ثمن الخلاص

كانت ساحة الإعدام يومها تعجّ بالجمهور ولم تكن العدالة سوى كلام فارغ يردده الغوغاء الغاضبون أُدينت العائلة التي تزوجتها والدة “إيلارا” بتهمة الخيانة العظمى. في ذلك اليوم امتلأ الجو بالاتهامات واللعنات وكان الحكم القاسي قد صدر بالفعل: الإعدام لكل فرد من أفراد العائلةصرخ الناس مطالبين بالعدالة بينما وقفت والدة “إيلارا” التي لم تكن من أقارب العائلة بالدم في وسط الحشد، ترتجف خوفًا على ابنتيها.

كانت إيلارا وأختها هناك  واقفين في حيرة وألم  تشبثت إيلارا بيد أختها المرتعشة وعيناهما مثبتتان على والدتهما التي كانت تُقتاد إلى المشنقة  نظرت إليهما والدتهما في صمت بنظرة لم يفهمها أحد آنذاك  نظرة : “تطلب المسامحة”.

قبل أيام من اعتقال العائلة علمت الأم بخيانة زوجها  فتسللت إلى قصر الدوق في بادرة يائسة. لم تكن تطلب الرحمة لعائلة زوجها الغادرة  بل كانت متمسكة بمعروف قديم: الصداقة التي ربطتها يومًا ما بوالدة الدوق “إيثان” الراحلة.

قالت بصوت يختنق بالدموع: سيدي الدوق  لا أطلب الرحمة لعائلة زوجي الخائن  كل ما أطلبه منك هو أن تتذكر صداقة والدتك معي  لقد مات زوجي السابق والد ابنتي “إيلارا” وأختها بسبب هذه العائلة. أُجبرت على الزواج من الخائن بعد أن فقدت زوجي. لا ذنب لبناتي في أي شيء.”

تابعت متوسلة  إليه أن يمنحهم حمايته. «ابنتي الصغرى متزوجة من كونت تحبه، وتخشى أن تؤثر هذه الخيانة على زواجها وتنهي حياتها السعيدة أتوسل إليك احم هم من عار لا ذنب لهم فيه».

كانت فكرة الزواج من فتاة مجهولة لإنقاذ حياتها فكرة جنونية  فرفض “إيثان” في البداية لكن توسلاتها كانت صادقة ودموعها روت قصة حب الأم، حب مستعد لفعل أي شيء لحماية أطفالها.

في ساحة الإعدام وبينما كانت العائلة تُحكم عليها بالإعدام أُعدمت والدتها أمام عينيها في تلك اللحظة صُدمت “إيلارا” عندما علمت أن والدتها رتبت زواجًا دون أن تسألها رأيها. ظنت أنه تصرف أناني، معتقدة أن والدتها لم تُراع سعادتها.

لكن “إيلارا” فهمت في النهاية إصرار والدتها. وبفضل هذا الزواج  لم تعد هي وأختها جزءًا من العائلة الخائنة بل أصبحتا الآن تحت الحماية القانونية. استطاعت أختها الحفاظ على زواجها واستطاعت “إيلارا” النجاة من حكم الإعدام.

وهكذا أصبحت “إيلارا” زوجة الدوق، ليس من باب الحب بل من باب تضحية الأم ووفاء الرجل لوعد مستحيل