جميعًا!”
“آنسة يوري!”
استخدمت كل مهاراتي في ركوب الخيل التي اكتسبتها على مر السنين لأحاول تهدئة الحصان، لكن فجأة بدأ الحصان يركض بجنون، لا يهدأ بل يهتز مرة أخرى ويتجه نحو الأمام بسرعة كبيرة!
“يا إلهي!”
عضضت على أسناني وشددت قبضتي على اللجام.
وفي تلك اللحظة، سُمع صوت قوي يأمرني.
“انخفضي!”
لم أتمكن من التفكير أو الرد، بل انحنيت سريعًا على ظهر الحصان.
شعرت بفروع الأشجار وهي تلامس ظهري بشكل قاسي.
‘لو لم أنخفض…’
كادت الأمور أن تصبح كارثية.
لكن الموقف لم ينتهِ بعد، إذ كان الحصان لا يزال يركض، وما كنت أستطيع فعله سوى التمسك به على ظهره.
“آنسة إلروز!”
في تلك اللحظة، سمعتُ الصوت نفسه الذي طلب مني الانخفاض، وكان قريبًا جدًا.
عندها أدركت من كان ذلك.
“ال… الارشيدوق روين؟”
الارشيدوق، الذي يُعتبر العدو النهائي، كان يركض بجانبي ممسكًا باللجام.
عندما شاهد تعبير وجهي المليء بالصدمة، أمرني بنبرة مختصرة.
“أفلتِ اللجام.”
“ماذا، ماذا قلت؟”
لم أكن مذهولة من الأمر، لكن الأمر كان يتجاوز حدود المنطق. كنت قد مررت بتجربة مشابهة من قبل.
المشكلة لم تكن في تنفيذ الأمر، بل في عدم قدرتي على الثقة بهذا الشخص.
عندما أمسكت باللجام بقوة بدلاً من تنفيذه، لاحظت أنه كان يتأملني بنظرة فضولية.
“هذا مثير للاهتمام. هل تعنين أنكِ مستعدة للموت هكذا؟”
“لا، ليس هذا…”
لكن في لحظة، فكرتُ.
:لا أظن أنه سيتخلى عني بهذه الطريقة أمام الجميع…’
عندما تركت اللجام أخيرًا، شعرت فجأة بشيء قوي يلتف حول خصري.
“هاه!”
لم أتمكن حتى من الصراخ، فقط شعرت بأنني أُسحب بلا حول ولا قوة.
لقد شعرت وكأنني داخل غسالة ملابس. أغلقت عينيَّ بقوة وتحملت اللحظة.
بعد لحظات.
“تمسكي جيدًا.”
فتحت عينيَّ لأجد نفسي بين ذراعي الارشيدوق، مستندة على صدره بثبات.
التعليقات لهذا الفصل " 30"