“…نعم؟”

 

قبل أن أفقد الوعي، كنتُ في قصر الدوقية. إذن، هل نقلني إيان؟

 

‘لا أعتقد أن كاميل كان ليوافق على ذلك…’

 

شعرتُ ببعض الحذر وسألت:

 

“إذن… لماذا أنا هنا؟”

 

“…”

 

اكتفى إيان بالابتسام بدلاً من الإجابة. واجهتُ وجهه وشعرتُ بقشعريرة غريبة.

 

‘ما خطبه بحق السماء؟’

 

سألتُ مرة أخيرة وكأنها الفرصة الأخيرة:

 

“وماذا عن كاميل؟ هل هو بخير؟”

 

“…”

 

هل كان مجرد شعور؟ بدا وكأن نظرة إيان أصبحت باردة للحظة.

 

‘هذا حقاً غير طبيعي.’

 

في اللحظة التي أدركتُ فيها ذلك متأخرة، انفتحت شفتا إيان أخيراً.

 

“لا داعي للقلق بشأن أي شيء بعد الآن، يوري.”

 

“نعم…؟”

 

“لأنكِ ستكونين تحت حمايتي من الآن فصاعداً.”

 

“لماذا يجب أن أكون تحت حماية إيان…؟”

 

كانت الأمور تسير بشكل غريب.

 

كان إيان يبتسم كالمعتاد، لكن حالته لم تكن طبيعية على الإطلاق.

 

تسللت ذكرى خاطفة إلى رأسي فجأة.

 

‘في ذلك الوقت، جملة واحدة في نافذة علاقة إيان.’

 

“هل سأكون مجنوناً إذا فكرتُ في أن أكون قفصاً لكِ؟”

 

تلك الجملة التي نسيتها بسبب ظهور كاميل، عادت الآن بقوة وكأنها صفعة على مؤخرة الرأس.

 

‘هل كان هذا هو المعنى؟ أن يحتجزني؟’

 

“اسمع، إيان…”

 

شعرتُ بالخطر وحاولتُ قول شيء، لكن كلام إيان كان أسرع.

 

“قال الطبيب والساحر إنكِ في حالة إرهاق سحري من نوع ما.”

 

“هذا ليس ما يهم الآن، بل…”

 

“من الذي جعلكِ تجهدين نفسكِ هكذا، أليس كاميل؟”

 

بقيَت يوري تنظر إلى إيان وقد عجزت عن الكلام، فقد أصابها مباشرة.

 

‘حالته غريبة بالتأكيد.’

 

لم يكن يبدو أن الكلام معه مجدٍ، لكن كان عليّ تصحيح ما يجب تصحيحه.

 

“لا. كاميل تعرض فقط لتيار سحري مضطرب بسبب شيء ما. لقد قررتُ أنا أن أستهلك قوة التطهير حتى وصلتُ إلى حالة الإرهاق.”

 

“لم يكن عليكِ فعل ذلك على الإطلاق.”

 

“لكن كان من الممكن أن يحدث شيء لكاميل…”

 

“يوري.”

 

هز إيان رأسه بأناقة.

 

“كاميل خطر.”

 

“…”

 

“هو نفسه ليس طبيعياً، والوضع من حوله ليس طبيعياً.”

 

“لحظة يا إيان.”

 

على الرغم من أن كلماته لم تكن قابلة للإنكار، شعرتُ بالرفض لطريقة إيان في تصنيف كاميل بهذه الطريقة.

 

لكن إيان هز رأسه ليوقفني، وقال:

 

“إذا بقيتِ بجانبه، فسوف تنجرفين معه أيضاً يا يوري. وأنا لم أعد أرغب في مشاهدة ذلك.”

 

“أشكرك على قلقك، لكن…”

 

كان هذا شيئاً يجب أن أقرره أنا، وليس شيئاً يقرره إيان نيابة عني.

 

ولكن في اللحظة التي كنتُ على وشك قول ذلك، اكتشفتُ شيئاً غريباً.

 

‘ما هذا؟’

 

كنتُ أعتقد أن هناك ظلاً غريباً يخيّم على وجه إيان، والآن أصبح الشكل أكثر وضوحاً.

 

كانت سحابة دخانية رقيقة تحيط برأس إيان وتتحرك ببطء وكأنها كائن حي.

 

ولم يكن الأمر مجرد ظاهرة مرئية؛ عندما بدأ يتحرك، رأيتُ إيان يعبس قليلاً.

