«لا تقلق يا سموّ الأمير. يُقال لي في موطني: الصيّادة.»
«ص… صيّادة؟»
«نعم، بل صيّادة بارعة جدًا. الفريسة التي أحدّدها لا أفلتها أبدًا.» قالت بعزمٍ وملامح جادّة، ثم أقسمت: «سترَى. سأجعله لي مهما كان!»
«أ-أجل… حسنًا.»
كان حماس امرأة في سنّ الزواج ملتهبًا على نحو يثقل على أميرٍ صغير لم يذق طعم الحب بعد.
قال بخجل: «أنا أيضًا… سأشجّعك.»
وهتفت إيميليا: «وليا أيضًا! ليا ستشجّع كاثرين!»
ولم يملك إدون وإيميليا سوى الدعاء سرًّا لرئيسة الخدم بالتوفيق.
قال أحد الفرسان صباح اليوم السابق لمسابقة الصيد، وإدون يُشارك كعادته في تدريبات الفيلق:
«سمعنا أنّ سموّ الأمير إدون سيشارك في المسابقة؟»
فتتابعت الأصوات:
«المسابقة غدًا، أليس كذلك؟ سيشارك فيها قائدنا أيضًا.»
«طبعًا سيشارك. أغلب نبلاء الإمبراطورية الحاضرين في العاصمة سيحضرون.»
«غريب! أولئك السادة متثاقلو المؤخرات سيتحرّكون؟»
«ربما لأن جلالته أمر بمشاركة جميع الأمراء.»
«إذًا ستأتي كثيرٌ من سيدات النبلاء!»
«حتى فرسان الفيلق الثاني يتهافتون للمشاركة. الحسد يأكلني!»
«لا يهمّني، فلي الآنسة فايل!»
«هزؤ! الآنسة فايل لا تراك أصلًا!»
«ماذا قلتَ يا صاحب عُرف الديك؟!»
«تُلبِس الشتيمة حريرًا؟ تريد القتل؟»
اكتفى إدون بابتسامةٍ حائرة؛ فما زالت الاجتماعات الصاخبة صعبة عليه. وما لبثوا أن أكملوا العدو حتى نزلوا من الجبل.
اقترب منه نائب القائد فيليب ماير:
«سموّ الأمير.»
«السير فيليب؟»
«تشارك في مسابقة الغد؟» سأل بنبرته الهادئة المعهودة.
«ن-نعم.»
«ولِمَ تُشِيح ببصرك عنّي يا سموّك؟»
«هاه؟ لا… لستُ أفعل.»
هل بدا أمري واضحًا هكذا؟
كلما نظر إلى فيليب تذكّر كلام كاثرين، فارتبك من غير سبب. ومع ذلك لم يستطع طرد الأمر من رأسه—فإعجاب كاثرين بفيليب صار سرًّا يثقل صدره. الحب ما زال عنده حكاية من عالمٍ بعيد.
قال فيليب متجاوزًا الأمر: «فهمت. ظننتُ خطأً.» ثم استدرك: «سمعتُ أنه ليست لسموك حراسة خاصّة. هل عيّنت مرافقًا للمسابقة؟»
«نعم! رايتشل سترافقني.»
تغضّن حاجبا فيليب قليلًا: «تقصد مربيتك؟»
«أجل. رايتشل ترمي بالقوس أفضل منّي!»
«…ترمي جيدًا؟»
«إنها من أسرة نبيلة، قالت إنها تعلمته قديمًا.»
استعاد فيليب صورة يوم رآها أول مرة؛ امرأة عادية لا يميّزها شيء ظاهر، لكن فيها سكينة غريبة تمنعك من خفض الحذر. لماذا أشعر من تلك المرأة بهالة مفترس؟ أمرٌ لا يفهمه.
قطع صوتُ إدون شروده: «إذًا سترافقني رايتشل.»
«همم… حسنٌ إذن.» ثم قال: «إن لم تكن لديك مرافقة، لألحقتُ بك فارسًا متدرّبًا.»
«لي؟ لماذا؟»
«أوامر القائد: لا يليق بصورة العرش أن يتجول سموّك بلا مرافقة.»
التعليقات لهذا الفصل " 68"