لقد حاول أحدهم سرقة اسمي الحقيقي.
لم يسأل إيليا أو يستفسر حين سمع ذلك. تَنَقلنا على الفور إلى قصر الدوق.
“هل أنتِ بخير؟”
“نعم، أنا بخير… أستطيع المشي.”
كم كان من حسن حظي وجود إيليا. ففي وضع كهذا، حيث يحاول شخص ما – ربما إيليني – سرقة اسمي الحقيقي، سيكون الساحر الأعظم قوة ضاربة وسندًا قويًا.
“علينا الدخول إلى الداخل.”
كان حجر المانا المتصل بي يرسل إشارة.
حجر المانا الذي أهدانيه إيليا في السوق العليا بجزر المرجان. حاليًا، كانت هناك تعويذة على هذا الحجر لحماية اسمي الحقيقي.
الآلية كانت بسيطة. الوحيدان اللذان يعرفان اسمي الحقيقي في هذا العالم هما أنا وأبي.
لا توجد سوى طريقة واحدة لاقتلاع إجابة موجودة فقط في عقل شخص ما.
‘التلاعب بعقل ذلك الشخص.’
لقد غُرِسَت في حجر المانا هذا تعويذة تحمي الشخص المدرَج فيه عندما يتعرض لسحر التلاعب العقلي.
وقد أُضِيفَت إليه خاصية إرسال إشارة تنبيه عند وقوع محاولة للتلاعب بالعقل.
تذهب الإشارة إليّ عندما يُخترَق عقل أبي، وتذهب إلى أبي عندما يُخترَق عقلي.
‘لم أتوقع قط أننا سنحتاج إلى هذا عندما أدرجتُ اسم أبي في حجر المانا…’
عضضتُ على شفتي. الآن، عليّ التوجه إلى أبي بأسرع ما يمكن.
“لن ينفع ذلك. تعالي إلى هنا.”
“آه.”
حملني إيليا بالكامل عندما ترنَّحت.
“يا اميرة!”
ناداني كبير الخدم مذعورًا عندما رآنا، لكن لم يكن لديَّ متسع من الوقت للرد.
فقد شعرت بتدفق هائل للـ ‘مانا’ في الطابق الثاني من قصر الدوق، وتحديدًا من جهة الجناح الشرقي.
“ماذا بحق الجحيم!”
تمتم إيليا وكأنه مندهش. قلتُ أنا:
“إنه من جهة مكتب أبي. ذلك الاتجاه!”
استجاب لي على الفور. في اللحظة التالية، نقلنا سحر التَّنقُّل الخاص بإيليا إلى أمام المكتب مباشرة.
كان باب مكتب أبي، المكان الذي كانت فيه تيارات المانا الهائلة تدوَّم، مفتوحًا.
وعندما دخلتُ، لم يكن الأمر مفاجئًا…
“إيليني!”
كانت إيليني توشك أن تضرب شيئًا لامعًا باتجاه أبي الذي كان مُغمًى عليه ومُلقًى على الأرض.
كان خنجرًا.
بمجرد أن أدركتُ ذلك، أطلقتُ تعويذتي.
“آه!”
دفعت ريح عاتية خرجت مني إيليني بعيدًا. سقط الخنجر من يد إيليني بصوت رنين خفيف.
وفي الوقت نفسه، نقر إيليا بإصبعه بعدما أنزلني، فارتد الخنجر بعيدًا.
“يوري إلروز…!”
كان وجه إيليني الجميل مشوَّهًا بغضب شديد.
“ما هذا الذي فعلتِه بحق الجحيم!”
“أعتقد أن هذا ما يجب عليّ أنا أن أسأله!”
“آه… ابتعدي عني…!”
حاولت إيليني التلوّي، لكن دون جدوى. فقد كان إيليا قد قيَّد جسدها بالفعل بسحر الإلزام دون رحمة.
“تكلمي. ما الذي فعلتِه بأبي؟”
“ها! ياللسخرية.”
ضحكت إيليني باستهزاء وهي متشبثة بغيظها.
“لقد وجدتُ أبي مُغمًى عليه فحسب!”
أن تحاول الكذب حتى في مثل هذا الموقف. هذا يثير الإعجاب تقريبًا.
“ولهذا وجهتِ السكين إلى رقبة أبي؟”
“لا تتهميني زورًا.”
“لقد رأيتُ بعيني.”
“حقًا؟ كم شخصًا تتوقعين أن يصدق ذلك؟”
“لا تنسي أنني هنا أيضًا، يا انسة، إيليني روزانهير.”
ذكَّرها إيليا بالواقع بصوت هادئ. عندئذٍ، تشوه تعبير وجه إيليني مرة أخرى.
سألتُها بعدما بدت وكأنها أدركت الحد الأدنى من الواقع:
“هل حاولتِ سحر التلاعب العقلي على أبي؟”
“…”
“لو كان سحر تلاعب عقلي عاديًا، لكان من حاول تنفيذه قد سقط. لأن أبي محصَّن بسحر دفاعي من الدائرة السابعة.”
“أيتها اللعينة، إذن أنتِ…!”
صَرَّت إيليني أسنانها وكأنها تكرهني. سألتُها دون أن يرف لي جفن:
“لماذا حاولتِ معرفة اسمي الحقيقي؟”
في الحقيقة، لم يكن سؤالًا يحتاج إلى إجابة، لكني تعمَّدت طرحه.
“ماذا تقولين؟”
لأن كاليكس قد وصل خلفي.
“أختي، ما هذا الذي يحدث…”
“إيليني روزانهير، أجِيبي.”
تجاهلتُ كاليكس وسألتُ إيليني.
“لماذا حاولتِ سحر التلاعب العقلي على أبي، لتكتشفي اسمي الحقيقي؟”
“!”
نظر كاليكس الذي اقترب مني إلى إيليني بتعبير مصدوم. لكن سواء فعل ذلك أم لا، كانت إيليني تحدِّق بي بوجه مليء بالغل فقط.
تمتم كاليكس وكأنه لا يصدق:
“إيليني، هل أنتِ حقًا…”
“هل كنتِ تحسدينني إلى هذا الحد؟”
تعمَّدتُ اختيار كلمات من شأنها استفزاز إيليني.
“لدرجة أنكِ احتجتِ لمعرفة اسمي الحقيقي لتتمكني من قتلي؟”
“هراء!”
صرخت إيليني بغضب شديد.
“من يغار من شخص مثلكِ؟ أنا؟ منكِ أنتِ؟”
“…”
“أنتِ لا تستحقين هذا المكان! كل ما في الأمر أنكِ تمتلكين قوة التطهير! هذا غش!”
صاحت إيليني بأعلى صوتها. تنفست وهي تلهث:
“لو كانت قوة التطهير قد جاءتني أنا كما ينبغي، لما كنتِ شيئًا، يا يوري إلروز!”
“…”
“لقد كنتُ أحاول تصحيح كل شيء! كنتُ أحاول استعادة ما سُلب مني على يد واحدة مثلكِ وحسب. هل فهمتِ؟”
في تلك اللحظة بالذات.
!
“آه!”
مع صوت صفعة قوية على خدها، دار رأس إيليني جانبًا.
“إيليني، أنتِ…”
كان كاليكس.
“لقد جُننتِ حقًا، أنتِ…”
“أنا مجنونة؟”
لكن ذلك لم يكن كافيًا لإيقاف إيليني التي كانت تهيج غاضبة.
“لستُ أنا المجنونة، بل أنتَ هو الخائن القذر يا كاليكس! بعد كل تظاهرك بازدرائها…!”
“إيليني روزانهير!”
“اخرس!”
“يوري.”
“ماذا؟”
ناداني إيليا.
“اهدئي وركِّزي عقلكِ. ألا تشعرين بشيء غريب؟”
بناءً على كلامه، ركزت عقلي على الفور. وسرعان ما شعرت بشيء غريب.
‘تدفق المانا لا يتوقف.’
من الواضح أننا سيطرنا على إيليني، لكن تدفق المانا في الغرفة لم يهدأ، بل بدأ يزداد عنفًا.
وكأن إيليني لاحظت انطباعي، ابتسمت بتهكُّم.
“حتى لو أدركتِ، فقد فات الأوان.”
في اللحظة التي بصقت فيها إيليني بصقة مختلطة بالدم:
بدأ طنين حاد يتردد في أذني. وبدأت أشعر بتدفق هائل وعنيف للـ ‘مانا’ يمزق الفضاء، وهو شعور مألوف.
<نظام> تم اكتشاف ‘شق’!
<نظام> تدفق ‘الشق’ يزداد عنفًا!
<نظام> تم استشعار كيان مجهول من وراء ‘الشق’!
‘لا يمكن، إيليني!’
هل هذه الفتاة فتحت شقًا بقوتها الخاصة؟
‘هذا مستحيل…!’