 

“لحظة يا إيان.”

 

“لا.”

 

فتح إيان فمه بحزم ووقف.

 

“لن أستمع إلى ما ستقولينه. انتهى هذا الحديث.”

 

“لا!”

 

عند هذه الكلمة، ثار الغضب الذي كنتُ أكبحه، ووقفتُ فجأة متبعة إيان.

 

“الحديث لم ينته. وأنت غريب الأطوار الآن يا إيان.”

 

“أنا…”

 

قبض إيان على أسنانه وعبس وكأنه يتحمل صداعاً لا يطاق-تماماً مثلي سابقاً.

 

‘ثغرة!’

 

لم أضيع هذه الفرصة وأمسكتُ بيد إيان.

 

“لحظة، يوري…!”

 

ودون أن يتيح لإيان فرصة لقول شيء، استخدمتُ قوة التطهير.

 

<نظام> تحذير! يتم الكشف عن وجود كيان شيطاني نفسي لدى أيدريان!

 

هل تودين التطهير؟ نعم أم لا.

 

‘لهذا السبب…!’

 

كنتُ أعتقد أن شيئاً ما غريب، إذن كان مصاباً بكيان شيطاني نفسي!

 

قبضتُ على أسناني وبدأتُ أصب قوة التطهير بسرعة.

 

بدأ الضباب الأسود الذي كان يحوم حول رأس إيان يرتفع ويصرخ كشيطان شرير!

 

“… ما هذا بحق، ما الذي…!”

 

“لا! تحمل قليلاً يا إيان!”

 

تشبثتُ بإيان الذي كان يتلوى من الألم ويحاول التخلص من يدي، وواصلتُ صب قوة التطهير.

 

في النهاية، اختفى الكيان الشيطاني الذي احتل رأسه كالضباب، مطلقاً صرخة احتضار.

 

“أُغغ…!”

 

في الوقت نفسه، ترنح إيان وسقط على الأرض تقريباً.

 

“هل أنت بخير يا إيان؟”

 

“…”

 

أغمض إيان عينيه وفتحهما، غير مصدق لما حدث.

 

هل كان مجرد شعور؟ بدا أن عينيه، اللتين كانتا باردتين وبعيدتين حتى الآن، أصبحتا صافيتين ونقيتين.

 

شعرتُ أنه عاد إلى إيان الطبيعي.

 

<نظام> نجحتِ في القضاء على الكيان الشيطاني النفسي!

 

بفضل فطنتكِ الممتازة، زادت نقاط المانا بـ 50، والذكاء بـ 50، والقوة الروحية بـ 30.

 

بفضل إدارتكِ الفعالة لقوة التطهير، زادت قوة التطهير بـ 500.

 

لم أتمكن حتى من التحقق من رسالة الحالة، واهتممتُ بإيان أولاً.

 

“إيان، هل أنت بخير؟”

 

“يوري…”

 

أغمض إيان عينيه بقوة، ثم فتحهما. وتمتم بعدم تصديق:

 

“ما الذي… ما الذي كنتُ أفعله…!”

 

“هاه.”

 

في الوقت نفسه، غادر التوتر كتفي كالمَدّ.

 

“الحمد لله، الحمد لله يا إيان.”

 

لقد شعرتُ بصدمة كبيرة لاعتقادي أن إيان كان ينوي احتجازي بجدية.

 

“يوري، أنا…”

 

ارتجفت نظرة إيان. يبدو أنه شعر بالذنب على ما فعله، رغم أنه كان تحت تأثير الكيان الشيطاني.

 

في اللحظة التي كنتُ على وشك الرد عليه.

 

سُمع صوت طرق مزعوم بالفم.

 

انتبهتُ لأجد الباب قد انفتح بالفعل، وأمامه…

 

“كاميل!”

 

كان كاميل واقفاً، يبتسم وعرقه يتصبب.

 

‘هذا ليس طبيعياً.’

 

أدركتُ أن الهالة المنبعثة من كاميل تشبه القتل تقريباً، وحاولتُ التحدث أولاً.

 

“كاميل، هذا…”

 

“…لا، يا اميرة.”

 

على غير المتوقع، أوقفني إيان عن الكلام ووقف في مكانه.

 

“هذا سلوك لا يمكن تبريره. أنا آسف.”

 

“…أتقبل اعتذارك.”

