أشرق أخيرًا يوم انعقاد اجتماع “لوزان”. وفي هذا الصباح المهم، كنتُ أتهيأ…
“… هل هذا هو الفستان المعدل عليه؟”
“نعم، انستي.”
بفضل السيدة روزيتا، تحول هذا الثوب القديم الذي كان خارج نطاق الموضة منذ فترة طويلة إلى ثوب أنيق يجمع بين الكلاسيكية والحداثة، كما لو كان يشبه قهوة مثلجة دافئة.
حتى بصفتي مصممة عصرية، رأيته جميلاً بلا أي مبالغة أو تفاصيل مبتذلة.
أومأت برضا.
“رائع، سنعتمد هذا الفستان كما خُطط له اليوم.”
في النهاية، من الطبيعي ارتداء الزي المناسب عندما نخرج للمعركة. من هذا المنطلق، أعتبر هذا الفستان ملائمًا تمامًا.
بعد أن تأكدت من تفاصيل إطلالتي النهائية في المرآة حيث أبدعت الخادمات في ترتيبي، خرجت من الغرفة بخطوات مرتاحة.
كان منزل عائلة “روزانهي ” أقرب إلى قصرٍ ضخم يضم ممتلكات واسعة، وليس مجرد منزل صغير في المدينة.
عند النظر من الأعلى، كان المبنى يبدو وكأنه جناح طائر يمد جناحيه، حيث كان الجناح الشرقي يضم أماكن الإقامة للأمير والاقرباء، بينما كان الجناح الغربي يضم غرف الضيوف ويُستخدم كمكان أكثر رسمية للأغراض العامة.
وكانت القاعة الكبرى التي سيُعقد فيها اجتماع لوزان تقع في الجناح الغربي.
اتجهتُ نحو المبنى الرئيسي من أجل التوجه إلى الجناح الغربي، وكالعادة…
“يوري، لحسن الحظ خرجتِ في الوقت المحدد.”
وبالصدفة، التقيتُ بشخص.
“مرحبًا، أمي. وأيضًا، ايليني، صباح الخير.”
“… صباح الخير، أختي.”
قالت ايليني مرحبةً بي، كما هي عادتها الخجولة. كان ثوبها الأصفر الزاهي من تصميم السيد كامينسكي يبدو رائعًا عليها.
“لكن، يوي، أعتقد أنني لم أَرَ هذا الفستان من قبل.”
“هذا؟”
فردتُ أطراف الثوب الذي كان لونه يشبه اللؤلؤ مع لمسات من الأزرق.
“سعيدة لأنكِ لاحظتِ. هذا هو فستان أمي الراحلة الذي قمتُ بتعديله.”
تجمدت ابتسامة زوجة ابي للحظة، ثم بدأت بالكلام بصعوبة.
“… فهمت. إذا كان فستان السيدة الدوقة الراحلة…”
“نعم، القماش كان جميلاً جدًا فقررتُ تعديله. ما رأيكِ؟”
مرَّت لحظة من الصمت.
“… إنه جميل جدًا، يوري.”
لكن سرعان ما مسحت زوجة أبي تعبيرها الجاد بابتسامة هادئة.
“لكنني أشعر ببعض الحزن. لو أنكِ كنتِ أكثر لطفًا مع السيد كامينسكي، لكان بإمكانكِ ارتداء فستان جديد اليوم بدلاً من هذا المعدل.”
السيد كامينسكي كان سيصبح قريبًا خياطًا عتيقًا لا قيمة لهُ، لم يكن كلامها له تأثير عليّ. فرددتُ مبتسمة بينما رفعتُ كتفي.
“لا بأس. اجتماع لوزان ليس من أجل عرض فستاني الجديد.”
“… إذا كنتِ تعتقدين ذلك، فأنا سعيدة جدًا بذلك.”
ضحكنا قليلاً بنبرة باردة ومهذبة. ثم فجأة، حدث شيء مفاجئ.
<النظام> منافسة! مقارنة مستوى الجاذبية بينكِ وبين ايليني.
<النظام> تحذير! مستوى الجاذبية لديكِ غير كافٍ.
<النظام> ايليني تفوز في المنافسة.
‘يا إلهي.’
مستوى جاذبيتي الحالي هو 30، ومن الطبيعي أن هذا غير كافٍ للتفوق على ايليني.
ثم…
<النظام> “دخلت في حدث العقوبة: ترتيب التسلسل!”
يجب عليك دخول القاعة الكبرى قبل ايليني.
في حال الفشل، سينخفض مستوى جاذبيتكِ بمقدار 30.
…إذا انخفضت بمقدار 30 هنا، فإن مستوى الجاذبية سيصل إلى صفر.
“تباً…”
تمنيت لو أنني لم أفكر في ذلك. لكن زوجة أبي ابتسمت بشكل مشرق.
“هل نذهب الآن، يوري؟”
ابتسمتُ أنا أيضًا.
“…نعم، بالطبع، أمي.”
اتجهنا جميعًا نحو القاعة الكبرى.
“أهلاً وسهلاً.”
كان فرسان العائلة يقفون أمام القاعة، وعندما اقتربنا، فتحوا البوابة التي كانت مغلقة بعكاز طويل.
“إذاً…”
‘الآن هو الوقت!’
في تلك اللحظة، فتحت فمي.
“أمي، لحظة من فضلكِ.”
استدار كل من إيليني و زوجة ابي اللتان كانتا تسيران خلفي كما في العادة.
“ماذا هناك، يوري؟”
“أفهم أنكِ متحمسة، ولكن ايليني.”
ابتسمتُ برقة ثم قلتُ بحزم.
“يجب عليكِ أن تقفي خلفي.”
“….”
نعم، حتى لو كانت الأميرة، كان هناك ترتيب واضح بيننا.
في مثل هذه المناسبات الرسمية، كان هناك تسلسل لا بد من احترامه.
عيني زوجة أبي الخضراء اللامعة لمعت فجأة ببرود.
“…صحيح. لا يجب أن ننسى مكانة الابنة الكبرى. ايليني، اذهبي ووقفي خلف أختكِ.”
“نعم…”
وقفت ايليني بحذر خلفي.
“أختي، آسفة على الخطأ. لم أغضبكِ كثيرًا، أليس كذلك؟”
“أبدًا.”
أجبتُ بلطف وأنا أمسد على رأس ايليني.
“وأنتِ تستمعين لي جيدًا، ما السبب في أن أغضب؟”
حينها، أطبقت ايليني عينيها الواسعتين ببطء، ثم ابتسمت ابتسامة مشرقة.
“…أنا سعيدة حقًا.”
في تلك اللحظة، بدأت البوابة الضخمة المزخرفة بأشواك الورد تنفتح.
التعليقات لهذا الفصل " 21"