قررت أن أستغل رغبته في إحراجي لصالحه. بدا إدوين متحمسًا لشروط الرهان وسأل مرة أخرى:
“على ماذا سنراهن؟ لا أريد لعبة مونتي.”
كان متحذرًا، متذكرًا ما جرى بالأمس. بدا وكأنه مقتنع بأنه لا يستطيع هزيمتي في مونتي. فهل يظن أنه قادر على الفوز في شيء آخر؟
(يا له من طفل جريء.)
لمستُ شفتي بخفة بمنديل وتابعت:
“ما رأيك بلعبة الغمّيضة؟”
بمجرد سماع الكلمة، لمعت عينا الأمير.
“هذه لعبتي المفضلة!”
قفز فورًا من مقعده كأنه مستعد للجري.
“غمّيضة؟ ليا تريد أن تلعب أيضًا!”
صفقت الأميرة الصغيرة بجانب أخيها بالمعلقة بحماس.
رفعتها بين ذراعي وقلت:
“إميليا وأنا سنكون الباحثتين.”
“ياااي!”
رفعت الأميرة يديها فوق رأسها بفرح. بينما رفع إدوين حاجبه بثقة.
“همف، ستندمين.”
“سيقتصر المكان على الطابق الأول فقط، حيث توجد غرفة الطعام.”
“موافق. وإلا لما استطعتِ إيجادي أصلًا.”
قالها وهو يتصرف وكأنه يمنحني ميزة عظيمة.
أضفتُ ببرود:
“إن وجدتك، أنا الرابحة. وإن لم أجدك، فأنت الفائز.”
“والخاسر يأكل جميع الخضروات، صحيح؟”
تأكد الأمير من الشروط مرة أخرى، ثم ابتسم ابتسامة متعجرفة.
“لا تبكي لاحقًا إن خسرتِ.”
إدوين أناكسينيان فينتروم، الأمير الثالث للإمبراطورية. بلغ الحادية عشرة هذا العام، ونادرًا ما سنحت له الفرصة للعب مع أقرانه. فلم يكن هناك عائلة نبيلة تقبل بإرسال أطفالها ليلعبوا مع أمير لا يجلب لهم أي منفعة.
لم يتوافق يومًا مع أحد، ولم يجد أي اهتمام من أحد سوى المربية الراحلة إيما. ربما لهذا السبب لم يفتح قلبه لأحد بسهولة. وبالمفارقة، فإن أقل قدر من الاهتمام قد يهدم أسواره كلها.
ولهذا وافق على لعب مونتي مع عصابة جيل، حتى مقابل سوارِه الثمين. إذ نادرًا ما يُطلب منه أن يلعب أولًا.
“همف، هذا المكان لا يصلح.”
في ذلك اليوم، كان الأمير الصغير متحمسًا بشكل غير معتاد. كان يتفقد غرفة التخزين بجانب المطبخ.
(أين أختبئ بحيث لا تعثر عليّ؟)
بعد تفكير، اختار صندوقًا كبيرًا نصف ممتلئ بالجزر. كان الصندوق يتسع له بسهولة. تسلق داخله وأغلق الغطاء.
(مثالي. لن تجدني هنا أبدًا.)
تكور داخله ضاحكًا بخفوت. لكن فجأة اقتربت خطوات. أطل من خلال شق صغير… لحسن الحظ، لم تكن راشيل، بل خادمتان.
“لم أرَ رجلاً وسيماً كهذا في حياتي.”
“حقًا؟ هل ملك آدمَنت بهذه الوسامة؟”
“نعم! بلقب مثل ملك الذئاب، ظننت أنه مخيف، لكن كنت مخطئة!”
أخذت الأخرى تمدح شعره الأسود كالليل، وبشرته البرونزية، وعينيه الكهرمانيتين اللامعتين.
“وجسده! كأنه تمثال خرج من معبد.”
ضحكت رفيقتها:
“لماذا لا تكتبين قصيدة عنه؟”
“إنه موجود فعلًا! رأيته بعيني!”
ثم تمتمت بحلم:
“آه، لو فقط أستطيع أن أُحتضن بين ذراعيه العريضتين…”
“توقفي. أتظنين أن ملكًا سينظر إلى خادمة؟ هيا نغادر.”
“أنت لا تعرفين كيف تتفقين مع الناس أبدًا.”
وبينما تستعدان للخروج، قالت إحداهن:
“أوه، نسيتُ أن أضع هذا. مع كل هذه الفئران مؤخرًا، كان سيكون كارثة. هيا ساعديني!”
اقتربتا من الصندوق. طَخ! صوت ثقيل سقط فوقه، ثم رحلتا.
عاد الصمت. أخرج إدوين زفرة ارتياح.
(كدت أن أنكشف بسببهن.)
لكن الوضع بدأ يزداد سوءًا. الهواء خانق، ساقاه مخدرتان.
(لقد مكثتُ طويلًا.)
وعندها عادت ذكرى مؤلمة…
حين خدعه شقيقه الثاني، لويد، وأغراه بالاختباء في صندوق بعيد.
“إن بقيت هنا، سنربح. لا تخرج حتى نجدك.”
مرت ساعات ولم يأتِ أحد. كان صغيرًا جدًا ليعصي أوامر أخيه. لو لم تأتِ إيما في تلك الليلة باكية تبحث عنه، لكان قضى الليل كله محبوسًا. لكنه حين خرج، لم ينسَ نظرات الخدم خلفها—نظرات مليئة بالازدراء.
(أمير مزعج… عديم الفائدة… طفل أناني.)
ذلك اليوم تحطم كبرياؤه كأمير.
عضّ شفته الآن وهو يتذكر.
(…لم يعد الأمر ممتعًا.)
مد يده ليفتح الغطاء—لكن طَخ طَخ. لم يتحرك. كان شيئًا ثقيلًا فوقه.
بدأ ذعره يتصاعد.
(هل وضعت الخادمتان حجرًا فوقه؟)
ارتج قلبه الصغير، وغطى أذنيه، وأغلق عينيه. لم تكن إيما هنا لتنقذه. لم يعرف أحد مكانه.
(لن يعرف أحد أنني مفقود… ربما أبقى هنا للأبد.)
وبينما يغرق في خوفه… انفتح الغطاء فجأة.
“ها أنت ذا يا صاحب السمو.”
ظهرت وجه راشيل أمامه. كانت نبرتها وأفعالها باردة، لكن للحظة رآها بوجه إيما. عندها، انفجرت دموعه كالمطر.
(الأطفال مستحيل فهمهم.)
لماذا يبكي هذا الصغير داخل صندوق جزر؟ نظرتُ إليه بوجه محايد.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 9"