الفصل 47: الهدف (2

تفاجأ ساج من جواب الأمير، وقال وهو يفتح فمه بدهشة:

“هممم.”

سأله إدوين وقد استغرب ردة فعله:

“أستاذي؟ ما الأمر؟”

أجاب ساج وهو يلمس لحيته مبتسمًا:

“لا شيء… فقط لم أتوقع أن أسمع مثل هذه الكلمات من فتى خجول مثلك. طموحك أكبر من قدرتك الحالية بكثير.”

ظهر الحزن على وجه إدوين، لكن ساج واصل كلامه:

“الأمر يعتمد على معنى القوة بالنسبة لك. أي قوة تريد أن تمتلك؟”

رد إدوين من دون تردد:

“أريد أن أصبح قويًا بما يكفي لأهزم الوحوش وحدي!”

قهقه ساج ساخرًا:

“هذا ليس مجالي. هل تريد أن تتعلم فنون القتال على يد شيخ يقترب من نهايته؟ إن أردت هذا فعليك أن تجد معلمًا آخر.”

عند سماع ذلك، ارتسم القلق على وجه إدوين. ومن ثم صرخ ساج بصوت مرتفع:

“أيها الصغير!”

ارتبك إدوين:

“نعم؟”

قال ساج بحدة:

“ولماذا تحمل همًّا أكبر منك؟ لا تقلق، كل شيء سيُحل بطريقة أو بأخرى.”

ثم ابتسم ابتسامة ماكرة، لكنها لم تكن موجَّهة لإدوين بل نحو الباب.

التفت إدوين فرأى رايتشل تقف هناك.

بعد خروج الأمير، جلس ساج أمامي وقال:

“هناك أمور كثيرة يجب أن نتحدث عنها.”

ثم حدق في وجهي وأضاف:

“ألا ترين أنكِ مدينة لي بتوضيح؟”

أجبته ببرود:

“لا أفهم قصدك.”

ابتسم بخبث وقال:

“أخبرني، ما احتمال أن تتمكن مُربية عادية من قتل وحش بخنجر قديم؟”

لم أجب، لكنه تابع بثقة:

“إدوين أخبرني بنفسه. قال إنكِ أنقذتِه من الوحش. والوحش لا يترك فريسته إلا إذا قُتل. لقد كنت متأكدًا منذ البداية أنك لستِ امرأة عادية. طريقة كلامك وتصرفاتك تكشف ذلك.”

ثم نظر إليّ نظرة حادة وقال:

“هناك ثلاثة فقط يمكنهم قتل وحش بمفردهم: فارس، ساحر، أو قاتل مدرَّب… وأنتِ تشبهين كايلا آنجل كثيرًا، أليس كذلك؟”

تظاهرت بالجهل:

“لا أدري عمّا تتحدث.”

لكن ساج قاطعني مباشرة:

“أم أنكِ أنتِ… كايلا؟”

ساد صمت ثقيل في المكتبة. بقيت متيبسة في مكاني. فقال بابتسامة ساخرة:

“صمتك يؤكد أن شكي لم يكن خطأ.”

ثم انفجر ضاحكًا بصوت عالٍ:

“هاهاها! كنت واثقًا أنكِ لم تموتي بتلك السهولة! هل هي مهمة سرية جديدة؟ تنكركِ هذه المرة أفضل من السابق.”

وضعت يدي بسرعة على فمه وقلت بحدة:

“لا تنادني بذلك الاسم. اسمي رايتشل براون.”

ضحك وهو يتراجع إلى كرسيه:

“حسنًا، آنسة رايتشل براون. لكن الأمر مضحك جدًا.”

تذكرت فجأة وسألته:

“ومن أخبرك أن كايلا آنجل ماتت؟”

قطب حاجبيه وقال:

“بل يجب أن أسألك أنا. لماذا دللتِ فارسًا مجهولًا على مكاني؟”

نظرت إليه بارتباك:

“فارس؟ أي فارس؟”

أجاب وهو يتذكر بوضوح:

“رجل مغطى بالسواد، تفوح منه رائحة الدم. اقتحم بابي وسألني: (هل قتلتَ كايلا آنجل؟)”

شعرت بقلبي يضطرب. لم يقل “هل ماتت”، بل “هل قُتلت”.

أكمل ساج:

“لم أرَ وجهه جيدًا، لكنه كان يحمل سيفًا أسود ضخمًا، وكانت عيناه كعيني وحش. بدا كمن يطارد عدوّه اللدود.”

قلت بصوت ثابت:

“وهل هذا كل ما أردت قوله؟”

ابتسم ساج بخبث:

“لا. لدي سؤال آخر بصفتي معلّم الأمير: ما الذي تنوين فعله مع إدوين من الآن فصاعدًا؟”

نظرت إليه مباشرة وأجبته:

“أعرف أنه يريد أن يصبح قويًا، وقد وعدته أن أجعله كذلك.”

رفع ساج حاجبيه باستغراب وقال:

“أتدرين معنى هذا الكلام؟”

سألته بحدة:

“وماذا تعني أنت؟”

فقال بجدية واضحة:

“إن حصول أمير على القوة يعني دخوله في صراع العرش. لا تخبريني أنكِ لم تفكري في ذلك.”