أعطى “إيثان” تعليمات صارمة لـ “إدوارد” في ساعة متأخرة من الليل: أريد أن تُفتح تلك الغرفة الليلة الكونت غيّر القفل ليضمن أن لا أحد يدخل لكننا نعرف أنه لم يجد شيئاً الغرفة قد تكون فارغة لكن لا بد أن تريزا تركت فيها خيطاً صغيراً دليلاً على مكان السلسلة المفقودة.
توجه “إدوارد” مع صانع الأقفال واثنين من الحراس الموثوق بهم إلى الفيلا القديمة بعد جهد قصير نجح صانع الأقفال في فتح القفل الجديد الذي وضعه الكونت. دخل “إدوارد” حاملاً مصباحاً زيتياً وحبس أنفاسه متوقعاً العثور على وثائق ثمينة.
كانت المفاجأة صادمة: الغرفة كانت فارغة تقريباً لم تكن مكتبة أو غرفة عمل بل كانت أشبه بمخزن مهمل جدران متقشرة أرضية مغطاة بالغبار وفي المنتصف طاولة عمل خشبية قديمة لا تحمل شيئاً ورفوف خشبية متآكلة تمتد حتى السقف لقد قام الكونت بمسح كل شيء.
بدأ “إدوارد” ورجاله تفتيشاً دقيقاً لكل شبر قاموا بطرق الجدران بحثاً عن فراغات أو أبواب سرية وحركوا الطاولة للتأكد من عدم وجود أرضية متحركة لكن كل شيء كان صلباً وثابتاً.
أبلغ “إدوارد” “إيثان” على الفور عبر الرسول: سيدي الغرفة فارغة تماماً الكونت قام بمسح كل شيء ولم يترك أي شيء من الوثائق لقد غيّر القفل وأفرغها خوفاً من شيء لم يجده هو بنفسه الغرفة لم تقدم أي خيط.
قبل أن يهمّ “إدوارد” بالمغادرة نظر بعينيه إلى أعلى الرفوف حيث يتراكم الغبار بشكل كثيف كانت الرفوف العلوية صعبة المنال ومظلمة.
تسلق “إدوارد” مقعداً قديماً ليتفقد الرف العلوي الذي يلامس السقف تقريباً في تلك الزاوية البعيدة وجد إدوارد بعض الكتب التي بدت قديمة ورثة وتناثرت عليها خيوط العنكبوت نظر إليها فقط وافترض أنها مجرد روايات وكتب شعر قديمة تركها الكونت لعدم أهميتها لذلك لم تفحصها بعمق.
وهكذا اقتنع “إدوارد” أنه لا يوجد شيء آخر يمكن العثور عليه. خرج إدوارد من الغرفة تاركاً تلك الكتب والزاوية العلوية المظلمة وأغلق الباب لقد عادوا إلى نقطة البداية
عندما وصلت الأخبار النهائية ليلاً إلى “إيثان” جلس يستند بظهره إلى كرسيه وتنهد بعمق يمرر أصابعه في شعره نظر إلى تقرير إدوارد عن السلسلة المفقودة وعن إفراغ الغرفة
وقال في نفسه بمرارة: هل هذا السر دُفِنَ معكِ حقاً يا تريزا؟ وإذا كان الأمر كذلك فإن السر هذا ليس إلا جبلاً من المشاكل وضعته على ظهري عدنا إلى نقطة الصفر والسلسلة المجهولة أين أخفتها تريزا؟ لقد أصبح اليأس واضحاً في نبرته.
التعليقات لهذا الفصل " 17"