كانت غارقة في أفكارها ووجدانها إلى أن سمعت صوتاً قوياً ومهيباً يكسر حاجز الصمت خلفها:
“أهلاً بك في منزل الدوق يا دوقة إيثان.”
كان الصوت المهيب الذي كسر الصمت يعود إلى رئيس الخدم الذي حياهم بطريقة مهذبة تليق بمكانته كان نظره موجهاً بالكامل إلى الدوق ومن ثم حيا “إيلارا” باحترام ووقار.
ثم قال: العشاء جاهز سيدي.
أومأ “إيثان” ببرأس ودخلوا إلى القصر ثم توجهوا نحو قاعة الطعام الفخمة. وقف “إيثان” عند الباب وقال لها دون أن ينظر إليها: تناولي الطعام
ثم استدار وذهب دون كلمة أخرى.
وقفت “إيلارا” في الفراغ شاردة تنظر إلى ظهره المبتعد أعادها إلى واقعها صوت رئيس الخدم وهو يقول بلطف: تفضلي سيدتي
جلست “إيلارا” تنظر إلى المائدة العامرة بكل الأصناف الشهية، لكنها لم تكن تملك شهية لتناول أي شيء. أمسكت الشوكة تأكل تارة وتترك الطعام تارة أخرى وبالكاد التهمت بضع لقيمات.
وعندما أنهت أشارت إليها الخادمة الرئيسية بالتوجه إلى الغرفة. كانت الكثير من الأسئلة تدور في عقلها كانت تريد أن تتحدث مع الدوق لتوضيح الأمور لكن مغادرته قبل أن يتناول الطعام وبتلك الطريقة أشعرتها بالتردد بالحديث معه. هل سيتحدث معها أصلاً؟ تنهدت إنه مستقبل غامض ومجهول.
“وصلنا سيدتي هذه غرفتكِ.”
اعتذرت الخادمة الرئيسية عن مغادرتها وتحدثت عن أي شيء تحتاجه موضحة أنه يمكنها سحب جرس الحبل لطلب أي شيء وأن خادمة خاصة سيتم تعيينها لها في الصباح.
عندما بقيت إيلارا وحيدة في الغرفة الفخمة تصاعدت المشاعر المكبوتة التي حبستها طوال اليوم. انهمرت الدموع التي حرصت على مسكها، وبدأت تضرب رأسها بخفة بيأس تهمس بصوت مبحوح: أنا تائهة… لماذا؟ هيا استيقظي! اجعلوا هذا الكابوس ينتهي أرجوكم! ليقل أحد ما إنه حلم… لا أستطيع التحمل. أمي… أمي… لقد ذهبتِ إلى الأبد! وضعت وجهها بين يديها وهي تبكي بحرقة متسائلة بيأس: ماذا سأفعل الآن؟
في الوقت ذاته دخل “إيثان” مكتبه. كان هناك الكثير من الأوراق التي تحتاج توقيعه قبل الصباح. تنهد بتعب فقد تأخر الوقت وهو لا يزال يعمل. وما هي إلا لحظات حتى دخل الخادم “لورين”.
سيدي، هل أحضر لك الطعام؟ لم تتناول شيئاً.
أسند “إيثان” رأسه إلى الخلف بتعب لام نفسه لعدم بقائه لتناول الطعام مع زوجته ربما شعرت بالغربة سأل وهو يتأمل السقف: كيف حال الدوقة؟
أجاب لورين: تناولت الطعام وهي الآن في غرفتها للراحة سيدي.
“حسناً.”
“إيثان”: أحضر لي شيئاً خفيفاً للأكل. في الحقيقة لم يكن يريد أن يأكل لكنه كان يعلم جيداً أن لورين لن يدعه وشأنه وسيزعجه إلى أن يتناول شيئاً.
وقبل مغادرة لورين لإحضار الوجبة طُرِق الباب بقوة غير معتادة
التعليقات لهذا الفصل " 6"
ايه الرواية الجامدة دى ❤️❤️