عاد “إيثان” إلى دوقيته حاملاً في يده وثيقة مختومة بختم الإمبراطور. كانت تلك الورقة الصغيرة تحمل في طياتها نجاة فتاتين  وبداية قصة جديدة لحياته. كان قد اتفق مع الإمبراطور على كافة الإجراءات قبل أن يتقدم إلى المحكمة ليضمن عدم وجود أي عقبات تعرقل قراره. سارت الأمور بسلاسة في المحكمة رغم الهمسات المعارضة التي صدرت من بعض النبلاء الذين اعتبروا زواج الدوق من عائلة خائنة إهانة لمركزه.

لكن لم يجرؤ أحد على رفع صوته بالمعارضة علانيةً. فقد كانوا يعلمون جيدًا أن قرار الإمبراطور لا يُناقش وأن الدوق لم يقدم على خطوته هذه إلا بعد أن حظي بثقة مطلقة من الحاكم. همسوا في مجالسهم بأن الدوق “إيثان” ليس فقط رجلاً نبيلاًزبل هو ماكر أيضًا فقد استخدم حنكة سياسية لمنع أي شخص من الوقوف في وجهه.

في مكتبه كان “إيثان” يحدق في العقد  بينما كان مساعده الشخصي “لورين” يقف بالقرب منه مبتسماً بفخر.

قال لورين :سيدي  الدوق لقد كان هذا الأمر معجزة. لا أحد يتخيل كيف تمكنت من إقناع الإمبراطور بقبول هذا العقد لقد أنقذت الفتاتين وأثبتت عدالتك وشرفك.”

تنهد “إيثان” بثقل ورفع نظره عن الوثيقة.

“ليس كل ما يبدو شرفًا هو كذلك يا لورين” قال “إيثان” بصوت خفيض :لقد كذبت على الإمبراطور

اتسعت عينا لورين بدهشة.

“كذبة بيضاء يا سيدي كذبة لحماية الأبرياء، وهذا هو عين الصواب!”

“إلا أن لها ثمناً ” قال إيثان وهو يمسك الوثيقة بقوة : لقد وضعت هذا العقد كطوق حول عنقي. الإمبراطور وافق لكنه أوضح لي أن هذا الزواج لن ينتهي أبدًا لقد وضع مصيرها في عنقي إلى الأبد. لقد نجت هي لكنني أنا من وُضِع في سجن لا يمكن الهروب منه.

نظر “لورين” إلى الدوق بصمت وفهم أن النصر لم يكن بالبساطة التي ظنها الجميع. كان “إيثان” قد وضع على عاتقه عبئًا لن يفهمه أحد. كان هذا الأمر بداية لمشوار يعلم جيداً أنه قد وضع فيه طوقاً على رقبته لن ينجو منه أبدًا.