تذكر “إيثان” فجأة ما قالته والدة “إيلارا” حين قدمت إليه تطلب المساعدة. وقتها كان مصدوماً من عرض الزواج الذي قدمه ومن توسلاتها له ولم يدقق فيما قالته استرجع كلامها بخصوص والد ابنتيها زوجها السابق وكلام لم يركز به كثيراً فقال في نفسه: هل الكونت ليس والدهما؟ كيف؟ ومن هو والدهما الحقيقي؟ أسئلة بغاية الأهمية وهل تعلم ابنتاها بهذا الأمر؟
تعقدت الأمور في رأسه وماذا عساه أن يفعل؟ إن كان هذا صحيحاً فإن الأمر يتجاوز مسألة عائلة خائنة إلى مسألة نسب غير شرعي داخل طبقة النبلاء وهو ما قد يهز سمعة الكونت الراحل والأخطر: قد يهدد استمرار عقد زواجه هو بـ”إيلارا”. إنه سر خطير يحمله وحده سر قد يدخله في شؤون هو في غنى عنها وربما يهدم كل ما بناه لحماية الفتاتين. ندم على عدم تركيزه لو كان قد انتبه إلى ما قالته لسأل عن الموضوع من الأم قبل أن يرحل السر معها إلى الأبد لكن ما فائدة الندم؟ وكيف سيتعامل مع هذا الوضع الآن؟
وقف واندفع إلى النافذة ونادى على “لورين”
دخل “لورين” مسرعاً.
تحدث “إيثان” إلى “لورين” بعد أن استعاد هدوءه المصطنع، وسأل عن مساعده “إدوارد”: هل من أخبار عنه؟
رد “لورين” بهدوء: ليس بعد سيدي آخر رسالة وصلت أنه متأخر في إنجاز المهمة المطلوبة.
قال “إيثان” بعمق: حسناً عندما يعود دعه يأتي إلي مباشرة، مهما كان وقت مجيئه. ووضع يديه على رأسه الذي بدأ يولمه من التفكير والتوتر.
قال “لورين” بنبرة قلق: سيدي عليك الراحةدد لقد بذلت مجهوداً كبيراً وهذا يؤثر على صحتك أرجو منك النوم لترتاح.
وفي ذات اللحظة في قصر الأميرة دخلت “سارة” غرفتها غاضبة وأخذت تكسر كل ما حولها كالمجنونة سقطت مزهريات الكريستال الثمينة وتطاير الزجاج وانقلبت طاولة الزينة كانت تصرخ بهستيريا: لا يمكن أن يحدث! لن أسمح بذلك! تباً لك يا إيثان! وقف الخدم على مسافة آمنة وجوههم شاحبة ومليئة بالخوف والقلق ينظرون إلى بعضهم البعض كانت غاضبة وتوقعوا أن تلقي جام غضبها عليهم في أي لحظة ما إن هدأت الأميرة قليلاً حتى بدأت بالفعل تصب غضبها اللفظي على الخدم تلومهم على عجزهم عن إيقافها متناسية أنها هي من اقتحمت الدوقية.
في قصر الدوق لم تتحرك “إيلارا” رغم الضجة التي حدثت في الخارج (مشاجرة الأميرة). لم تتجرأ على الخروج حتى إن الفضول لم يصبها كان عقلها مشوشاً ولن تستطيع التفكير بشكل جيد وضعت رأسها على حافة السرير وغطت في نوم عميق نوم ثقيل سحبها هروباً من واقعها المؤلم تاركاً المشاكل لتتعامل معها الشمس في الصباح.
عمّ الهدوء في الدوقية أخيراً ومضى يوماً أشبه بالكابوس على “إيلارا” الفتاة الحالمة……..
التعليقات لهذا الفصل " 8"