كنت واقفة في أحد ممرات قصر الإمبراطورة، أراقب ما يجري في الخارج. من خلال النافذة، رأيت الحديقة حيث لا تزال أجواء الحفل مستمرة، ويبدو أن نهايته ستتأخر بعض الوقت.
«لكن، ما بال ذاك الفتى يخفض رأسه ثانية؟»
لمحت في البعيد شعرًا ذهبيًّا منكسًا. بدا إدوين وكأنه فقد حماسه فجأة. تُرى، هل حدث شيء أثناء غيابي؟ لكن لا، فالأجواء من حوله طبيعية.
«تركتُه وحيداً، وهذا يؤلمني قليلًا… لكن لا يمكنني أن أضيّع هذه الفرصة.»
زيارة قصر الإمبراطورة فرصة نادرة، ولا بد أن أستغلها لأقصى حد.
«وربما لم تكن الإمبراطورة الثانية هي من أرسلت القتلة بعد كل شيء.»
ضيّقت عيني.
«ذلك الذي حاول قتل إدوين في مسابقة الصيد كان منتمياً إلى المنظمة… وإن كان للأمر صلة بـ “نَفَس الملاك” أو… بإيان، فلا بد أن أتحقق بدقة أكبر.»
تقدمت بهدوء في أروقة القصر الضخم. كان البناء على شكل حرف (E)، مكوّن من ثلاثة طوابق، وأنا كنت في الطابق الثاني عند نهاية الممر. الحرس والخدم يمرون باستمرار، لكن أحدًا لم يشعر بوجودي، إذ كنت أخفي أثري وأذوب مع الجدران والظلال… مهارة ما كنت لأمتلكها لولا حياتي السابقة كقاتلة.
تجولت مثل شبح بين الغرف حتى وصلت إلى غرفة فخمة في الطابق الثالث.
«هذه غرفة الإمبراطورة بلا شك.»
السرير الكبير بغطاءاته الحمراء والذهبية أكد لي ذلك.
دخلت وأخذت أتفحص المكان. على الجدار المقابل كان هناك لوحة ضخمة تحكي أسطورة تأسيس الإمبراطورية، وأسفلها مكتب أنيق. اقتربت وبدأت أراجع الأوراق بسرعة… كلها ملفات إدارية عادية تخص شؤون القصر.
«ليس هذا ما أبحث عنه.»
انحنيت أفتش في الأدراج الثلاثة للمكتب. الأول والثاني فتحا بسهولة، أما الثالث فكان مغلقًا.
أخرجت دبوسًا رفيعًا وحاولت فتح القفل، لكن سرعان ما اكتشفت أنه محمي بسحر. على الخشب كانت نقوش دقيقة تنبعث منها هالة ضعيفة من المانا. ابتسمت بسخرية.
«حتى الأثاث يختمونه بالسحر… ترف الأغنياء.»
وضعت يدي على المقبض، وركزت طاقتي. المانا تدفقت من أصابعي فاستجاب القفل، وفتح الدرج بهدوء. داخله كانت رُزم من الرسائل، كلها موقعة بالحروف نفسها في الأسفل. من الواضح أنها تقارير من عميلٍ للإمبراطورة.
بدأت أقرأ بسرعة. معظمها يدور حول تحركات عائلات النبلاء المؤيدة للأمير الثاني. أسماء مألوفة كثيرة مرت أمام عيني… حتى وقفت عند اسم غريب: عائلة البارون ميلر.
«ميلر؟ لم أسمع بهذا الاسم من قبل… أغلبها كانت بيوتاً رفيعة على الأقل بمستوى كونت. فكيف ظهر فجأة اسم بارون متواضع؟»
واصلت القراءة حتى توقفت عند كلمة مألوفة.
«…إيان؟»
تمتمت بلا وعي، ووجهي يتجهم.
كان اسم ربّ عائلة ميلر: إيان.
«ربما تشابه أسماء… لكنه مزعج.»
لقاء اسم قاتلي السابق بهذه الطريقة ترك مرارة في قلبي.
في تلك اللحظة سمعت خطوات مسرعة تصعد الدرج. أعدت الرسائل بسرعة إلى الدرج وأغلقته، لكن الباب كان قد بدأ يُفتح.
«اللعنة.»
لم أجد خيارًا سوى القفز من النافذة. لحسن الحظ، كانت هناك شرفة صغيرة حالت دون سقوطي. تمسكت بحافتها، وأخفيت نفسي تمامًا.
بعد لحظات، دخلت الإمبراطورة بنفسها. كان وجهها شاحبًا. أسرعت إلى خزانة جانبية وأخرجت قنينة تحوي سائلًا أحمر شفافًا. فتحتها وشربت دفعة واحدة. فعلت ذلك كما لو أنها اعتادت الأمر.
«دواء؟ أم علاج لمرض مزمن؟»
وبينما كنت أراقبها، فجأة سقطت أرضًا. جسدها يرتعش، وزبد أبيض يخرج من فمها.
«سم؟!»
ترددت. إن دخلت فسأُتهم، لكن إن بقيت ساكتة فستموت أمام عيني.
لحظة تردد كانت كافية، ثم اندفعت للداخل. أمسكتها وهززتها، وأدخلت أصابعي في حلقها حتى تقيأت ما شربته. قليل من الوقت، ثم بدأ تنفسها يعود تدريجيًا إلى طبيعته.
«النبض بخير… يبدو أنني أنقذتها في الوقت المناسب.»
وضعت الإمبراطورة على الأرض، ثم سكبت ماءً من مزهرية على وجهي واندفعت إلى الخارج.
«الإمبراطورة! الإمبراطورة أغمي عليها! النجدة!»
صرخت بأعلى صوتي في الممر. اندفع الفرسان والخدم من كل صوب، وسرعان ما عَمّت الفوضى في قصر الإمبراطورة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 85"