ضحك ولي العهد لفترة طويلة حتى مسح الدموع التي تجمعت في زاويتي عينيه،.
“حقًا، لم أتوقع هذا الطلب أبدًا. الترويج لمتجر الأزياء… كيف يمكن للمرء أن يفكر بمثل هذه الفكرة؟”
“حسنًا…”
في القصة الأصلية، استخدمتني أنت كعارضة للترويج، فهل لا أستطيع فعل الشيء ذاته؟
لم أستطع قول هذا بالطبع، فكل ما فعلته هو أنني رفعت كتفي بابتسامة.
نظر إليَّ ولي العهد لوهلة، ثم أومأ برأسه.
“حسنًا، أيتها الانسة، سأكون مرافقك في الحفل الامبراطوري القادم.”
“وبالمقابل، أعدك بأن أبقى في صمتٍ أبدي حول إيزيس ومكانة سموك، حتى مماتي.”
“هاهاها!”
أجبت بجدية متعمدة، فلم يستطع ولي العهد إلا أن ينفجر ضاحكًا مرة أخرى.
“هل تكتفين بطلب هذا فقط بينما تستغلين نقطة ضعفي؟ أحقًا هذا ما تريدينه؟”
“أنا فقط بسيطة، وهدفي أن يتحسن حال متجر الأزياء الخاص بي لا أكثر.”
“لكن هدفكِ يبدو بسيطًا بشكل يثير الشك مقارنة بما فعلته.”
“ومع ذلك، لا يمكنك سوى أن تثق بي، أليس كذلك؟”
فليس بإمكانك أن تقتل الابنة الكبرى لعائلة حازت على لقب مؤسس المملكة لمجرد إغلاق فمها.
تمتم ولي العهد متأملًا.
“الانسة… تبدين أذكى وأكثر خطورة مما توقعت.”
ماذا؟ هل كان يظنني حتى الآن شخصًا ساذجًا وغير مؤذٍ؟
بدت تعابير وجهي متغيرة، فقام ولي العهد بالسعال متعمدًا تغيير الموضوع.
“على أي حال، حسنًا. سأقبل بشروطكِ كاملة، أيتها آلانسة.”
حسنًا، سأدع هذا الأمر يمر.
“شكرًا لك. إذن، لقد أبرمنا الصفقة.”
مددت يدي نحو ولي العهد. نظر إليّ لوهلة، ثم أمسك بيدي بإحكام بدلًا من أن يطبع قبلة عليها.
“بإخلاصٍ وحياتنا على المحك؟”
“بإخلاصٍ وحياتنا على المحك.”
بالطبع، كنت أقولها فقط مجاملةً. لم يكن لدي أي مشاعر حقيقية بهذه الضخامة.
***
ومر يومان آخران منذ ذلك.
“انستي، السيدة روزيتا هنا.”
مؤخرًا، قامت السيدة روزيتا بفتح مشغل مؤقت في مبنى آخر وفرتهُ لها بالقرب من شارع كارلايل، بعدما أدركت أنه من الأفضل عدم إبقائها في متجر المدينة لفترة طويلة؛ فقد تلاحظها زوجة أبي.
في ذلك المكان، أكملت السيدة روزيتا تصميم الفستان الذي رأيتُ نموذجه الأولي سابقًا، فستان “روح الصيف”.
“انستي، هذا هو الفستان اكتمل.”
عندما كشفت عن الفستان، انبعثت من خادماتي تنهيدات إعجاب خافتة.
كان الفستان مصنوعًا من حرير أبيض نقي، جُلب من إقليم معروف بصناعته لخفيف الأقمشة بشكل مميز.
يشبه قماش الشيفون، حيث تتعدد طبقاته الشفافة بحيث تكشف عن لمسة من الجلد تحته، وقد انسدلت طياته لتتدفق بأناقة حول منحنيات الجسد.
