«وسأمنحك مكافأة نهاية خدمة غير مُجحفة—تكفيكِ مؤونتك لنحو عشرين سنة بلا قلق.»
حدّقت كاثرين فيها مشدوهة. هل بالغتُ في شحّي؟ همّت المربية أن ترفع الرقم إلى ثلاثين، لكن دموع كاثرين انهمرت فجأة.
«كا… كاثرين؟» تلعثمت المربية على غير عادتها.
تمتمت كاثرين بصوت مخنوق:
«هذا قاسٍ… سيدتي المربية.»
«ماذا؟ ماذا فعلتُ؟» رمقتها المربية بحيرة، والتفتت إلى سيج الذي لم يزد على أن هز كتفيه.
صرخت كاثرين وهي تغطي وجهها:
«تعنين: “لا تتعاوني وخذي مالاً وارحلي”! أتعلمين بأي قلب وصلتُ إلى هنا؟!»
ارتبكت المربية واقتربت تُهدّئها:
«أياً يكن، فالخطأ خطئي. أردت فقط احترام اختيارك…»
هتفت كاثرين:
«في مثل هذه الأوقات تقولين: لِنُلقِ حياتنا في الميزان سويّاً! لا أن تدفعيني لأعيش وحدي!»
«لكن لديكِ عائلة—»
قاطعتها بعينين لماعتين:
«ليست عائلتي وحدها حياتي! لديّ هنا زملاء، وسموّ الأمير إدون، وسموّ الأميرة إيميليا…»
ثم شدّت على يد المربية وهي تصيح:
«ولديكِ أنتِ أيضاً!»
حدّقت المربية فيها صامتة.
تنفست كاثرين بعمق وقالت:
«قولي إننا سنعيش كلّنا معاً حتى النهاية. أرجوكِ.»
ارتجفت أصابعها الرقيقة في يد المربية. فقالت الأخيرة بثبات:
«يا كاثرين، كل ما عقدتُ عليه العزم أنجزتُه—وبامتياز. فثقي بي. ما تخشينه لن يحدث.»
«…لن يحدث أبداً؟»
«أبداً.»
بدت الكلمات متعجرفة، لكنها قيلت بثقة صلبة. نظرَت كاثرين إليها برجاء. فقال سيج وهو يربّت كتف كاثرين بنزق:
«هيه، دعينا نثق بمربيتنا. إنها امرأة مذهلة على كل حال.»
«آه! هذا يؤلم!» صاحت وهي تحدّق في سيج بضيق:
«وبالمناسبة، لماذا تتحدث أحياناً كأنك تعرفين المربية حق المعرفة؟»
انتفخ صدر سيج:
«بالطبع! الآنسة براون وأنا—منذ زمنٍ بعيدٍ جداً—»
رمقته المربية بنظرة حادّة، فاعتدل وغيّر الموضوع:
«—أقصد: لنا معرفة قديمة، أليس كذلك؟»
قالت المربية بجفاف:
«لنعد إلى ما كنا فيه. ذكرتُم أن اعتلاء العرش يقتضي موافقة ثلاثة: إن رفض أحدهم، هل يغدو الأمر مستحيلاً؟»
ابتسم سيج بمكر:
«نظرياً نعم. عملياً؟ نبدّل الجالس على الكرسي… وتنحل العقدة.»
يقولها أمام قاتلةٍ سابقة بلا تردّد… تبدّل طبعُ الشيخ كثيراً في لوكسِن. ومع ذلك، تابَع سيج:
«هذا آخر الدواء. إن تعجلنا بلا استعداد، انقلب السحر علينا.»
شهقت كاثرين مقاطعة:
«تستبدلون أصحاب المناصب؟! وعدتِني منذ لحظة بأن الكوارث لن تقع، ثم تتحدثان بهذه القسوة!»
لوّح سيج بكفّه:
«أي قسوة؟ لم نقل شيئاً—صحيح يا آنسة براون؟»
أومأت المربية مطمئنةً كاثرين:
«لن نصل إلى تلك المرحلة. سنُحكم اللعبة قبلها.»
«قلتُ: كُفّا عن الكلام المرعب!» قالت كاثرين وهي تفرك ساعديها وترجف. تمعّن سيج فيها وهزّ رأسه:
«سيدة خَجِلة هشة الأعصاب…»
«بل أنتما بلا ذرة خوف! وقلتُ مليون مرة: لا تنطقوا بمثل هذا الكلام الطائش!»
تجادلا لحظة، فيما غرقت المربية في التفكير:
الحَبر الأعظم يمكن إقناعه لاحقاً—فهو يلتزم الحياد عادة حتى تتضح كفة وليّ العهد.
الأولوية الآن لرئيس مجلس الشيوخ والقائد العام. أما ريدكليف—خارُج الحِسبان. يبقى دوق كراونر…
سألها سيج وقد ملّ الجدال:
«بِمَ تفكرين؟»
قالت:
«كيف نجذب دوق كراونر إلى صفّ سموّ إدون.»
شهقت كاثرين، بينما اتخذ سيج مظهراً جاداً:
«من تصرّفاته الأخيرة يبدو أنه لا يكره إدون… لكن هل يسحب دعمه من ابن أخته وليّ العهد؟»
قالت المربية:
«ليس مستحيلاً.»
حدّق فيها سيج:
«وكيف تجزمين؟»
لأني سمعتُه بأذني. تذكّرت المربية محادثة الدوق مع الإمبراطور في مقرّ فرسان غلوريا. لقد لمح الدوق صراحةً إلى أنه لا يستحسن اعتلاء الأمير الأول العرش.
قالت:
«الدوق لا يرحّب بجلوس الأمير الأول على العرش.»
تمتم سيج:
«غريب. الابن الأكبر لِمَن نسلُ الإمبراطورة أوفر حظاً عادةً…»
قالت كاثرين بهدوء:
«ربما لأن سموّ الأمير الأول ضعيف البنية. الحكّام المرضى يُهاجَمون دوماً من حزب النبلاء. وحتى جلالة الإمبراطور، يُشكَّك في أهليته بسبب صحته.»
أومأ سيج متردداً:
«في هذا شيء من الحق.»
قالت كاثرين:
«أنا لا أفهم في السياسة كثيراً، لكني أرى أن انتقال العرش إلى البكر هو الأسلم. لِمَ لا نُعلن دعمنا لسموّ الأمير الأول منذ الآن؟ هناك سوابق لحُماةٍ ضمنوا أمنهم بمناصرة من سيعتلي العرش…»
ردّ سيج وهو ينظر إلى المربية:
«اقتراح مقبول—لكننا نخدم الأمير إدون. ورغبته أوضح ما تكون: لا يريد النجاة فحسب، بل يريد العرش نفسه.»
تنهدت كاثرين بعمق:
«لا أفهم… ما الذي جعل سموّه يقرّر فجأةً أن يصبح إمبراطوراً؟»
قالت المربية بعد تفكير:
«بحسب قوله، فالأمير الأول نفسه لا يبدو متحمساً للعرش.»
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات