أُغلق الباب خلفي بصوت حادّ، ومع أنّ الظلام كان يلفّ الخارج، بقيت غرفة كايدن مضاءة بأنوارٍ متفرّقة تصبغ المكان بلون نحاسي دافئ.
ابتسم وهو يلتفت نحوي قائلًا:
“ما زال الوقت مبكرًا على النوم… ما رأيك أن نؤنس بعضنا بالحديث؟”
وقفت ساكنة، يداي متشابكتان، فلم يزد على أن أشار برأسه إلى الأريكة في الوسط.
“تفضّلي بالجلوس.”
“شكرًا لكم.”
جلستُ على طرف الأريكة بهدوء، فارتسمت على وجهه ابتسامة قصيرة.
“كلما نظرت إليكِ، ازددتُ قناعة أنكِ شخص مثير للاهتمام.”
لم أبدِ أي تعبير، فاكتفى بهزّ كتفيه.
“حركاتك تشبه القطط. أخبريني، هل تعوّدتِ أن تمشي من غير صوت؟”
ارتجفت أصابعي لا إراديًا. كانت تلك عادة قديمة من أيامي كقاتلة ظلّ، عادةٌ لا تحتاج إلى وعي كي تظهر.
خفضت بصري قائلة:
“أعتذر إن كان ذلك يزعجكم.”
“أبدًا.” أجاب وهو يجلس قبالتي، يمدّ يده نحو الطاولة ليقلب كأسين ويملأهما من قارورة خمر كبيرة.
“هل تجيدين الشرب؟” قالها بنبرة كأنني رفيق سلاح.
“…إن كان جلالتكم يقدّم، فلن أرفض.”
“لا أُلزمكِ، الأمر مجرد لفتة ودّ.”
ومع ذلك دفع بالكأس إليّ ممتلئًا. رفضه يعني إهانة.
“أشكركم.”
ما إن ارتشفت حتى غمرني عبق مألوف. نبيذ التفاح. شراب البسطاء الذي يزدريه الأشراف. غريب… لكنه خياري المفضل. في حياتي السابقة كنت أحمله معي بدل الماء في المهمّات. أطلبه خصيصًا؟
احتسيت بصمت، بينما ارتشف هو كأسه دفعة واحدة وملأ ثانية.
سألته:
“هل تشربون كثيرًا؟”
“بين حين وآخر. كأس في ختام اليوم كفيل بأن يشرح الصدر.”
أومأت، فسألني بدوره:
“وأنتِ؟”
لو استطعت لشربت كل يوم، لكن… سمعتي لا تحتمل ذلك.
“…أتجنّب، لكوني مسؤولة عن الأمير.”
قهقه قائلًا: “إذن لو لم تتجنّبي، كم تشربين؟”
“لا أعلم. لم أصل حدّ الثمالة يومًا.”
في جسدي السابق لم أسكر مهما شربت… أما الآن، فزجاجتان أو ثلاث تكفيني.
اقترب مني بعينين تلمعان بمكر:
“فلِم لا نجرب الليلة؟”
هيهات. وضعت الكأس على الطاولة.
“معذرة، عليّ خدمة سموّيهما صباحًا.”
ذكر الأمير والأميرة جعل نظرته تحدّ قليلاً قبل أن يستعيد بروده.
“كم عمرهما الآن؟”
“الأمير إدوين الثانية عشرة، والأميرة إميليا الخامسة.”
“أفهم أمر الأميرة، لكن هل يحتاج الأمير إلى مربية في الثانية عشرة؟”
“…هكذا العرف عند البلاط الإمبراطوري، حتى يبلغوا الخامسة عشرة.”
ابتسم ابتسامة باهتة وقال:
“هكذا إذن يفقد الأمراء النضج مبكرًا.”
الأمراء… جمعًا. يقصد إدوين ولويد معًا.
أجبت بهدوء:
“اثنا عشر عامًا سنّ مبكرة على النضج.”
لم يخف امتعاضه.
تابعت:
“الأفضل أن يظلّ الطفل طفلًا أطول ما يمكن. ليس باكر المعرفة ما يجلب السعادة.”
إدوين ما يزال بريئًا، برغم ما لاقاه من ازدراء. وأردت حمايته من قسوة الدنيا قدر استطاعتي.
“أتمنى أن يتأخر نضجه ما استطاع.”
عندها التقت عيناي بعينيه، وقد جمد كأنما أصابه مسّ.
“جلالتكم؟”
تمتم:
“لم أتوقع أن أجد وجه شبه آخر… أنتِ حقًا مثيرة للاهتمام.”
وما الطريف في ذلك؟ لم يقل لي أحد يومًا إنني أمتلك حسّ الفكاهة. أومأت باقتضاب:
“أقدّر المديح.”
ظلّ يحدّق بي لحظة، ثم غيّر الموضوع بعد أن أنهى كأسه:
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 109"