الفصل 53: العلاج المعجِز لآلام العضلات
هل تسرّعت؟
كان عليّ أن أبدو كأيّ «مربية عادية». وما إن أدركت زلّتي حتى أسرعت أنحني بعمق:
«أعتذر، أرجو الصفح يا مولاي.»
قال الإمبراطور وهو ينزل الدرج ببطء:
«لا تفعلي ما يستوجب الغفران… إلا إن كنتِ لا تقدّرين حياتك.»
وحين مرّ بجانبي، تمتم بصوتٍ لا يسمعه سواي:
«اشكري حظك أنني لا أمقت من يبذلون الجهد. سأتغاضى هذه المرّة… لكن لا أدري كم سيصمد ذلك الطفل.»
ضحك ضحكةً خافتة، ثم مضى بهدوء.
قبضتُ يدي بقوة وأنا أحدّق في المكان الذي كان فيه.
الاحتقار لا يليق بي.
منذ وطئت القصر، لم أجد شيئًا يليق بي. كل شيء يثير الضيق، لكن لا بد من الصبر… فهذا أجدى لي ولإدوين على المدى الطويل.
ومع ذلك، لماذا لا أرغب في التراجع؟
عدّلت ثيابي، وارتسم وجه إدوين البريء في ذهني.
بديل، قالوا؟
نزلت الدرجات التي هبط عليها الإمبراطور—لا لأتبعه هو أو القائد، بل لأصطحب الأمير الذي اخترتُه بنفسي.
⸻
رشاش!
«آآه!»
رشاش!
«إيييك!»
طَش!
كان إدوين يئنّ وهو يتخبط في الماء، وجسده يرفض الطاعة.
هذا صعب! صعب جدًا!
بعد أن أكمل عشر صعودات إلى قمة الجبل، وجد في انتظاره تدريب «تسلّق السلم».
كان مبتلًا حتى العظم، يحدّق إلى أعلى حيث امتدّ سلم طويل فوق بركةٍ واسعة—تدريب الفرسان المعروف بـ«عبور الجدول». اسمٌ لطيف لتمرينٍ قاسٍ أنهك الكثيرين.
راقب الفرسان يعبرون واحدًا تلو الآخر بأدرعهم الثقيلة، معلّقين بأذرعهم، وبعضهم يسقط في الماء حين تخور قواه. أما هو، فسقط أكثر من الجميع.
«سموك، المكوث طويلًا في الماء ينهكك أسرع!» صاح فارس.
عضَّ إدوين على أسنانه:
هل مرّ إخوتي بهذا؟ لا أصدق!
لكن التراجع لم يكن خيارًا.
ركبتاي لم تعد تحملاني، وذراعاي تخوناني!
زحف من الماء مجددًا، وتمسّك بالسلم. مدّ يدًا ثم الأخرى… ثم سقط مرة أخرى.
«آآخ!»
ارتطم بالماء مجددًا. بالكاد اجتاز بضع عوارض قبل أن تتخلى قواه عنه.
غمره الغضب—غضب من نفسه، ومن ضعفه.
«أووووه!»
جرّ نفسه خارج الماء مرة أخرى، وثيابه تلتصق به كخرقة مبللة. لم يعد يهمه شيء سوى إنهاء ما بدأه.
سأنجح! لا بد أن أنجح!
تعاقبت وجوه في ذهنه—أخته الصغيرة، معلمته، وحتى أنا.
«آآآاه!»
مدّ يده نحو السلم وهو يلهج في قلبه: بعد قليل فقط… بعد قليل!
وحين اجتازه أخيرًا، انهار على التراب ممدّدًا.
لقد أتمّ الأمير الثالث يومه الأول من تدريب «غلوريا»، وبعد نحو مئتي محاولة، عبر مسافة الستّمئة قدم على السلم.
⸻
«أووووه…»
تأوّه إدوين حين استعاد وعيه.
قلتُ: «استيقظت؟»
وقالت إميليا: «أوبا، هل أنت بخير؟»
حرّك رأسه ببطء نحونا.
