قصر الدوقية في مساء الحفل الكبير كانت “إيلارا” جاهزة ارتدت الفستان الزمردي الداكن الذي أبرز جمالها الهادئ والمجوهرات الثمينة التي عكست ثراء الدوقية كانت تبدو كنجمة في سماء مظلمة جميلة لكنها بعيدة المنال
عندما دخلت “إيلارا” لتقابل “إيثان” توقف للحظة عن النظر إلى ساعته رفع عينيه الداكنتين نحوها وظهرت عليه نظرة تقدير صامت لم يقل شيئاً عن جمالها بل قال بلهجة عملية: تبدين جاهزة تذكري لا شيء يمكن أن يزعجكِ حافظي على هدوئكِ وكوني دوقة إيثان.
أومأت “إيلارا” برأسها وكانت تتمنى لو أن كلام الإمبراطورة لا يزال يدعمهاوشعرت بيد “إيثان” القوية تمسك بيدها وخرجا معاً
وصلت العربة الفخمة إلى القصر الإمبراطوري عندما ترجل “إيثان” بملابسه الرسمية تبعته “إيلارا”. في اللحظة التي خطا فيها الزوجان عبر المدخل الذهبي للقاعة الكبرى خفت ضجيج الأحاديث فجأة جميع الأنظار التي كانت تنتظر رؤية فتاة مهزومة ومهمشة صُوِّبت نحو “إيلارا” التي دخلت مرفوعة الرأس بجوار أقوى رجل في المملكة
لاحظت “إيلارا” نظرات النقد والغيرة التي كانت تدور حولها خاصة من قبل الماركيزة دي لافوين وعائلتها كانت نظراتهم أشبه بالسهام لكنها تمسكت بيدي “إيثان” وتجاهلت الجميع
اتجه “إيثان” و”إيلارا” مباشرة لتحية الإمبراطور والإمبراطورة
رحبت الإمبراطورة بـ”إيلارا” بابتسامة دافئة وواضحة وكانت عيناها تحملان نظرة تشجيع خاصة لها متذكرة لقائهما الأخير : أهلاً بكِ أيتها الدوقة إيلارا. يسعدنا رؤيتكِ وتبدين رائعة.
ردت “إيلارا” بصوت واضح ومحترم: شكراً لكِ سيدتي الإمبراطورة شرف لي أن أكون هنا. ببرود هدوئها كسبت “إيلارا” احترام النبلاء القليلين الذين كانوا يراقبون.
بعد الانتهاء من الواجبات الرسمية بدأ النبلاء في الاقتراب لتحية الدوق بقيت “إيلارا” صامتة بجواره لكنها شعرت بأن العاصفة تقترب.
لم يمر وقت طويل حتى اخترقت الأميرة “سارة” الحلقة المحيطة بهما كانت ترتدي فستاناً قرمزي اللون يصرخ بالغيرة وكان وجهها يحمل ابتسامة مصطنعة مبالغاً فيها اقتربت من “إيثان” وتجاهلت “إيلارا” تماماً.
إيثان يا لك من مفاجئ! لم أكن أعلم أنك ستظهرها للعامة بهذه السرعة!” قالت “سارة” بنبرة مرح مصطنع تخفي ورائها سم النقد.
نظر إليها “إيثان” بنظرة حادة وقال باقتضاب:
الأمر بطلب من الإمبراطورة يا سارة.
عندها التفتت “سارة” إلى “إيلارا” وأخذت تفحصها من الرأس حتى القدمين ثم تحدثت بنبرة عالية قليلاً بحيث يسمعها المحيطون: يا إلهي أيتها الدوقة. ألوان الحداد تناسبكِ أكثر لكن لا بأس. أحياناً يضطر المرء لارتداء ملابس لا تليق به من أجل الواجب أليس كذلك؟
شعرت “إيلارا” بالكلمات تحرقها هذه المرة لم يكن الأمر مجرد إهانة لها بل إهانة لقرار “إيثان” وإهانة لدعم الإمبراطورة تذكرت الصلابة الداخلية التي لديها، ونظرت إلى “سارة” مباشرة في عينيها الزرقاوين الحاقدتين.
ردت “إيلارا” بصوت هادئ وواثق يحمل نبرة حكيمة لا تتناسب مع عمرها: بالفعل يا سمو الأميرة أرى أنني لم أعتد بعد على الألوان الزاهية أما الواجب فأنا أراه شرفاً وأنا أؤمن أن كل من في هذه القاعة مُلزم بالواجب سواء كان واجباً وطنياً أو واجباً تجاه الشرف وأنا ملتزمة بواجبي.
كان هذا الرد هادئاً لكنه قاسٍ حيث ربطت “إيلارا” تهكم “سارة” بمسؤوليتها نحو واجبها مذكرةً الجميع بأنها الآن زوجة الدوق الذي يمثل الشرف.
تصلبت ملامح “سارة” من المفاجأة والغضب لم تتوقع رداً مباشراً وذكياً بهذا القدر من فتاة اعتقدت أنها بائسة وهشة كان صمت الدوق “إيثان” بجوارها وعدم تدخله هو أكبر دعم لردها.
التعليقات لهذا الفصل " 13"