“هذه الأراضي تمثل ما استعادته مملكة أدامانت منذ تأسيسها.”
توقف قليلًا ثم أضاف:
“في الأصل، معظم هذه الأراضي كانت تابعة لمملكة ليونيل.”
اتسعت عينا إدوين بدهشة. فمملكة ليونيل لم تكن سوى وطن والدته الأم.
“مملكة ليونيل سقطت تحت أقدام أدامانت… وبطريقة مأساوية.”
قال سيج ذلك مبتسمًا بسخرية وهو يراقب وجه تلميذه الصغير.
“ما الأمر؟ هل تفكر بالانتقام؟”
انتقام؟
إدوين هز رأسه بسرعة:
“…لا، ليس كذلك.”
لم تكن لديه أي مشاعر قوية تجاه وطن أمه. حتى حين مرضت والدته لم يأتِ أحد من عائلتها لزيارتها، فكيف يرتبط بمكان لم يعرفه قط؟
بل على العكس، كان يتذكر أن ملك أدامانت نفسه، رغم لقائهما العابر في الحديقة، أرسل هدية ودّية عند مغادرته، وكأنه أبدى اهتمامًا حقيقيًا به.
“حسنًا، يبدو أن لا نية لك للثأر، وهذا أمر مريح.”
تأمل سيج الخريطة وهو يواصل:
“أول ملوك أدامانت وحّد هذه الأراضي خلال عام واحد فقط. وكان وقتها شابًا لم يتجاوز العشرين. قوة نادرة بالفعل. حتى قيل إنه أكثر تأثيرًا من إمبراطور فينتروم نفسه.”
ثم أردف:
“لكن الغريب أنه لا يُعرف شيء عن حياته الخاصة. لا عاداته، ولا طعامه المفضل، ولا حتى أذواقه. كل ما يعرفه الناس أنه لم يخسر معركة واحدة.”
التفت إلى إدوين بابتسامة جانبية:
“لذلك، إن كنت تفكر بمواجهته يومًا… فأمامك مئة عام من التدريب أولًا.”
ابتسم إدوين بخجل، وكأنه يوافقه. لم تكن فكرة الانتقام موجودة في قلبه أصلًا، بل كان فقط مصدومًا من أن وطن والدته سقط على يد ملك أدامانت الشاب.
⸻
“ويقال إن ملك أدامانت سيحضر بنفسه مهرجان التأسيس هذه المرة. الجميع ينتظر ظهوره بفارغ الصبر، فهو أول حضور له في حدث خارجي.”
“حقًا؟ إذن سأراه بعيني؟”
عيون إدوين تلألأت بالحماس.
“أغلب الظن.” أجاب سيج ثم أشار بعصاه إلى الخريطة.
“بالمناسبة، بما أننا نتحدث عن أدامانت، فلنخصص درس اليوم عنها.”
“أعرف أنها تشتهر بأغلى المعادن في العالم، أليس كذلك؟”
“صحيح. وهل تعرف السبب؟”
“لأنها صعبة الصقل، لكنها إذا صُقلت بشكل صحيح تصبح أخف المعادن وأقواها معًا.”
ابتسم سيج وأكمل:
“بالضبط. لذا، ليس غريبًا أن يطلقوا اسمها على مملكتهم. فهم يملكون أكبر منجم أدامانت في القارة.”
جلس إدوين منبهرًا وهو يستمع.
“لكن هنا يأتي دورك، أيها الأمير الصغير.”
صوت سيج أصبح جادًا.
“مهمتك حتى نهاية المهرجان: فكّر وابحث، كيف يمكن اقتحام حصن مملكة أدامانت الذي لم يسقط قط؟”
إدوين شهق:
“ماذا؟! لكنك قلت إن الحصن لم يُهزم يومًا!”
“ولهذا سيكون تمرينًا جيدًا لعقلك.”
لف سيج الخريطة ووضعها جانبًا.
“أما أنا… فسيبقى مكاني هنا. لا تنسَ أنني مجرد بستاني لا يحق له الظهور علنًا.”
ثم مسح على رأس تلميذه الصغير الذي نظر إليه بقلق:
“لا تهتم بي، وركّز على استعدادك للمهرجان.”
ابتسم سيج في النهاية وقال:
“ستكون هذه فرصتك لتُظهر للجميع من هو الأمير الثالث.”
إدوين شد قبضته وأجاب بقوة:
“…سأبذل قصارى جهدي!”
⸻
في قصر الإمبراطورة كان العمل على أشدّه. لم تمضِ فترة طويلة على حادثة التسميم، لكنها عادت إلى عملها بسرعة لتشرف على التحضيرات لاستقبال الوفود القادمة.
“المساكن الجانبية تكفي بعض الوفود فقط، لذا على القصور الأخرى التعاون.” قالت الإمبراطورة ميلاني بصرامة.
وبدأ المسؤولون يوزعون المهام:
– قصر ولي العهد يستقبل وفدي مملكتي ناميد ونورثرايد.
– قصر الأمير الثاني يستقبل أقارب والدته من جهة النسب، إضافة إلى وفد مملكة نورثكان.
لكن عندما جاء الدور الأخير، عمّ الصمت.
“يبقى وفد مملكة أدامانت.”
ما إن نُطق الاسم حتى ساد التوتر القاعة. الجميع يعرف أن حضور ملك أدامانت شخصيًا قد يثير حساسية الإمبراطور. فلا يمكن إهمالهم، ولا يمكن أيضًا إظهار حفاوة زائدة تغضب سيد القصر.
سألت الإمبراطورة بنبرة حادة:
“ألا يوجد متطوع لاستقبالهم؟”
لم يجب أحد.
فجأة، وقع بصرها على وجه شاحب يلمع عرقًا… كان وجه كاثرين، كبيرة خدم قصر الأمير الثالث.
⸻
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 92"