كان القط يتخبّط مذعوراً، وقد غطّت جسده خدوش صغيرة ممّا تعرّض له.
“انتظر فقط!”
لكن معاناة القط لم تثر أي اهتمام لدى الفتية المحيطين به.
كانوا أبناء نبلاء صغار لم يتعلموا يوماً معنى الرحمة للضعفاء. قساة بقدر ما هم جهلة، تعلّموا القوة قبل الأخلاق.
“هذه المرة سأصيبه حقاً.”
توقف الفتى ذو الشعر البرتقالي لحظة، ثم رمى حجراً بكل قوته. لكن مجدداً، كان الفشل نصيبه، إذ تململ القط في اللحظة المناسبة فانحرف الحجر بعيداً. فضرب الفتى الهواء بقبضته غيظاً.
“تباً! حقاً!”
غلى الدم في عروقه من شدة الغضب. تقدم نحو القط ومد يده إلى الحبل المعلّق به. لكن القط الغاضب لم يقف مكتوف الأيدي، فغرز مخالبه في وجه الفتى بكل ما يملك.
“أحكِموا ربطه أكثر! آآخ!”
“ما الأمر؟”
“هذا اللعين!”
وهو يتلوى من ألم الخدوش على وجهه، حاول أن يلقي بالقط إلى الأرض.
“توقف!”
حينها هرعت إميليا صارخة، ودموعها تملأ عينيها الواسعتين.
“لا تؤذِ القط! أيها الشرير!”
وارتمت على ساقَي الفتى. ففقد توازنه، وانفلت القط هارباً إلى الأدغال.
“توقف! توقّف!”
“ما هذا—!”
تجهمت وجوه الفتية عند ظهور الأميرة فجأة. كانت إميليا قد غرزت أسنانها في ساق الفتى الذي حاول الإمساك بالقط.
“ما الذي يحدث؟”
“إنها مجرد طفلة صغيرة. لم أكن أعلم بوجود طفلة في القصر.”
“لا تبدو كخادمة من ملابسها.”
“هل نساعده؟”
“دعه يتدبر أمره مع طفلة!”
لكن فجأة، جاء صوت بارد وحاد من خلفهم:
“ما الذي يحدث هنا؟”
“الأمير لويد!”
انحنى الفتية أمام الفتى الذي خرج من خلفهم.
بشعره البرونزي المموج وعينيه الزرقاوين، كان وسيماً، لكنّ وجهه حمل سخرية لاذعة وكبرياء متغطرس. إنّه لويد كاثالونيان فِنتروم، الأمير الثاني للإمبراطورية وابن الإمبراطورة الثانية.
تأمل لويد المشهد بوجه خالٍ من التعبير، حتى وقعت عيناه على إميليا، فحدّق فيها وضاقتا عيناه، قبل أن يرسم ابتسامة شريرة على شفتيه.
“أظنني رأيت هذا الوجه من قبل… إنها تشبه ذلك الأحمق.”
ثم أشار إلى فتَيين ضخمين بجانبه:
“أحضراها.”
ارتسمت على وجهه علامات التسلية، كأنّه وجد لعبة ممتعة جديدة.
بحث إدوين
كان إدوين يتجول بوجه شاحب يبحث في أرجاء الحديقة المركزية. لحسن الحظ، رأى أحد الحرّاس أي اتجاه سلكت إميليا، وإلا لكان عاجزاً تماماً.
“إميليا! إميليا!”
لكن ضياعها وسط الحديقة الشاسعة جعل العثور عليها صعباً. وبعد لحظات من البحث بين الشجيرات—
“وااااه!”
سمع بكاءها من مكان قريب، فاتسعت عيناه رعباً.
“إميليا—!”
ركض نحو الصوت، لكن قبل أن يخرج من بين الأدغال، وصله صوت مألوف، بارد وحاد:
“ماذا تنتظر؟”
عرف إدوين مالك ذلك الصوت فوراً.
إنه الأمير لويد، أخوه غير الشقيق، الذي عذّبه دوماً، والذي كان مسؤولاً عن موت مربيته الأولى، إيما.
ارتجفت يد إدوين المطبقة بقوة.
“لا تقلقي، لأني سأحميك.”
تذكر كلماته التي قالها لأخته في الليلة الماضية.
لكن… لماذا؟
أخته تبكي أمامه، وهو عاجز عن الحراك.
حينها أدرك الحقيقة—
إنه خائف. مجرد وجود لويد يرعبه لدرجة تسحق عزيمته.
“هاه… هااه…”
تنفسه أصبح متقطعاً، بينما الغضب والمهانة يغليان في داخله.
لعبة لويد
“س-سموك، مهما كان الأمر، أليس هذا مبالغاً فيه…؟”
المتردد هو غايل، ممسك بقوس صغير يتلعثم في إطلاقه.
“لماذا؟ ما الفرق بين ذلك القط وبين هذه التافهة؟”
وبّخه لويد باحتقار وهو يجلس على كرسي مظلل.
“لكنها… بشرية.”
“بشرية؟ من يريد أن يُسمى إنساناً فعليه أن يتصرف كإنسان.”
“وااااه! أنزلوني!”
صرخت إميليا، المعلّقة في الهواء.
ابتسم لويد ساخراً:
“كل ما تفعله هو الصراخ. بالنسبة لي لا تختلف عن ذلك الحيوان قبل قليل.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"