قصر الأمير الثاني كان يعكس شخصية صاحبه؛ فخم إلى حد المبالغة، بل أقرب إلى البهرجة منه إلى الأناقة.
عند المدخل، كان في انتظارنا أحد الخدم، انحنى باحترام وقال:
“أهلاً بسموّ الأمير إدوين، تفضلوا من هنا.”
قادنا نحو الباحة الخلفية، والتي لم تكن مجرد حديقة عادية، بل ساحة واسعة تصلح تمامًا للتدريب. بدا واضحًا أنها أُعدّت خصيصًا لتلبية احتياجات أمير بارع في فنون السيف.
في الساحة، كان لويد واقفًا بجوار رجل غريب. لويد قطّب جبينه فور أن رأى إدوين، بينما أشرق وجه الرجل الجديد بابتسامة ودودة.
“تشرفت بلقائكم، سمو الأمير. أنا جاك، المعلّم الذي سيتولى تدريبكم على رقصة السيف.”
كانت ملامحه هادئة أكثر من اللازم، لكن لم يظهر عليه ما يثير الشبهة.
تقدّمت خطوة ثم انحنيت قليلًا نحو إدوين:
“سأنسحب قليلاً وأنتظر هناك.”
“آه… حسنًا.” أجاب الأمير.
اتخذت مكاني تحت شجرة قريبة، موقع يسمح لي بمراقبة كل ما يجري، سواء تحركات المعلّم أو أحاديث الخدم المنتشرين حول الساحة.
بدأ جاك الدرس بابتسامة:
“الرقصة تبدو كحركات بسيطة؛ ضربات أفقية وأخرى عمودية. لكن عليكم أن تؤدوها وأنتم تقفزون في الهواء.”
ناول الأميرين سيفين خشبيين، ثم أضاف:
“فلنبدأ بالتقليد. من يرغب في المحاولة أولاً؟”
“أنا.” قال لويد بسرعة، وانتزع السيف بخشونة.
تحرّك بخطوات واثقة، ورغم ثقته المفرطة إلا أن حركاته بدت غير متقنة.
صفّق جاك بخفة:
“جيد جدًا يا سمو الأمير، فقط حاول أن تثبّت الجزء العلوي من جسدك أثناء القفز.”
ثم التفت إلى إدوين بابتسامة مشجعة:
“والآن، دوركم يا سمو الأمير. هل سبق أن تدربتم على السيف؟”
إدوين تردّد لحظة قبل أن يهز رأسه نفيًا:
“لا… لكن أظن أنني أستطيع المحاولة.”
جاك اتسعت عيناه دهشة:
“لا داعي لمخاطبتي بلقب. يمكنكم مناداتي ببساطة.”
لكن إدوين هز رأسه بجدية:
“أنتم معلّمي. ومن الواجب أن أخاطبكم باحترام.”
جاك بدا متفاجئًا، وربما معجبًا بهذا الرد.
في الخلف، تمتم لويد بسخرية:
“تظاهر بالفضيلة.”
لم يلتفت إدوين، بل قفز عاليًا كما طُلب، ورسم السيف الخشبي خطًا حادًا في الهواء بخفة وسلاسة.
صفّق جاك بحرارة:
“مذهل! لم تتلقَّ تدريبًا من قبل؟ حركاتك متقنة للغاية.”
ابتسم إدوين بخجل، بينما ازداد وجه لويد حُمرة غضبًا.
لكن سرعان ما طلب جاك منهما أن يؤديا الحركات معًا. وهنا ظهرت المشكلة: سيف لويد كان يخرج عن المسار في كل مرة، رغم أن إدوين يلتزم بالخطوات بدقة.
تنهّد إدوين، ثم قال بهدوء:
“أخي، لا بد أن تستخدم ظهرك كله عند الضربة، لا معصمك فقط.”
جمد لويد مكانه، ثم احمر وجهه من الغيظ. فجأة رمى سيفه على الأرض بعنف:
“إذن افعلها وحدك! فشلي سببه أنت، لا أنا!”
حاول جاك تهدئته، لكن لويد دفعه بحدة وغادر الساحة غاضبًا.
جاك أطلق تنهيدة طويلة، وقال بأسف:
“يبدو أن الدرس الأول انتهى هنا.”
في طريق العودة، تمتم إدوين بقلق:
“لم أفهم، لماذا كان يخطئ كل مرة؟ أحقًا بسببي؟”
أجبته وأنا أحدّق في الطريق أمامي:
“لا، بل لأن قوّتك تفوقت على قوّته. لا تُقلق نفسك، يا سمو الأمير. أنت تزداد قوة يومًا بعد يوم.”
ابتسمت بخفة، فيما عيناه أضاءتا بوميض جديد من الثقة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 91"