كنت قد نهضت من حوض الحمّام الكبير حتى فاض الماء. خرجتُ من الماء وألقيتُ على كتفيّ ثوب النوم، ثم لويت منشفتين وربطتهما معًا وأمسكتهما بيدي.
قلتُ بهدوء: «سأخرج أولًا.»
فقالت كاثرين: «هاه؟ لكن حمّام سموّ الأميرة أوشك على الانتهاء، ألا نخرج معًا؟»
قلتُ متحجّجة: «أحتاج إلى دورة المياه على وجه السرعة.»
غادرتُ المبنى الملحق الذي يضمّ الحمّام، فاشتدّ الإحساس بتلك النيّة القاتلة.
اثنان؟
ثمة أثران واضحان؛ لقتَلَة مدرَّبين على ما يبدو.
حسنًا… ربما جاء هذا في وقته.
صحيح أن إزعاج وقت الاغتسال أفسد مزاجي، لكنني رأيت فيه فرصة لأختبر نفسي: ما النتيجة إن قاتلتُ بجسد «رايتشل براون» لا «كايلّا آنخيل»؟
قفزتُ باتجاه مصدر الأثر الذي تسلّل إلى قصر الأمير الثالث دون إذن، لأُنهي الأمر قبل أن يلحظ رئيس الخدم أو الطفلان وجودهم.
«الهدف هو الأمير الثالث، صحيح؟»
«نعم. طفل في الثانية عشرة.»
كان الرجلان ملثَّمين من الرأس حتى القدمين بالسواد؛ إنهما «الأخوان صائدا البشر» المشهوران في عالم الاغتيال: الأخ الأكبر «غيل» والأصغر «بيرت»، لا يتحرّكان إلا معًا.
قال أحدهما: «الأمر سهل. لننهِ بسرعة.»
ثم تمتما وهما يتلفتان: «حراسة القصر ضعيفة على غير المتوقع… كان يكفي أن يأتي أحدنا.»
تسلّقا الجدار ودخلا من النافذة بلا صوت. صعد بيرت السلم متقدّمًا ليتحقّق من الممر…
«ترسلون جرذين دفعةً واحدة… يبدو أن مولاكم يسبح في المال.»
تجمّد غيل في مكانه. الشخص الذي ظهر الآن ليس «فارسًا عاديًا»؛ إنه من جنسه—قاتل—بل ويتفوّق عليه. لم يشعر به حتى منحَه ظهره.
كان وراء الجدار… متى وصل خلفي؟ تصبّب عرقه والذعر يأكل عينيه.
قهقه الصوت بخفّة: «تكلم، من أرسلك؟»
تلوّى غيل بشراسة، فأفلتُ المنشفة بامتعاض: «تشه.»
زمجر: «سأجعلُك تندم—»
قلتُ ساخرًا: «ألستما الأخوين صائدي البشر؟»
احمرّت جبهته غضبًا: «مُت!» وهجم بالخنجر. لكنني تفاديتُه بسهولة وكأن سلاحه يشقّ الهواء فقط.
صاح يائسًا وهو يكرر ضرباته: «اللعنة! اللعنة!»
قلتُ ببرود: «الصيّاد الحقيقي أول ما يتقنه أن يُخفي أثره تمامًا عن طريدته.»
وما إن أنهيتُ الجملة حتى تلاشى حضوري من حواسه كأنه لم يكن. الخوف التهم غيل، فقفز نحو النافذة… لكن صوت كسرٍ قصير تبعه ارتطام. سقط مثل أخيه تمامًا.
انحنيتُ في صمت والتقطتُ المنشفة. انعكس جانب وجهي في ضوء القمر—رايتشل براون، مُربية الأمير الثالث—وعيناي الزمرديتان معتمتان.
تمتمت: «ظننتكما على قدر السمعة.»
كنت أعرف هذين الاثنين؛ عملا يومًا مع «نَفَس المَلَك» ثم تركا التنظيم وخربت العلاقة بينهما وبينه.
فتشتُ جثتيهما؛ وجدتُ خناجر وأنواع أسلحة أخرى، ومعها خمس قطع ذهبية.
«حسنًا… ليسا عديمي الجدوى تمامًا.» قلّبت القطع في الهواء ثم خبأتُها في جيب ثوب النوم.
«والآن… كيف أتصرّف بالجثتين؟»
صباحٌ هادئ كأيّ صباح. جلس إدوين إلى المائدة ولم يجد رايتشل، فعبس:
«كاثرين، أين هي؟»
«المربية؟ منذ الفجر وهي تساعد البستاني في حقل الخضار خلف الكوخ.»
«تُسمّد؟ هذا عمل المعلّم عادةً…»
تذكّر قطعة الأرض خلف كوخ الحكيم، حيث تختلط الأعشاب الطبية والسموم. لماذا الأسمدة هناك؟
قالت كاثرين: «السيد البستاني مسنّ، والعمل شاق، ثم إنه لا يسمح للخادمات بالاقتراب من مقره، فلا يوجد من يعاونه.»
هزّ الأمير رأسه. كان قرار الحدّ من اقتراب الخادمات من كوخ «سيج» باقتراحٍ من رايتشل حتى لا يُكشف أنه «الحكيم الأعظم».
قطّب إدوين: ومع ذلك، ما علاقة الأسمدة…؟ ثم طعن قطعة اللحم بشوكة متذمرًا.
سألت كاثرين وهي تُعدّ الطعام: «بالمناسبة، كيف كان وقع الحلوى على فرسان غلوريا؟»
«أحبوها جدًا.»
قهقهت: «يا للطفهم! لا بد أن لهم ذوقًا رفيعًا.»
سألت الأميرة الصغيرة وهي تلطّخ ذقنها بالحساء: «كاثرين ملاك؟ ليست بشرًا؟»
ضحكت كاثرين: «أنا بشر يا مولاتي، وإن التبس الأمر أحيانًا.»
ثم تنهدت: «للأسف، لا أستطيع الرد على قلوب الجميع؛ فقد اخترتُ شخصًا بالفعل.»
اتّسعت عينا إدوين: «اخترتِ… من؟»
احمرّت خجلًا: «في البداية كنتُ آتي فقط لدعم سموّك، ثم لاحقًا… رميتُ عصفورين بحجر!»
قال بفتور: «إذًا لكِ مَن تُعجبين به بين الفرسان؟»
«نعم! منذ النظرة الأولى قلت في نفسي: هذا لي.»
قضم إدوين قطعة لحم وسأل: «ومن يكون؟»
اقتربت منه كاثرين وهمست باسمٍ في أذنه.
قفز إدوين مصعوقًا: «ماذاااا؟!»
كان الاسم لشخصٍ يعرفه الأمير جيدًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 67"