زُينت الأجزاء المهمة فقط بالدانتيل والزخارف، وتكاملت الإطلالة مع شال أخضر شفاف كحجر اليشم الذي يوضع على الكتفين.
“انستي…”
ظلَّتُ صامتة لفترة، مما جعل السيدة روزيتا تبدو متوترة.
“كما تعلمين، هذا الفستان لا يشبه الفساتين الفاخرة الشائعة في الإمبراطورية حاليًا، ولكنه…”
“لقد حان الوقت لإبهار الأنظار بشيء جديد يُنعش اعينهم من الأسلوب السائد لفترة طويلة.”
ابتسمت برضا، إذ سمعت أن الحفل سيقام في القصر الصيفي الإمبراطوري، المعروف بأعمدته البيضاء وحدائقه التي تُشبه الغابات في طابعها، مما يمنحه جوًا أشبه بحديقة سرية.
“مثالي تمامًا.”
عندما أومأت برأسي برضا، نظرت إليّ السيدة روزيتا بعيون يغمرها التأثر.
ولم يكن ذلك غريبًا، فقد تعاونا كثيرًا مؤخرًا لتأسيس المشغل الجديد، وناقشنا تصميم الفستان سويًا عدة مرات.
بفضل ذلك، أصبحت السيدة روزيتا تعتبرني ليس فقط مستثمرة، بل شخصًا يملك ذوقًا فنيًا رفيعًا في التصميم.
“حسنًا، أنا مستعدة.”
بمجرد أن قلت ذلك، شرعت الخادمات اللواتي كن مبهورات بالفستان في العمل بتنظيم وانسجام.
لقد حان وقت العرض.
***
“يوري؟ هل انتِ جاهزة…”
نزلت بخطوات متسارعة على الدرج المؤدي إلى الردهة الرئيسية، ثم انحنيت تحيةً بكل رقي.
“إبليني، وأمي… يبدو أنكنّ لم تغادرن بعد.”
“كنا ننتظر وصولكِ. لكن ذلك الفستان… لا، لا يهم الآن.”
رسمت زوجة أبي ابتسامة مجاملة متوترة على وجهها المتعب قليلًا.
“ليس هذا وقت الحديث عن ذلك. فلنغادر بسرعة.”
“أوه، لا بأس، يمكنني الذهاب لاحقًا.”
“لاحقًا؟ لا تقصدين أنكِ لن تحضري الحفل الإمبراطوري، أليس كذلك؟”
تلك أمنياتكِ أنتِ.
“بالطبع لا، لدي شخص آخر سيأتي لأصطحبني.”
وفي تلك اللحظة…
“انستي العزيزة.”
قاطعنا كبير الخدم بسعال خفيف.
“العربة تنتظركِ في الخارج، وتطلب رؤيتكِ.”
“العربة؟ لمن؟”
تنحنح كبير الخدم مرة أخرى، ثم قال بوضوحٍ شديد.
“إنه رسول من ولي العهد.”
“!”
توقفت حركة مروحة زوجة أبي فجأة.
“ماذا… تقول؟”
سألت بذهولٍ وصدمة واضحة.
“كما سمعتي.”
أجبت بتأنٍ بينما أرتب ملابسي.
“لقد اتفقت على أن يصحبني ولي العهد إلى الحفل اليوم.”
“كيف…؟”
تشنجت شفتي زوجة أبي قليلًا، لكنها سرعان ما أخفت اضطرابها بمهارة.
“لمَ لم تخبرينا بهذا؟”
“كنت سأخبركِ، لكنكِ كنتِ متعبة، فلم تأتيني الفرصة.”
“… فهمت.”
“كنتُ أتمنى لو أنكِ أخبرتني بذلك، أختي.”
قالت إيليني بنظرة بريئة بينما كانت تراقبني بعينيها الخضراوين.
“أن أسمع هذه الأخبار الرائعة فجأةً، شعرت بخيبة لأنني لم أتمكن من تهنئتكِ مسبقًا.”
التعليقات لهذا الفصل " 25"