استيقظت “إيلارا” على ضوء خافت يتسلل من خلف ستائر سميكة، شعرت بثقل غريب في جسدها. للحظة لم تعرف أين هي لكن الفخامة التي أحاطت بها أعادتها بسرعة إلى الواقع المظلم: لقد أصبحت دوقة. كانت الغرفة مذهلة الأثاث المخملي والحرير الذي يكسو الجدران يصرخ بالثراء لكن هذه الثروة كانت سجناً صنعته التضحية تنهدت بثقل وتذكرت انهيارها الليلي.
لم تكد تتحرك حتى سُمع طَرق خفيف ودخلت فتاة شابة ذات زي أنيق ووجه ودود. :صباح الخير سيدتي الدوقة أنا ماري وقد تم تعييني لأكون خادمتك الشخصية.
رحبت “إيلارا” بها بصوت بالكاد يسمع فقدمت “ماري” لها المساعدة بهدوء ومهنية لاحظت “ماري” التردد والحزن العميق في عيني “إيلارا” لكنها لم تعلق بل اكتفت بترتيب ملابسها بعناية فائقة مختارة فستاناً بسيطاً بلون رمادي خفيف يتناسب مع لباس الحداد.
نزلت “إيلارا” إلى قاعة الطعام الفخمة كانت المائدة ضخمة وتتسع لعشرين شخصاً على الأقل سألت “ماري” بهدوء: هل تناول الدوق فطوره؟
أجابت “ماري” على الفور: لقد غادر سيدي الدوق إلى مكتبه بعد انتهائه من تناول طعام الإفطار منذ وقت سيدتي يرجى أن تتفضلي بتناول طعامك
شعرت “إيلارا” براحة غريبة كأن حملاً ثقيلاً أُزيح عن كاهلها لقد كانت تنتظر مجيئه وفي الوقت نفسه تتمنى غيابه فماذا عساها أن تسأل؟ وماذا ستقول لدوق أنقذ حياتها بتضحية باردة؟ :شكراً لك على زواجك بي ما هي واجباتي؟ كانت جميع الأسئلة تبدو سخيفة وثقيلة اللفظ
جلست “إيلارا” وحيدة في صدر المائدة الضخمة تشعر بغربة مضاعفة كل هذا البذخ لم يكن سوى ستار لعزلتها التامة التهمت بعض الفاكهة ثم طلبت المغادرة.
في مكتبه، كان “إيثان” قد بدأ عمله قبل شروق الشمس كان ينتظر وصول “إدوارد” بفارغ الصبر لم تكد عقارب الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً حتى طرق الباب “لورين”
:سيدي لقد عاد إدوارد تواً وهو ينتظرك.
“إيثان”: دعه يدخل فوراً.
دخل “إدوارد” مساعد “إيثان” الخاص والموثوق به في المهام السرية وانحنى باحترام.
“ايثان” :إدوارد أريدك أن تعيد تجميع كل المعلومات التي جمعتها عن عائلة المتمرد (الكونت الراحل) كل شيء عن سنواتهم الأخيرة قبل الحكم، خاصة ما يتعلق بزوجته وابنتيه
“إدوارد”: لقد جمعت كل شيء بالفعل، سيدي، وتم تسليمه قبل المحاكمة.
“إيثان” وهو يميل للأمام على مكتبه: “أعرف لكن هذه المرة ركز على شيء واحد: سجلات الولادة وسجلات زواج وطلاق والدة إيلارا قبل زواجها الأخير. أريد أدق التفاصيل المتعلقة بتاريخها الشخصي والعائلي إبحث عن أي شيء غريب أي تناقض في التواريخ أو الأنساب.
ننظر “إدوارد” إلى سيده باستغراب خفيف لتركيزه المفاجئ على هذا الجانب بالذات متسائلاً عن سبب تجاهل سيده لمهمته الأصلية، لكنه لم يسأل فأجاب: يُنفذ الأمر حالاً سيدي.
بعد ذلك بوقت قصير وجدت “إيلارا” نفسها وحيدة في القصر الشاسع دون أي مهام أو أي شخص تتحدث معه سوى “ماري” تجولت قليلاً في الحدائق الفخمة ثم عادت إلى غرفتها لم يعد هناك حلم تسعى إليه ولا أم تتقاسمان الألم معها، ولا أخت بجوارها وحدتها كانت صمت هذا القصر الفخم. بدأت “إيلارا” تدرك أن هذا الزواج هو بالفعل عملية إنقاذ باردة لا تفرض عليها سوى شيء واحد: البقاء على قيد الحياة بصمت.
التعليقات لهذا الفصل " 9"