ابنةُ دوق كراونر، قائد فرسان جلوريا—بريجيت كراونر. لم أعرف نبيلةً باسم بريجيت سواها.
شهقت كاثرين: «معقول؟! آنسة الدوق نفسه؟!»
تركتُ ذهولها وشأنَه وقلتُ لِلأمير: «ألهذا السبب ظللت شاردًا كلَّ هذه الأيام—»
فقاطعتني كاثرين، وقد كمّت فمي بكفها: «على سيرة ذلك، سمعتُ أن حفلة ميلاد الآنسة كراونر ستقام في قصر الإمبراطورة. أتعلم بهذا يا مولاي؟»
(من أين تجمع هذه الأخبار؟) كاثرين ليست وصيفةً فحسب؛ بل تصلح وسيطة معلومات… أو قاتلة مأجورة!
قال إدون: «نعم، أخبرني فيليب.»
«خبرٌ ممتاز! ما دامت في قصر الإمبراطورة فربما تحضر يا مولاي!»
أطرق إدون كتفيه فجأة:
«لكن… قال فيليب إن الحضور بالدعوات فقط، للمقرّبين منها.»
طبيعي. حفلة لفتاة لم تدخل المجتمع رسميًّا بعد، وفوق ذلك هي الابنة الوحيدة لأقوى دوق؛ لا مجال للعشوائية أو الإزعاج.
صفّقت كاثرين بحزم: «لا تقلقوا! سأُدبّر الأمر!»
رفعتُ حاجبًا: «وماذا تنوين أن “تُدبّري” تحديدًا؟»
شهقت وهي تقبض كفها: «سأجعل مولاي الأمير يحضر حفلة ميلاد آنسة كراونر!»
* * *
«أأنتِ ثانيةً؟»
كان فيليب، نائب قائد فرسان جلوريا، منزعجًا أيّما انزعاج. فمنذ أيام وهذه الوصيفة تتصنّع المصادفة وتظهر في طريقه: كاثرين بايل من جناح الأمير الثالث.
لوّحت له بسلّة ضخمة: «مرحبًا سيدي النائب! التقينا من جديد! اليوم أحضرتُ فطائر مشمش وسمك سردين مقليّ—يجب أكله وهو ساخن فـ—»
قال بصرامة: «يا آنسة بايل.»
«نعم؟»
«مهما يكن موقعك من جناح الأمير، فالتردّد على سكن الفرسان بهذه الطريقة ليس لائقًا.»
ابتسمت بوداعة: «أتيتُ لأن مولاي إدون يتدرّب تدريبًا شاقًّا فأخفُّ عنه، والفرسان أيضًا يبدو عليهم التعب—فقلتُ أُقوّي عزيمتهم…»
قاطعها: «احتمال التعب جزء من التدريب. أتُراكِ رأيتِ فارسًا يخرج وجبته في قلب المعركة؟»
لم يَرُقْ له هذا اللونُ الشاحب في هيئتها ولا ابتسامتها المتكلفة، ولا ارتخاءُ انضباط الفرسان كلما ظهرت، ولا كونُه يصادفها كلَّ مرة.
وأضاف ببرود: «إن كان غرضك إطعام الأمير، فاتركي السلال عند الحرس على البوابة. لا أدري ما نيتك، لكن هذه اللقاءات المتكررة تزعجني.»
هو رجلٌ كثر معجبوه، من وصيفاتٍ ونبيلات. وكثيرًا ما حاولت بعضهنّ التقرب إليه طمعًا في مكانته كنبيلٍ من أصلٍ عامي. أمّا هو فطبعه نافِرٌ شديدُ التحفّظ؛ لذا سمّته وصيفات القصر “جدار جلوريا الحديدي”.
شهقت كاثرين تمثيلًا: «ما أقسى كلامك يا سيدي! الأمير يقلق إن غِبتُ، ثم إنني صرتُ قريبةً من فرسان الفيلق الثالث—أأضع الطعام وأمضي بلا تحية؟ قسوةٌ وتحديدُ مسافات!»
زمجر: «ما هذه الحجج…»
قالت بسرعة: «ثم إنني مررتُ من هنا صُدفة!»
«أتريدينني إذن أن أتواري داخل السكن خوفًا من “مصادفاتك”؟»
«لا طبعًا.»
«ثم إن تجوّلك داخل السكن يخالف التعليمات. احتفظي بالأصول إن لم تريدوا أن يمسك القائد عليكم حُجّة.»
«والتَمِسْ لحظةً فقط!» رفعت يدها تُمسك بطرف كمّه، فحدّق فيها ببرود، ففلتت الكمّ في الحال.
«لديّ كلمة.»
«ما هي؟»
«قلتَ إن عندي “نيّةً خفية”. ألا ترغب أن تعرف ما هي؟»
(أيُّ نوعٍ من النساء هذه؟)
بقي صامتًا للحظة. هي تطلب صراحةً أن يَستَفْسِر عن نواياها!
شهقت بضجر: «آخ! كم أنت ثقيل الفهم!»
أنزلت السلّة، ووضعت يديها على خصرها، ووقفت باستقامة:
«حسنًا! نعم. كنتُ أمرُّ من هذا الطريق لأن فيليب يمرّ منه—رغبتُ أن أصادفه!»
لمعَ في عينيه ضيقٌ واضح. همَّ أن يردّ، فسبقتْه راميةً كلامها كالسِّهام:
«ثم إنك أيضًا مخطئ! ألسنا نُسلّم كل مرة؟ ألم تفكّر مرةً أن تبادر أنت؟»
قال ببرود: «أتؤنّبينني لأنني لم أتودّد إليكِ؟»
«نعم! لم أرَ رجلًا أثقلَ ظلًا منك! ألا تخجل؟ أحدّق فيك كلَّ يوم ولا تنطق بكلمة!»
«أنا… أخجل؟» لم يصدّق أُذنيه. ألا تفهم أنها غيرُ مرحّبٍ بها، وأن تجاهله مقصود؟!
«يا آنسة بايل، أيًّا تكن أفكارك فأنا—»
قاطعته: «أتدري كم هو شاقّ أن أبدو وكأنني أصادفك “مصادفة” كلّ مرة؟ تعرف كم معجبةً تُراقبك بين الوصيفات؟ إن أردتُ أن أقترب طبيعيًّا يجب أن أُدبّر ألفَ حيلة!»
«ولِمَ تفعلين كلَّ هذا؟!»
«لأنني أريد أن أطلب منك خدمةً، طبعًا!»
هذا ما لم يتوقعه. حسب أنّها ستنطلق في عبارات الغزل والعتاب… فإذا هي تطلب معروفًا.
حدّق في سلّة السردين ثم قال باقتضاب: «وما هي هذه الخدمة؟ لنتسمّع.»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 79"