«إميليا؟ راشيل…؟»
قلت: «أُغمي عليك في التدريب. أنت في غرفتك الآن.»
«غرفتي؟»
تلفّت مرتبكًا، ثم شهق:
«لكنني لم أنهِ التدريب بعد… آآخ!»
حاول أن ينهض فصرخ من الألم.
«آه…!»
طمأنته: «هذا من شدّ العضلات. ابقَ مستلقيًا.»
«لكن… التدريب لم ينته!»
«لقد انتهى. سقطت في النهاية، ثم نقلتُك.»
تنفّس بعمق، وحدّق عبر النافذة إلى السماء المظلمة.
«إذن… أنا لا أستطيع.»
سألته: «ماذا تقصد؟»
«لم أتحمل التدريب كله.»
«لقد أتممته لحظة أغمي عليك.»
«لماذا؟»
«شوهد وحش عند البوابة الشمالية، فاستُدعي الفرسان كلهم.»
كانت هجمات الوحوش قد كثرت مؤخرًا حتى داخل العاصمة.
لكن ألم يقل ملك آدمانت إنه قضى عليهم؟
أمرٌ غريب حقًا.
أما إدوين فبدا شاردًا مهمومًا. عندها ربتُّ على رأسه وقلت:
«أحسنت.»
اتّسعت عيناه بدهشة.
«أحسنتِ؟ أنا؟»
«نعم. لم أتوقع أن تُكمل صعود الجبل أصلًا. فعلتَ أكثر مما ظننت.»
أشرق وجهه بابتسامة واسعة.
«حقًا؟ إذن أيمكنني أن أصبح قويًا مثل السير جيروم؟»
جيروم… ثانية؟
نظر إليّ بعينين تتلألآن كغزال صغير.
قلت ببرود دون قصد:
«ألم تقل إنك تريد أن تكون قويًا مثلي؟»
«طبعًا! أنتِ قوية جدًا أيضًا يا راشيل. لكن السير جيروم أقوى فارس في الإمبراطورية. والمعلم قال: اطمح دائمًا للأعلى!»
سايج العجوز لا يكفّ عن الكلام الفارغ…
قلتُ بجدية: «سموك، انزع ثيابك.»
«هاه؟ لماذا؟»
«لنرخي عضلاتك. لديك تدريب غدًا أيضًا.»
فتحتُ جرة صغيرة، فانبعثت منها رائحة حادة.
«ما هذا؟» سألت إميليا، ثم عطست ثلاثًا متتالية: «آتشش! آتشش!»
مسحت أنفها وحملتها على ظهري.
أما إدوين فارتبك: «ما هذا؟»
«زيت للتدليك ممزوج بزيت الفلفل.»
«فلفل؟ أليس للطبخ؟»
«لكل شيء استعمال آخر.»
تردد قليلًا، ثم خلع ثيابه وبقي بملابسه الداخلية وتمدد.
لمستُ ظهره، فانتفض: «آك! يدغدغ!»
قلت: «تحمّل.»
لم يلبث أن انفجر بالضحك، ثم صرخ فجأة:
«أوووه! يؤلم!»
«طبيعي.»
«خفّفي! أرجوكِ!»
«أنا أرفق بك.»
«غاآاه!»
هذا جزاؤه لأنه مدح جيروم أمامي.
ضغطت أكثر بقليل، فصرخ كضفدع مختنق.
«راشيل! توقفي!»
فقفزت إميليا فجأة على ظهره:
«أوبا! ليا تعالجك!»
صرخ ودفن وجهه في الوسادة:
«غراااه! ليا… أووف…»
لم يكن المشهد شفاءً بل «إجهازًا». ربما للأميرة الصغيرة موهبة فطرية… في الاغتيال.
صرخ إدوين في النهاية:
«إيييك! راشيل! قولي الحقيقة! أنتِ غاضبة مني، أليس كذلك؟!»
⸻
التعليقات لهذا الفصل " 53"