أردف فيليب: «الجبل ليس أرضًا منبسطة. ضع قدمك كلها لا العَقِب فحسب. شهيقٌ من الأنف، زفيرٌ من الفم.»
تألّق درعُه الفضي تحت شمسٍ مخفّفة بأوراق الشجر.
وختم: «إن أردت متابعة التدريب فالتزم بما قلتُه.»
صحّح إدوين هيئته كما أُمر—فوقعت المفاجأة: صار الجري أهون، وكأنّ سرعته زادت شيئًا يسيرًا.
قال فيليب باقتضاب وهو يتجاوز الأمير: «سأسبقك.» ثم انطلق.
أَعانني؟ تساءل إدوين وهو يحدّق في ظهره. لِمَ؟
لم يفهم، لكن الوقت لا ينتظره، فقد ابتعد الفرسان. أسرع يحفّزه تنفّسه الذي صار أهدأ.
عشرون صعودًا ونزولًا إلى قمة الجبل. أنجزها إدوين حتى آخرها على نحوٍ مدهش.
وليس ذلك فحسب؛ حتى تمرين «عبور الجدول» الذي أغمي عليه فيه بالأمس—أتمّه اليوم.
لم يُظهِر الفرسان دهشتهم، لكنّهم تضايقوا في صدورهم؛ فلم يتوقّع أحدٌ من فتى صغير نحيل أن يصمد لتدريب الفرسان.
جلس الأمير تحت ظلّ شجرة، ينظر إلى أولئك المجتمعين في الجهة المقابلة يتبادلون الحديث وهم يمسحون عرقهم.
أريد ماءً… قال في نفسه وهو يعانِي ظمأً حارقًا من شدّة التعرّق. لكنه آثر الصبر. فطلبُه الماءَ يعني أن يخاطبهم، ولم يشأ أن يثقل عليهم.
سيتحرّجون منّي.
طالما حذّرته إيما—مربيته الراحلة—أنّ مجرّد كونه من الدم الإمبراطوري قد يزعج الآخرين.
فجأة ظهر أمام عينيه قِرْبَة صغيرة.
«آه! سير فيليب…؟»
مرّة أخرى، تسلّل فيليب ماير بلا صوت وجلس بجانبه.
قال باقتضاب: «ماء.»
«آه… شكرًا.»
أخذها الأمير في تردد، حدّق قليلًا، ثم فتح الغطاء وشرب. كان ماءً عاديًا، لكنه ذاقه أعذبَ من العسل.
قال وهو يناوله القِرْبة في حرص: «شكرًا جزيلاً. رَوِيتُ منه.»
سأله فيليب ببرودٍ وهو يتلقّى القِرْبة: «أآمنٌ أن تقبل شيئًا هكذا بهذه السهولة؟»
«هـ-هٰه؟»
أضاف من غير أن يغيّر تعبير وجهه: «لا تدري ما عساني أكون قد خلطتُه به.»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 57"