عشتُ عشرين عامًا كقاتلة مأجورة. وبحكم طبيعة عملي، صرت أملك أعصابًا من حديد، وكنت أظن أنه لم يعد هناك شيء في هذا العالم قد يفاجئني. لكن هذه المرة كانت مختلفة… خطيرة جدًا.
“آشيل، أعطِ ليا ماما!”
فتحتُ عينيّ على صوت غريب. أول ما رأيته كان سقفًا غير مألوف، ثم كرة فرو ذهبية صغيرة.
“آشيل، ليا جائعة!”
كرة الفرو الذهبية التي اعتلت صدري من دون إذني أخذت تئن بلا توقف.
…هل تكلّمت هذه الكرة لتوها؟
بل الأهم من ذلك، ألم أمت أنا في ذلك الحقل المليء بالقصب؟
“هاااه؟!”
شهقتُ بقوة كما لو أنني كنت أغرق للتو، ثم جلستُ بسرعة من مكاني.
“كياااا!”
كرة الفرو الناطقة صرخت هي الأخرى، وتدحرجت نحو زاوية السرير.
تحسستُ وجهي وجسدي غريزيًا. التنفس طبيعي، النبض موجود، والحرارة في جسدي ما زالت دافئة. كنت على قيد الحياة حقًا.
“آشيل، ما بك؟”
قالت كرة الفرو الصغيرة وهي تميل برأسها باستغراب. لكنني لم أملك وقتًا لشرح رد فعلي لها.
“المرآة، أين المرآة؟”
“المرآة؟ هناك.”
أجابت الكرة الذهبية ببراءة على سؤالي المستعجل.
أسرعتُ في الاتجاه الذي أشارت إليه. وفي المرآة المزخرفة ببعض الزينة البسيطة، ظهر شخص غريب.
“ما… هذا؟”
كان المشهد عبثيًا لدرجة جعلتني أشك حتى في موتي. رفعتُ خصلة من شعري ببطء. الشخص في المرآة فعل الشيء نفسه. حبستُ أنفاسي، ثم تركتُ شعري يسقط مجددًا. حدقتُ في المرآة بعينين فارغتين لوقت طويل، ثم صفعتُ وجهي بكلتا يديّ.
صفع!
“آخ!”
الألم الحاد الذي انتشر في وجنتيّ أجبرني على التأوه. لم يعد هناك مهرب. شئتُ أم أبيتُ، عليّ أن أقبل بالحقيقة: لقد متُّ وعدتُ إلى الحياة في جسد آخر. أمرٌ مستحيل… لكنه حدث لي.
“آشيل، لماذا ضربتِ نفسك؟ الضرب يؤلم!”
جاءت الكرة الذهبية تركض نحو قدميّ وهي تشدّ تنورتي، لكنني لم أستطع الالتفات إليها. الواقع أمامي كان صادمًا للغاية.
أمعنتُ النظر في “أنا الجديدة” في المرآة. شعري الأحمر القصير الذي كان يكشف عن عنقي اختفى. وبدلًا منه، انسدل شعر بني داكن ناعم يصل إلى ما بعد صدري. ووجهي الذي كان دائمًا صارمًا وحادّ الملامح أصبح الآن رقيقًا وهادئًا. جسدي الذي صقلته التدريبات القاسية صار ضعيفًا ولينًا.
“ها.”
تنهدتُ بعدم تصديق.
باختصار، أصبحت شخصًا مختلفًا من الرأس حتى أخمص القدمين. الشيء الوحيد الذي ظل كما هو كان عيناي الخضراوان المائلتان إلى الذهبي. ذلك الشبه الطفيف منحني قليلًا من الطمأنينة، لكن سرعان ما تلاشى أمام سيل الأسئلة التي حاصرت عقلي.
(لقد متّ بالفعل… فلماذا ما زلتُ حية؟ ولماذا؟ لأي سبب؟)
في تلك اللحظة، طرق أحدهم الباب.
“السيدة براون، هل أنتِ بالداخل؟”
جاء الصوت فجأة، فعجز عقلي المثقل عن الاستيعاب. مظهر غريب، مكان مجهول، وصوت لا أعرفه. قلبي بدأ يخفق بجنون، رافضًا أن يهدأ. عندها همست كرة الفرو الذهبية بصوت مرتجف:
“الساحرة الشريرة… إنها الساحرة الشريرة!”
الساحرة الشريرة؟
نظرتُ إلى الأسفل نحو كرة الفرو. وبالتدقيق، لم تكن كرة فرو أصلًا، بل طفلة صغيرة! بدت في الرابعة أو الخامسة من عمرها. خصلات ذهبية فوضوية، عينان زرقاوان كبيرتان، وفستان ذهبي… لهذا ظننتها كرة فرو في البداية.
والدولة الوحيدة التي تستخدم هذه اللغة في حياتها اليومية هي إمبراطورية فينتروم. إذن، لا بد أنني الآن في أراضي فينتروم. بالنسبة لي، المولودة والناشئة فيها، كان هذا خبرًا مطمئنًا. ألقيتُ نظرة فاحصة حول الغرفة.
(جدران مكسوة بالحرير… وبجودة عالية أيضًا.)
رغم أن سعر الحرير انخفض مع زيادة التجارة مع القارة الشرقية، إلا أنه ما يزال سلعة فاخرة.
(على الأقل، لا بد أن هذا قصر أحد النبلاء من رتبة الكونت أو أعلى.)
حتى الأثاث بدا كقطع فنية، لا يمكن لعامة الشعب امتلاك مثلها.
(لكن…)
ما أقلقني كان ثيابي.
(الفستان من قماش جيد… لكنه بسيط جدًا.)
لم يكن مناسبًا لامرأة نبيلة ولا أميرة. كانت يداي مليئتين بالمسامير، وحذائي بكعب منخفض جدًا، وأطراف أكمامي وحاشية تنورتي بالية قليلًا. وعلى العكس تمامًا من ثياب الطفلة أمامي، التي كانت حريرية فاخرة لا يرتديها إلا كبار النبلاء.
(هل كانت صاحبة هذا الجسد الأصلية مربيتها؟)
جاء طرق جديد على الباب.
“راشيل براون! أعلم أنكِ بالداخل. افتحي الباب حالًا!”
قالت بصوت ممتعض.
“لحظة واحدة.”
أجبتُ بكلمات حيادية لا تثير الشك، وتقدمتُ نحو الباب ببطء. وما إن أمسكتُ المقبض حتى اندفعت امرأة في منتصف العمر ترتدي زيّ خادمة راقية. من مظهرها، بدت خادمة عليا… ربما رئيسة الخدم.
وسرعان ما انهمرت كلماتها كالوابل:
“إن كنتِ قد قُبلتِ هنا بفضل توصية، فعلى الأقل قومي بعملك كما يجب!”
نبرتها الحادة جعلتني أعبس.
“كيف لإنسانة كسولة مثلك أن تعتني بأصحاب السمو!”
شعرتُ قليلًا بالشفقة تجاهها، لكنني لم أفهم عن أي شيء كانت تتحدث أصلًا.
(مربية؟ أصحاب السمو؟)
تجهم وجهي أكثر مع هذه الكلمات المزعجة.
(انتظري… هل قالت “أصحاب السمو”؟)
عندها فقط لاحظتُ الشعار المحفور على مقبض الباب: غزال فضي محاط بإكليل غار. كان شعار العائلة الإمبراطورية.
(اللعنة.)
لا شك. لقد استيقظتُ في القصر الإمبراطوري لإمبراطورية فينتروم.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات