تصلبت ملامح الأميرة “سارة” في مواجهة رد “إيلارا” الهادئ والمحكم كانت الكلمات بسيطة لكنها كانت سيفاً ربطت فيه إيلارا نفسها بمبدأ “الواجب والشرف” الذي يقدسه الدوق، وألزمت فيه سارة الصمت لم تستطع سارة الرد واكتفت بابتسامة قسرية قبل أن تبتعد بسرعة وهي تتظاهر بالاشمئزاز لكن الحقد كان يشع من عينيها.
في هذه الأثناء كان “إيثان” يراقب المشهد بصمت على عكس توقعات الجميع لم يتدخل كان شعوراً غريباً بالرضا والتقدير يتسلل إلى قلبه الجامد لقد أدرك أن قوة إيلارا الهادئة ليست مجرد حزن بل هي صلابة فولاذية مخفية لقد أثبتت أنها تمتلك “القوة” و”الحكمة” التي طلب منها إظهارها دون الحاجة إلى دفاعه.
أما “إيلارا” فقد شعرت بضربات قلبها تتسارع بعد انصراف سارة كانت قدمها تكاد لا تحملها من فرط التوتر نظرت إلى إيثان تتوقع منه نظرة نقد أو حتى تعليقاً بارداً لكنها وجدت عيناه الداكنتين تحدقان بها بتركيز غريب وكأنه يراها لأول مرة حقاً.
في خطوة لم يتوقعها أحد في القاعة ولا حتى إيلارا نفسها قرر “إيثان” كسر التوتر وتأكيد مكانة زوجته بشكل لا رجعة فيه.
انحنى “إيثان” نحو “إيلارا” وأمسك بيدها بلطف غير معتاد ثم قال بصوت هادئ ومسموع: يا دوقة حان دورنا. تفضلي.
كانت رقصة الافتتاح التالية على وشك أن تبدأ شعرت “إيلارا” بالخجل المفاجئ لكنها لم تستطع الرفض استسلمت لقيادته وسارا معاً نحو حلبة الرقص كان هذا الإعلان بمثابة طعنة أخرى في قلوب النبلاء الطامعين وتأكيد علني لمكانتها كدوقة.
بدأت الموسيقى.
كان “إيثان” يقودها ببراعة ومهارة وشعرت للحظة بأنها محمية وبعيدة عن الأعين السامة.
في خضم الرقصة تحدث “إيثان” بصوت خفي لم يسمعه إلا هي: لقد أديتِ واجبكِ بشرف ردكِ على الأميرة كان قوياً وذكياً.
نظرت إليه، وعيناها الرماديتان تلتقيان بعينيه الداكنتين، وقالت بهدوء: أنا فقط التزمت بالواجب الذي طلبت مني الالتزام به سيدي الدوق.
بعيداً عن حلبة الرقص كانت الأميرة “سارة” تقف متصلبة تراقب الزوجين الغضب الذي شعرت به تحول إلى تصميم بارد وحاقد لم يعد هجوماً بسيطاً يرضيها لقد أدركت أن “إيلارا” ليست الفأرة الهشة التي تصورتها.
“يا له من خطأ!” همست “سارة” لنفسها، وهي تضغط على كفها. لقد خُدعتُ بها وخدع بها الجميع إيثان يُظهرها للعامة بل ويرقص معها! يجب أن يكون الهجوم التالي موجهاً إلى جذور وجودها وليس إلى مظهرها.”
قررت “سارة” أن الأوان قد فات للهجمات السطحية. يجب أن تبحث عن نقطة ضعف تضرب علاقة إيثان بإيلارا في الصميم، أو حتى تزيل إيلارا من المشهد تماماً.
بدأت سارة ترسم خطة للانتقام، متعهدة بأن تجعل “إيثان” يندم على اللحظة التي اختار فيها إنقاذ ابنة الخائن.
التعليقات لهذا الفصل " 14"