“إيليا!”
لقد أكد لي أن هذا الأمر مستحيل!
لكن الحقيقة الواضحة كانت أن شرخًا هائلًا بدأ يتسع في الفضاء.
“كوني هادئة.”
“…”
“علينا أولاً معالجة ما يحدث. يمكننا تأجيل الحكم على سبب حدوث ذلك لوقت لاحق.”
عاد كاليكس وهو يحمل أباه المُغمَى عليه على ظهره.
في اللحظة التالية، حطمت إيليني سحر الإلزام الخاص بإيليا ووقفت بصعوبة.
“إذا لم أستطع تصحيح كل شيء، فلا بأس.”
كانت تبتسم كشيطانة، والدم يسيل من زاوية فمها.
“سوف نموت جميعًا هنا، أنتِ وأنا.”
-!
صدر صوت فظيع عندما تمزق الفضاء.
شعرتُ غريزيًا.
الوحش الشيطاني الكامن في الداخل، والذي يوشك على الظهور هنا، هو…
‘بمستوى الكارثة.’
إنه وحش يمتلك القدرة على إحداث خسائر فادحة في الأرواح أو تغيير التضاريس بمجرد ظهوره.
“ابتعدي.”
تقدم إيليا أمامي وهو يخفيني خلفه. كما تقدم كاليكس أيضًا، حاملًا سيفًا أخذه من بين السيوف المعلقة في مكتب أبيه.
بدأ الفضاء يتمزق ويسحق ما حوله.
بدأ سقف المبنى ينهار. ظهر بعض الناس وهم يصرخون.
صرختُ أنا:
“اخرجوا من هنا فورًا وأخلوا الجميع!”
لكن معظمهم جلسوا في مكانهم مذعورين. قلة قليلة فقط هي التي غادرت المكان استجابة لتعليماتي.
‘اللعنة.’
نظرتُ إلى الفضاء الممزق بشعور من العجز.
ماذا لو كان الوحش الكامن في الداخل هو وحش من مستوى ليفياثان؟
‘علينا القضاء عليه قبل أن يتجسد بالكامل.’
المكان، بالطبع، هو الأسوأ. ولا يمكنني الجزم ما إذا كانت قوتنا الكافية أم لا.
‘إذا فكرتُ في حالة ليفياثان، فأعتقد أنها ستكون غير كافية بعض الشيء…’
إذا تجسد ذلك الوحش بالكامل، فستضرب العاصمة كارثة لم يسبق لها مثيل.
ستحدث خسائر فادحة في الأرواح، وقد أكون أنا واحدة من تلك الخسائر إذا ساء الحظ.
‘يجب ألا أضعف.’
ليس هذا هو الوقت المناسب للتخيلات المتشائمة.
‘حتى لو استنفدتُ كل قوة التطهير لديَّ.’
عليَّ إيقاف هذا الجنون الذي تسببه إيليني.
وفي اللحظة التي عزمتُ فيها على ذلك واستعدتُ.
“جئتُ لأرى ما الذي يحدث، وإذْ بي أرى…”
صوت هادئ لا يتناسب مع الموقف.
نسيتُ للحظة أن شقًا كان على وشك الانفتاح والتفتُ خلفي. قفز رجل من فوق السقف المنهار.
شعر الرجل الذي نزل بهدوء مثل حيوان مفترس من فصيلة السنوريات يتطاير باللون الذهبي.
“…كاميل؟”
“كيف حالكِ، يا اميرتي؟”
كان كاميل.
لفرط دهشتي، سألتُه دون قصد:
“لا يبدو أنني بخير، أليس كذلك…؟”
“هاها، يبدو الأمر كذلك بعض الشيء.”
رجل يصف الوضع الذي يوشك فيه وحش بمستوى الكارثة على تدمير منزلنا والظهور بأنه ‘يبدو كذلك بعض الشيء’.
لقد كان الأمر يبعث على الجنون، ولكنه كان سندًا قويًا في الوقت ذاته. لأنه بينما كان كاميل يقول ذلك، كان قد استلَّ سيفه بيده.
‘هل هناك ما هو أقوى من وجود الزعيم النهائي بالسيف في صفك؟’
على أي حال، الآن بعد أن انضم كاميل، أصبحت قوتنا القتالية تتضمن سيد الهالة. وبذلك، أصبح الوضع مماثلًا للقوة التي واجهنا بها ليفياثان.
‘جيد. يمكننا المحاولة.’
التعليقات لهذا الفصل " 144"