ارتفعت الدهشة في عيون وفود السفراء، بعضهم راح يتبادل النظرات، وآخرون جالوا بأبصارهم نحو المقاعد حيث يجلس الأمراء، نصف فضول ونصف ترقّب.
ابتسم الإمبراطور ولوّح بيده قائلاً:
“فلنبدأ.”
فانسكب الضوء من السقف ليتجمّع على المنصة المستديرة في قلب القاعة. وكان أول من ظهر عليها هو الأمير الأول أدريان.
قال بصوت جهوري:
“إنه لشرف عظيم أن أقدّم لكم اليوم أنشودة من تأليفي. أرجو أن تستمتعوا بها.”
أعطى إشارة بيده، فصعدت فرقة منشدين، وبدأ العازفون يعزفون، لينطلق الغناء. كانت الألحان مفعمة بالأساطير والحكايات الشعبية من مختلف أرجاء القارة، تبعث البهجة والضحك في آن واحد.
انتهى العرض بعاصفة من التصفيق، حتى الإمبراطور نفسه صفق بحرارة، والابتسامة ظهرت على وجه الإمبراطورة ميلاني لأول مرة منذ زمن.
قال الإمبراطور وهو ينهض قليلًا من مقعده:
“والآن… أظن أنّ الدور على الأميرين الثاني والثالث، أليس كذلك؟”
أجابت الإمبراطورة الثانية هيلينا بسرعة:
“نعم، جلالتكم. عرض رقصة السيوف تقليد قديم في مهرجان التأسيس. العام الماضي لم نتمكّن بسبب كثرة ظهور الوحوش، أما هذا العام فقد عدنا إلى تقاليدنا.”
أومأ الإمبراطور موافقًا. وفي لحظة، انطفأت الأضواء كلها، ولم يبقَ سوى شعاع واحد ساطع يتدلّى من السقف على المنصة.
سكن القاعة صمت مهيب، حتى دوّى صوت الطبول… ثم صعد الأمير الثاني لويد والأمير الثالث إدوين.
كان كل منهما يحمل سيفًا مزخرفًا، وتواجهت نظراتهما المشحونة بالتوتر، كأنّ بينهما حسابًا غير مُصفّى.
⸻
طَراق!
ارتطم السيفان المعدنيان بقوة، فتردّد الصدى في القاعة. وعلى الرغم من أنها أسلحة للعرض، إلا أنها من فولاذ، وقد تصيب بجروح حقيقية.
لكنّ الأميرين تقاتلا وكأنهما في معركة لا في عرض.
وقفتُ أراقب من بعيد وأفكر:
لم أتوقّع أن يتناسقا بهذا الشكل، مع أنّ لويد رفض التدرّب معه.
في الواقع، لم يتدرّبا معًا إلا ساعة قبل العرض. ومع ذلك، كان أداؤهما متقنًا بما يكفي لإبهار الحاضرين.
ارتفعت هتافات السفراء، أعينهم مسلّطة على كل حركة فوق المنصة.
لكن شيئًا لم يبدُ صحيحًا. إدوين بدا شاحبًا، العرق يقطر من جبينه.
انتظر… هذه ليست حركات الرقصة الأصلية.
كان لويد يهاجمه بسلسلة ضربات سريعة وعنيفة، لا تشبه الرقص، بل القتال الحقيقي.
اللعنة… إنه لا يرقص، بل يحاول إذلاله أمام الجميع.
كانت خطة ماكرة؛ ففي ساحة علنية كهذه يستطيع الادعاء لاحقًا أنها “حماسة زائدة” أو “خطأ عرضي”. والجمهور، المخدوع بالدراما، صفق بحرارة معتقدًا أنهم يشاهدون مشهدًا أسطوريًا حيًّا.
⸻
أما إدوين، فكان يحاول الصمود وهو يلهث.
لماذا يفعل هذا؟ قبل قليل كنا متفقين… لم ينسَ الحركات، إنه يستمتع بذلك.
شعر باليقين:
أخي لا يريد نجاحنا معًا، بل يريد أن يذلّني.
اقترب لويد أكثر، حتى كاد وجهاهما يلتصقان، وهمس ساخرًا:
“أليس دورك أن تكون التنين؟ إذن اسقط على الأرض مهزومًا كما يليق بك.”
ارتجفت يد إدوين وهو يردّ الضربات بصعوبة، وجهه يتشقّق من الألم تحت طبقة الطلاء الأسود.
ضحك لويد بازدراء وهو يضغط أكثر:
“يليق بك أن تُهزم، أن تضع وجهك في التراب أمام الجميع.”
ارتعد جسد إدوين، أصابعه ترتجف على مقبض السيف. حاول صدّ ضرباته، لكن الموقف كان يزداد سوءًا.
ماذا أفعل؟
الحركات المخصّصة لدور “التنين” جميلة لكنها فارغة من القوة، مصمّمة ليُظهر البطل عظمته. لم يكن لديه ما يكفي لردع خصمه.
لو حاولت تغيير الحركات الآن سيفطن الجميع، وخاصة الإمبراطور.
شعر بقطرات العرق تنحدر من جبينه وهو يعضّ شفته.
رفع نظره… فالتقت عيناه بعيني الإمبراطور.
أبي…؟
لكن الإمبراطور لم يتدخل. بل تابع العرض بعينين تلمعان بالمتعة، كأنه يشاهد مسرحية مشوّقة.
طَراق!
اندفع لويد من جديد، ضحكة خافتة ترتسم على وجهه، بينما إدوين يترنح، على وشك السقوط أمام جمهور بأكمله، محاصرًا بين سيف أخيه وعدسات العيون المتلهفة لرؤية بطل… أو ضحية.
⸻
✨ يتبع…
⸻
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 107"