عد انتهاء رقصة الافتتاح مع الدوق “إيثان” ابتعدت “إيلارا” عن مركز القاعة وقفت في مكان أكثر هدوءاً بعيداً عن ضجة الحفل تحاول أن تهدئ نفسها من التوتر الذي اعترى ظهورها الأول نظرت من بعيد إلى هذا العالم الجديد الفخم عالم النبلاء والسلطة الذي أصبحت جزءاً منه رغم عدم رغبتها في دخوله.
غزا قلبها شعور بالحزن العميق على ما فقدته وما اكتسبته قسراً ثم تحولت نظرتها إلى “إيثان” الذي كان واقفاً يتحدث بجدية مع مجموعة من النبلاء فكرت بمحادثته السابقة معها وادعائه بأن له مصالح خاصة في زواجه دخل الشك إلى قلبها: هل فعلاً كان يقصد أن الزواج للمصالح فقط؟ أم قالها ليزيح عنها شعور الذنب والشفقة؟ تساءلت بمرارة: ما هي مصالحه حقاً من زواج فتاة ليس لها شيء؟
في تلك اللحظة عندما أبعدت عينها التقت بأعين الأميرة “سارة” التي كانت تنظر إليها من مسافة بنظرة غريبة نظرة حقد وغل واضح تساءلت إيلارا بصدق لماذا تنظر إليها هكذا ولم تفهم سبب كره الأميرة لها.
وبينما كانت إيلارا غارقة في حيرتها اقتربت منها فتاة شابة
قالت الفتاة بابتسامة متكلفة: مرحباً.
نظرت إليها “إيلارا” باستغراب ثم رحبت بها.
تحدثت الفتاة بهدوء: أنا إيناس ابنة الكونت دي لافوين تابعت “إيناس” بسرعة: أتعلمين أنا لا أعرفكِ ولكنني ممتنة جداً لأنكِ أصبحتِ زوجة الدوق لقد انزاح عني ثقل هذا الزواج!
نظرت إليها “إيلارا” بعدم فهم مطلق شرحت “إيناس”: آه أنتِ لا تعلمين كانت عائلتي تسعى جاهدة للاتحاد مع الدوق كان هناك خطاب زواج بين عائلتينا قيد المناقشة كان الأمر مسألة وقت ليس أكثر.
فهمت “إيلارا” الأمر لكن ما لم تفهمه لماذا كانت “إيناس” ممتنة لعدم زواجها من رجل بمكانة “إيثان”.
تابعت “إيناس”: ربما تتفاجئين لقول هذا الكلام لكِ، على الرغم من عدم معرفتي بكِ لكن هناك أمر أريد قوله لكِ هل تسأليني لماذا أنا ممتنة؟
همست “إيناس” مقتربة أكثر: الأميرة سارة خصم لا أريد مواجهته أبداً هي شخص لا أحبه احذري منها فهي تحب الدوق أنا أكثر شخص يعرف هذا الأمر رغم ادعائها بأنه صديق طفولتها وقريبها إنه ليس كذلك. هي شخص يفعل أي شيء للوصول إلى هدفه لتكن هذه المعلومة هدية لزواجكِ.
غادرت “إيناس” سريعاً، تاركة “إيلارا” في حيرة عميقة. فهمت “إيلارا” الآن مغزى نظرات الأميرة الحاقدة. تساءلت بقلق: هل أنا في مواجهة جديدة لم أكن مستعدة لها؟
بعد انقضاء الحفل عاد الزوجان إلى الدوقية كان الصمت هذه المرة محفزاً بأفكار “إيلارا” الجديدة عن “سارة” ودوافعها.
صباح اليوم التالي كان “إيثان” في مكتبه يعقد اجتماعاً سرياً. دخل “إدوارد” حاملاً مظروفاً مختوماً: سيدي قام رجالي بالبحث في المنطقة القديمة التي كان يملك فيها الكونت الراحل ممتلكات زوجته ‘تريزا’ لقد تمكنوا من الوصول إلى رجل عجوز كان يعمل بستانياً في ذلك الوقت قبل طرده.
تحدث “إيثان” بحماس خفي: وماذا وجدوا؟
“إدوارد”: أخبرهم الرجل العجوز أن السيدة ‘تريزا’ في فترة سابقة قبل زواجها من الكونت كانت ترتدي سلسلة لا تخلعها أبداً وأن المفتاح المعلق فيها كان مفتاح تلك الغرفة تحديداً —هكذا اعتقد البستاني— لكن البستاني لم يرها ترتدي تلك السلسلة قط بعد زواجها من الكونت وأضاف البستاني أن الكونت قام بتغيير قفل تلك الغرفة تحديداً الكونت دخل الغرفة عدة مرات بتوتر وخرج دون أن يحمل شيئاً مما يوحي أنه لم يجد السر.”
أمر “إيثان” إدوارد بصرامة: اذهب إلى تلك الممتلكات فوراً وتحقق من موقع الغرفة الكونت كان يخشى سراً لا يعلم عنه شيئاً فقام بتغيير القفل دون أن يعرف ما بداخلها حقاً.
التعليقات لهذا الفصل " 15"