 

كان صحيحاً أنني شعرتُ بالخوف، وكان صحيحاً أن ما حدث يستحق الاعتذار. ولكن يبدو أن كاميل لاحظ أنني كنتُ أنوي إنهاء الأمر عند هذا الحد، فابتسم بوجه غاضب يكاد يكون مجنوناً، وقال:

 

“بما أنني أرى أنكِ لم تسددي له لكمة بنفسكِ.”

 

“…”

 

“فليتلقها مني بدلاً من ذلك.”

 

في اللحظة التي سقطت فيها الكلمات، اندفعت قبضة كاميل نحو إيان.

 

نظرتُ برعب إلى إيان الذي طار إلى نهاية الغرفة تقريباً، مع تحطم بعض الأثاث.

 

‘هذا مستوى يجعلني قلقة من قبضة الضارب…’

 

لكن كاميل لم يكن ينوي التوقف، وخطا بخطوات واسعة نحو إيان الذي سقط في نهاية الغرفة.

 

‘أوه؟’

 

لكن فجأة، بدت عينا كاميل سوداوين تقريباً.

 

“كاميل!”

 

“!”

 

دون تفكير، تعلقتُ بخصر كاميل.

 

وبطبيعة الحال، ظهرت رسالة النظام.

 

<نظام> تحذير! يتم الكشف عن ‘تيار سحري مشوّه’.

 

حتى قبل ظهور الرسالة التالية، بدأتُ بصب قوة التطهير بلا حدود نحو كاميل.

 

<نظام> يتم استخدام قوة التطهير.

<نظام> إجمالي قوة التطهير الحالية: 25327.

<نظام> تتم محاولة التطهير بمقدار 10327…

 

لقد اندهشتُ من إجمالي قوة التطهير التي زادت بشكل كبير، لكنني اندهشتُ أكثر من الكمية الهائلة من قوة التطهير التي اُمتصت فجأة.

 

“آه!”

 

لأنني ذُهلتُ جداً، تعثرتُ وكدتُ أفقد توازني، فاحتضنني كاميل بساعديه القويتين، قائلاً: “يا إلهي”.

 

رفعتُ رأسي بسرعة ونظرتُ إلى عيني كاميل. كانت عيناه قد عادتا إلى اللون الأحمر كالمعتاد.

 

‘هل أخطأتُ الرؤية…؟’

 

في اللحظة التي فكرتُ فيها بذلك، ابتسم كاميل بخبث.

 

‘أوه؟’

 

عند هذه الابتسامة، أدركتُ أن تصرفي للتو كان قابلاً لسوء الفهم بشكل كبير، ولكن الأوان كان قد فات.

 

“يوري، لم أعلم أنكِ تريدين احتضاني إلى هذا الحد.”

 

“آه، لا لم أقصد! ما الذي تقوله الآن؟”

 

أنكرتُ الأمر على الفور، لكن كاميل ضحك بمكر وحملني، ثم اكتفى بفرك خده بخدي.

 

“كاميل…!”

 

ماذا يفعل وهو أمام شخص مُلقى على الأرض بعد تعرضه للضرب!

 

“حسناً، حسناً. هل كنتِ قلقة جداً؟”

 

“…”

 

كان يجب أن أقول: لا، أنا بخير، توقف، لكن الكلمات لم تخرج مني.

 

في هذه الأثناء، نهض إيان ببطء. كان يمسح الدم الذي تلطخ من زاوية فمه بظهر يده.

 

قال كاميل بابتسامة مخيفة:

 

“يا له من أب وابن يتمتعان بوقاحة مزدوجة. أليس كذلك؟”

 

“…لا مجال للإنكار.”

 

“لديك الجرأة للتحدث أيضاً. في مثل هذا الموقف.”

 

عبّر كاميل عن استيائه.

 

“بما أن ذلك الشيء اختفى، فلا بد أنك تلقيتَ تطهيراً من يوري، أليس كذلك؟”

 

“!”

 

عند هذه الكلمة، اندهشتُ أكثر وأنا لا أزال أعانق عنق كاميل.

 

“كاميل، هل كنتَ تعلم؟”

 

“أنه كان ممسوساً بكيان شيطاني نفسي؟ نعم.”

 

“لا أصدق…!”

 

لقد فقدتُ صوابي بسبب الإجابة الإيجابية التي سقطت بسهولة بالغة.