قال إدوين مرتبكًا وقد انطلقت منه الكلمات بلا تفكير.
“كيف تقول إنك ستموت! يجب أن تصبح الإمبراطور وتعيش طويلاً…!”
لكن أدريان رفع عينيه عن الكتاب الذي أغلقه للتو، وأسند ذقنه على كفه وهو يحدّق في أخيه:
“وهل تعتقد فعلًا أن عليّ أن أصبح الإمبراطور؟”
ارتسمت ابتسامة باهتة على وجهه.
“إن أصبحت أنا الإمبراطور… قد يكون موتك محتومًا، أتعلم ذلك؟”
ارتجف إدوين.
أدريان واصل كلامه بهدوء قاتل:
“أنت تعرف القاعدة، أليس كذلك؟ كل أمير لا يعتلي العرش… مصيره الموت.”
صحيح. كان يُسمح للأمراء أحيانًا أن يرثوا لقبًا من عائلة أمهم، أو يعيشوا في الظل بلا شأن. لكن في النهاية، أغلبهم لم ينجُ طويلًا. كانوا يموتون شبابًا، بلا استثناء تقريبًا.
“وجودهم وحده تهديد للإمبراطور… فكيف يسمح رجال البلاط لهم بالبقاء؟”
صوت أدريان كان باردًا كالسكين.
“إلا إذا لجأ الأمير إلى دولة ليون الكنسية، وأصبح كاهنًا هناك. وحدها تلك الطريقة تُبقيه على قيد الحياة.”
إدوين لم ينبس بكلمة، فقد أصاب أخوه كبد الحقيقة. هو نفسه كان يفكر سرًا أن يلجأ إلى الكنيسة بعد بلوغ سن الرشد، ليحفظ حياته.
أدريان ابتسم ابتسامة ساخرة:
“لكن حتى إن وصلتُ أنا إلى العرش… من ذا الذي سيفرح بجلوس أمير مريض لا يُرجى شفاؤه؟”
شعر إدوين بالذعر.
“لِمَ تقول أشياء كهذه؟!”
“لأنها الحقيقة.”
قالها أدريان ببرود، وكأنه يتحدث عن غيره، لا عن نفسه.
“الجميع في القصر يعلم أنني لن أعيش طويلًا.”
أدار نظره نحو أخيه، ثم أردف بصوت منخفض:
“هل سمعت بالقصة؟ والدنا… كان هو أيضًا أضعف إخوته. لم يكن يُحسب له حساب، حتى إنه لم يدخل قائمة الورثة.”
اندهش إدوين: “والدنا كان ضعيف البنية؟”
من الصعب تخيّل الإمبراطور القوي كما هو الآن، وقد كان مريضًا هزيلًا في صغره.
“ومع ذلك، هو من نال العرش في النهاية.”
عين أدريان انعكست فيها ومضة باهتة.
“تجاوز جميع إخوته… بل قضى عليهم واحدًا تلو الآخر.”
لم يكن “تجاوز” كلمة دقيقة، بل كانت مجزرة شهيرة يعرفها كل أحد.
“وأنا… ورثت ضعف جسده، لكنني لم أرث صلابته.”
ابتسم ابتسامة مشوبة باليأس.
“ومع ذلك، الكبار ما زالوا يظنون أن عليّ أن أصبح الإمبراطور، كأنه قدري. لا أحد يسألني عمّا أريد.”
كان كلامه يقطر مرارة.
“أي قيمة لعرش أجلس عليه جسدٌ عليل، بلا رغبة ولا قوة؟ سأكون مجرد دمية.”
إدوين شعر بالحزن يثقل صدره. لم يعرف بماذا يرد.
فجأة، سأله أدريان:
“إدوين… هل لديك حلم؟”
“حلم؟”
“نعم. قد تسميه هدفًا… لكن إن بدا بعيد المنال، فالحلم أنسب كلمة.”
أطرق إدوين يفكر.
نعم، كان لديه حلم: أن يصبح قويًا، قادرًا على حماية من يحب. وإن أمكن، أن يصبح ولي العهد. لكنه لم يجرؤ أن يبوح بهذا كله.
فأعاد السؤال لأخيه:
“وأنت، يا أخي… ما حلمك؟”
توقف أدريان لحظة، ثم مسح بيده على كومة الكتب بجانبه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات