اندفع سيف لويد مرة أخرى بقوة، فتمكّن إدوين من صده بالكاد، ثم استدار بجسده دورة كاملة.
ومن بعيد دوّى صوت مألوف:
“أخي! لا تخسر!”
كانت إميليا تصرخ بكل قوتها.
إميليا… أخوكِ يؤدي دور الخاسر في هذه الرقصة.
أراد أن يطمئنها، لكن لم يكن هناك متسع لذلك.
انخفض على ركبة واحدة استعدادًا للحركة التالية، وهناك التقت عيناه بعيني بريجيت.
بدت جميلة على نحو غير مألوف في تلك اللحظة، تنظر إليه بقلق وقد جمعت كفيها أمام صدرها.
“…آه.”
“ماذا قلت؟”
استغرب لويد همهمة أخيه، لكنه لم يتوقف. بل رفع سيفه مستعدًا لتوجيه الضربة الأخيرة.
الأداء في الأصل كان ينتهي بعد حركتين أو ثلاث فقط، فلن يشكّ أحد إن أنهى العرض مبكرًا. سيظنون أن بعض الحركات سقطت سهواً.
“حان الوقت لإنهائه…”
“لا!”
صرخ إدوين فجأة، واندفع بكل قوته نحو أخيه.
“ماذا؟!”
تفاجأ لويد وسرعان ما رفع سيفه لصد الضربة. لكن عند التقاء السيفين، هو من تراجع للخلف، مدفوعًا بقوة إدوين.
“ما الذي تفعله!” صاح لويد بانفعال.
“هل نويت إفساد العرض؟!”
ابتسم إدوين ابتسامة مشرقة، أسنانه البيضاء تلمع تحت العرق المتصبب من وجهه:
“هكذا سيكون الأمر أكثر متعة يا أخي.”
نعم، لم يعد يريد الخسارة بهذه الطريقة المهينة.
إن كان لا بد أن يخسر، فليكن بعد أن يؤدي دوره حقًا: تنين يقاتل بكل ما لديه، لا ضحية لمؤامرة.
“ألن يكون الأمر مملاً إن خسر التنين بهذه السهولة؟”
رفع سيفه، وانقضّ على لويد. هذه المرة لم يكن دفاعيًا بل هجومياً، حركاته تحمل مهارات حقيقية، حركات مأخوذة من تدريبات فرسان الفيلق الثالث، لكن أسرع وأدق بكثير.
“تبا…!”
تراجع لويد محاولًا اللحاق بإيقاع الهجمات المتلاحقة. كان عليه أن يركّز فقط كي لا يفلت السيف من يده.
“هااا!”
صرخ إدوين وهو يهاجم بلا هوادة.
مع ذلك، لويد لم يكن ضعيفًا. موهبة السيف كانت تسري في دمه أيضًا، وبشق الأنفس تمكّن من صدّ جميع الهجمات.
لكن شيئًا كان واضحًا: حركات إدوين لم تعد رشيقة كالرقصة، بل صارت ضربات مباشرة وواقعية، هدفها الوحيد إصابة الخصم.
ابتسم لويد بسخرية، واغتنم لحظة ارتباك أخيه. أزاح سيفه بحركة قوية من أسفل إلى أعلى.
“آه!”
اهتز جسد إدوين، وكاد يفقد توازنه.
“متّ!”
صاح لويد، واندفع سيفه نحو عنق أخيه.
لكن فجأة…
طَراق!
ارتد سيف لويد للخلف بقوة غامضة، مما أجبره على التراجع خطوات متعثرة.
“ماذا…؟!”
حدّق حوله بذهول. إدوين نفسه سقط على الأرض مذهولًا، عاجزًا عن تفسير ما جرى.
الجمهور أخذ يتهامس بحيرة:
“ما الذي حدث؟”
“هل انتهى العرض؟”
“غريب، لماذا توقفوا؟”
لم يدرك أحد الحقيقة… سوى شخص واحد.
كنتُ الوحيدة التي رأت ما جرى.
على الجانب الآخر من القاعة، جلس كايدن رام، ملك أدامانت، يتحدث مبتسمًا مع أحد السفراء.
لكنني رأيت بوضوح ما فعله: لقد رمى شوكة صغيرة من بين يديه بسرعة خاطفة، لتصطدم بسيف لويد وتغير مساره.
قوته كانت كافية لدفع الأمير الثاني نفسه إلى الخلف.
مستحيل…
حدّقت به مطولًا.
ملك لم يتجاوز العشرين من عمره… كيف يمكن أن يخفي قوّة كهذه طوال حياته؟ كيف لم يرد اسمه أبدًا في تقارير “نَفَس الملاك”؟
والأغرب… لماذا ساعد إدوين؟
لولا تدخّله، لكان سيف لويد قد ترك جرحًا غائرًا في عنق أخيه، حتى وإن لم يكن مميتًا.
الإمبراطور هو من أنهى الموقف بابتسامة متسعة:
“رائع، رائع… لقد كان العرض متوترًا إلى درجة جعلتني أتساءل إن كان ما أراه رقصة أم قتالًا حقيقيًا.”
رمق لويد بنظرة باردة، فارتبك الأمير الثاني وخفض رأسه.
ثم التفت إلى إدوين الجالس أرضًا وقال:
“أما أنت، يا أميرنا الثالث… فقد جسّدت صورة التنين حقًا، بوحشية وقوة جعلتني أكاد أصدق أنني أمام تنين حقيقي.”
انفجر بعض السفراء بالضحك عند سماع ذلك، لكن الجميع اتفقوا أن أداء إدوين كان مدهشًا.
“والآن، فلنترك أبناءنا جانبًا، وليبدأ الجزء الآخر من الترفيه.”
صفّق الإمبراطور، فصعد الخدم ليساعدوا الأميرين على النزول. ثم تقدّم عدد كبير من الراقصات ليملأن المنصة بألوانهن وحركاتهن المرنة.
ارتفعت الهتافات، وامتلأت القاعة بالضحكات والمرح من جديد.
لكن حديثًا آخر بدأ يهمس في أروقة النبلاء:
“أرأيتم الأمير الثالث؟”
“لقد كان أداؤه مثيرًا للإعجاب… حتى الإمبراطور امتدحه علنًا.”
“ألا يمكن أن يغيّر هذا موازين المنافسة على العرش؟”
هكذا، في ليلة واحدة، لم يعد يُنظر إلى الأمير الثالث كطفل ضعيف… بل كـ “تنين”.
في تلك الليلة، عند أبواب جناحه، كان كايدن رام يتكئ على الحائط بابتسامة كسولة حين دخلتُ عليه.
قال مازحًا:
“لم أتوقع أن تأتي مجددًا.”
أجبته ببرود:
“الخادمات مشغولات، فاضطررت أنا للحضور.”
رفع حاجبه مبتسمًا:
“يا لها من عبارة خطيرة… قد يُساء فهمها.”
نظرت إليه بحدة:
“أظن أنك آخر من يخشى سوء الفهم، أليس كذلك؟”
ضحك بخفة، ثم ابتعد قليلًا عن الباب مشيرًا بيده:
“تفضلي. فأنتِ، على الأقل… مرحب بك دائمًا.”
✨ يتبع…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 108"