هل يعقل أنني… لم أعد قادرة على الذهاب إلى فيرغانا؟
‘لا، مستحيل.’
ما الذي فعلته ليتم حرماني من الذهاب إلى فيرغانا؟
لقد بذلتُ كل ما بوسعي. إن كان هناك أمر واحد أنا واثقة منه، فهو هذا.
‘صحيح… تلك الرسالة ظهرت عندما كنت مع كاميل…’
هل من الممكن أن كاميل قد أُدرج رسميًا ضمن مسار القصة المستقبلية؟
ربما هذا هو التفسير المنطقي الوحيد.
تمسكت بالأمل، وبدأت بإقناع نفسي بذلك، لدرجة أن الأمر بدأ يبدو معقولًا فعلًا.
‘وحتى إن لم يكن كذلك… فماذا يمكنني أن أفعل؟’
لا أحد يعلم النتيجة الآن. وكل ما يمكنني فعله هو أن أستمر في بذل جهدي كما كنت دائمًا.
فكّرتُ بذلك، وأنا أحدّق في إحدى خربشاتي على الورق.
‘الوعاء و الطاقة السحرية المشوهة’
هل يمكن أن تكون هناك علاقة بينهما؟
‘إن كان هذا صحيحًا حقًا…’
فلا بد لي الآن من البحث عن ماهية “الوعاء”.
حين أفكر بالأمر، فإن القدرة على تطهير الطاقة المشوهة، أي “قوة التطهير”، كانت إحدى القدرات التي اكتسبتها بعد إتمام مهمة مرتبطة بكاميل، أليس كذلك؟
لذا، قررت أن أبدأ بالبحث في أقرب مكتبة تابعة لعائلة روزانهير، لعلّي أجد شيئًا ذا صلة.
وبعد مرور عدّة ساعات…
‘…مرهق جدًا.’
كان رأسي مطأطأ وسط كومة من الكتب المتراكمة حولي.
“هااه…”
خرج مني تنهد طويل دون إرادة.
“صحيح أنني لم أتوقّع أن تظهر الإجابة فجأة من العدم على هيئة ‘بنج!’، ولكن…”
ما كنت أظنه مستحيلًا هو أن لا أجد أدنى إشارة أو خيط يقودني إلى شيء.
مسحت عيني المرهقتين من شدة التصفح، ثم رفعت رأسي فجأة لأتفقّد الساعة.
“يا إلهي…”
كانت الساعة تقترب من موعد اللقاء.
شربت ما تبقّى من شايٍ فاتر في فنجاني دفعة واحدة، ونهضت من مكاني على عجل.
بعد أن قررت أنا وإيان أن نعمل معًا في مشروع تجاري، اتفقنا على أن نلتقي مرة واحدة على الأقل في الشهر لمناقشة ما تمّ إنجازه، حتى إن لم تكن هناك قضايا عاجلة.
وكان اليوم هو ذلك الموعد بالضبط.
“عليّ أن أسرع.”
البقاء في مكتبة روزانهير لن يفضي إلى شيء الآن، وسأتأخر إن واصلت البحث بلا طائل.
“آه، ترى… إن لم أجد شيئًا هنا، فهل يمكن أن أجد شيئًا في مكتبة القصر الإمبراطوري؟”
إن كان ما يسمى بالوعاء مرتبطًا فعلًا بدم العائلة الإمبراطورية، فسيكون من الطبيعي أن توجد دلائل داخل أرشيفات الإمبراطورية.
لكن المشكلة أن مكتبة القصر ليست مكانًا متاحًا لأي كان.
“حتى وإن كنتُ ابنة أحد النبلاء، فلا بد من الحصول على إذن خاص…”
ولا يمكنني أن أذهب بنفسي إلى الإمبراطور لأطلب منه الإذن من أجل شيء كهذا.
“ربما أستطيع أن أطلب ذلك من إيان حين أراه اليوم.”
نعم، يبدو ذلك خيارًا مناسبًا.
أخذت خاتم كاميل معي، وتوجّهت مسرعة إلى مشغل روزيتا.
أما عن كثرة ترددي على هذا المشغل مؤخرًا، فقد فسّرتها بادعاء أنني أصبحت “المُلهمة” الخاصة بالسيدة روزيتا.
كما أنني أبررت عدم اصطحابي لأي خدم معي، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي أقضيه هناك، بأن السبب يعود إلى حساسية روزيتا الفنية المفرطة بصفتها مصممة أزياء.
وبفضل تلك الحجج، لم يشكّ أحد في تحركاتي أو في حقيقة ما أقوم به فعليًا.
وهكذا، عبرت مشغل روزيتا كما أفعل دائمًا، ومنها توجّهت نحو شركة إيسيس التجارية.
“آنستي.”
عندما دخلت المكتب، كان إيان قد سبقني وكان في انتظاري.
“إيان.”
دخلت إلى الداخل متعجبة من مجيئه المبكر.
“في العادة، أصل أولًا إلى مقر الشركة، ثم أطلب من سمويل — مدير الفرع العام للشركة — أن يستدعي إيان، فيقوم هو بإبلاغه بالأمر…”
التعليقات لهذا الفصل " 122"