لم يمر زواج الدوق “إيثان” من ابنة الكونت المتمرد “إيلارا” مرور الكرام على المجتمع النبيل ولا على قصر الدوقية نفسه كان الحدث أشبه بزلزال ألقى بظلاله على كل شيء.
في المطبخ وغرف الخدم:
كانت غرفة الخدم هي المركز الحقيقي للإشاعات في قصر الدوقية الخدم الذين اعتادوا على صرامة “إيثان” وهدوء القصر القاتل كانوا في حالة نقاش دائم وهمس متواصل
هل رأيتها؟ الفتاة بالكاد تتحدث، تتهامس “كاتي” خادمة الملابس وهي تضع يداً على فمها “ماري تقول إنها تقضي يومها في قراءة الكتب وترتدي الأسود باستمرار.
مسكينة! بالتأكيد لم تكن تريد الزواج هذا ليس زواجاً هذا حكم مخفف! يرد “جون” الطباخ الذي كان يحضر وجبة الدوق المسائية.
لا أوافقكما! تقاطعهم خادمة الغسيل :لقد اختارها الدوق بنفسه أمام الجميع! ربما وقع في حبها؟
في هذه اللحظة دخل “لورين” رئيس الخدم لم يكن يقف ليستمع بل كان يتحرك ببرودة تنذر بالسوء نظر إلى المجموعة بنظرة ثاقبة جعلت أصواتهم تخفت تلقائيا
تحدث “لورين” بصوت هادئ لكنه حازم لدرجة أنه قطع أنفاس الجميع: الدوق إيثان هو سيد هذا القصر قراراته لا يمكن التجرؤ عليها بالاستهزاء أو التخمين لا أحد في هذا القصر يملك الحق في تحليل دوافع الدوق أو الحديث عن أفعاله أي كلام آخر يُسمع هنا حول هذا الأمر سيعتبر خرقاً للنظام وسيكون جزاؤه الطرد فوراً. فرض “لورين” الصمت الكامل من جديد مؤكداً الولاء المطلق لسيده وسلطته غير القابلة للجدل.
في المجتمع النبيل والصحف:
كانت الصحف اليومية قد حولت هذا الزواج إلى مادة دسمة للإشاعات كان عنوان “الدوق القاسي يتزوج ابنة الخائن” هو الأكثر تداولاً.
بدأ النبلاء القلقون يتحدثون عن أن هذا الزواج قد يكون بداية لفوضى سياسية هل الدوق يرسل رسالة تحدٍ للملك؟ هل ينوي حماية عائلات المتمردين؟
لقد كان المجتمع النبيل ينظر إلى هذا الزواج كإهانة شخصية له خاصة تلك العائلات التي كانت تتوق إلى تحالف الزواج مع الدوق إيثان لعقود كانت عائلة الماركيز “دي لافوين” هي الأكثر تضرراً كانوا يخططون منذ سنوات لربط ابنتهم بـ”إيثان” لضم أملاكه الواسعة لقد خسرنا كل شيء! تلك المتسولة من عائلة خائن تسرق أفضل عريس في المملكة؟ صرخت الماركيزة بغضب وهي تحطم فنجان شاي.
لكن لم يجرؤ أحد على التشكيك في قرار الدوق علناً فـ”إيثان” كان يتمتع بنفوذ عسكري ومالي لا يستهان ب. اكتفى الجميع بالهمس والتخطيط لكيفية عزل “إيلارا” اجتماعياً فور ظهورها الأول الجميع ينتظر اللحظة التي سيتخلى فيها “إيثان” عن زوجته الجديده
وفي القصر الملكي كانت الأميرة “سارة” تراقب الأخبار ببرودة قاتلة بعد نوبتها الهستيرية لم تعد صرخاتها مسموعة بل تحولت إلى تصميم حاد استدعت مستشاريها وبدأت ترسم خطة طويلة الأمد كانت ترى أن هذا الزواج مجرد “هفوة” من “إيثان”، وأن إيلارا لن تستطيع الصمود أمام الضغوط الاجتماعية والبرود العاطفي للدوق.
همست “سارة” لنفسها وهي تنظر إلى انعكاس وجهها في مرآة غرفة نومها: ستعود إلي يا إيثان سأجعله يدرك أن تلك الفتاة لا تليق باسم دوقة.
في الوقت ذاته كان “إيثان” مشغولاً بتنفيذ خطته الجديدة للبحث عن خدم عائلة “تريزا” القدامى وفي هذا الصخب كله كانت “إيلارا” تجلس وحيدة لا تعرف شيئاً عن العواصف التي تدور في القصر وخارجه بسبب وجودها كانت تظن أن عزلتها هي جزء من الهدوء لكنها كانت مجرد ضجيج صامت يحاصرها من كل جهة……..
التعليقات لهذا الفصل " 11"