لا أدري ما الذي كان يفعله، لكن يديه ووجنتاه كانتا محمرتين تماماً.
“هل أيقظتكِ من نومك؟”
“لا، أبداً.”
لوّحت بيدي نافية، فخطا الزعيم إليّ بخطوات واسعة وجذب وسادة وجلس عليها.
كان الفانوس يتمايل في الغرفة، يغمره بضوء مائل إلى الحمرة.
أملت رأسي متسائلة:
“لِمَ… جئتَ إلى هنا؟”
“لِمَ؟ ألا يحِقّ لي أن آتي؟”
“لا…! ليس قصدي هذا…”
ارتبكت في كلامي، فضحك الزعيم بخفة ثم اعترف بصراحة:
“فقط… رغبت أن أرى وجهك قبل أن أنام.”
“هـه…؟!”
اتسعت عيناي دهشة، بينما أخذ الزعيم يفرك يديه ببعضهما ليبعث فيهما دفئاً.
فووف، فووف.
نفخ عليهما عدة مرات، ثم وضعهما بلطف فوق بطني وأخذ يربت بهدوء.
“نمِ الآن.”
طَبطَب… طَبطَب.
لطالما راودني هذا الشعور، لمسته كانت دائماً بالغة الرقّة.
عادةً كنت أغفو هكذا فوراً، غير أنّ الليلة… لسبب ما لم يغلبني النوم بسهولة، بل رغبت أن أرى وجهه أكثر.
“آه… كل ما ترتديه يليق بك، لذا يصعب عليّ أن أقرر ما ستلبسه في يوم الحفل.”
خلال يومين أو ثلاثة مضت، كنت أرتدي شتى أنواع الملابس، والزعيم لا يكف عن المديح.
صحيح أن الأمر أرهقني قليلاً، لكن…
‘كان ذلك أول مرة.’
لم يكن هناك من يهتم بما أرتديه، أو بما آكله، أو أي تعبير يلوح على وجهي، أو حتى بأي تسريحة أصفف بها شعري.
لم يكترث أحد من قبل بتلك الأشياء.
“ألا يأتيك النوم؟”
كأنما شعر بانشغالي في التفكير، فسألني بصوت خافت.
توقفت يدُه المربتة فوق بطني لحظة، ثم رفع إليّ نظرته الجادة الصامتة.
كان صوته، وقد ازداد عمقاً في سكون الليل، ينساب إلى أذني بعذوبة.
لعل ذلك ما جعل قلبي… أهدأ قليلاً.
“نعم. أشعر ببعض التوتر.”
“بسبب الحفل غداً؟”
ترددت قليلاً، ثم هززت رأسي موافقة.
“ولِمَ ذلك؟”
مدّ يده يمرر أصابعه على شعري، وسألني بنبرة رخيمة.
‘أشعر… كأن قلبي يذوب دفئاً.’
رمشت عيني ببطء، ثم أخرجت أخيراً ما ظللت أخفيه.
“أنا… لستُ شيئاً يُذكر.”
“…….”
“لا أجيد الرماية مثل العم غاون… ولا أمتلك قوة الأعمام الآخرين… جسدي صغير وضعيف… ولا أقدّم أي عون.”
كنت أعلم بخبايا القصة الأصلية، لكن في أعينهم لستُ سوى طفلة صغيرة.
طفلة لا تنفع في شيء… إلى متى سيحبون طفلة بلا مقابل؟
خاصةً أنني أحمل سراً خطيراً… أنني ابنة العدو.
“ماذا لو… لاحقاً… صرتُ عديمة النفع، فملّني الجميع و… كرهوني؟”
“أنت جميلة.”
“…….”
“هكذا ظللت أرى فيك. سواء وأنت ترتدين تلك الملابس، أو اليوم، أو البارحة… بل منذ لقائنا الأول.”
حبست أنفاسي ولم أجد جواباً.
“أتدرين؟” همس الزعيم.
“العالم مليء بأشياء جميلة لكنها بلا منفعة. كالزهور، والسماء ليلاً، والريح، والضحكات… كالأوقات التي أقضيها معك وأنت تبتسمين ببراءة. يقال إنها بلا نفع… لكن الحقيقة أنها…”
مسّد شعري برفق، وأكمل بصوت عميق:
“هي التي تجعلنا نحيا.”
لم أفهم كل ما أراد قوله، لكن صدري ضاق فجأة، وكاد نفسي ينقطع.
كان السبب تلك النظرة التي يغمرني بها… نظرة غاية في الحنان.
“مهما اشتدّت الصعاب والآلام، الناس يحتملونها لسبب واحد. ليذوقوا المزيد من تلك الأشياء الجميلة عديمة النفع. حتى في لحظة إغلاق أعينهم الأخيرة… ما يتذكرونه هو تلك الأشياء تحديداً.”
“…….”
“فكيف، أخبريني، يمكن أن يكرهك أحد؟”
عضضت على شفتي بقوة. ولمّا رآني أتجمد وأنا أكبح دموعي، مدّ يده ونقر بخفة على جسر أنفي.
“أوف!”
“حقاً، كفّي عن التفكير بتلك التفاهات.”
قالها ضاحكاً بمرح وكأنه يوبخني.
“فف…!”
زممت فمي غاضباً للحظة، لكني سرعان ما لم أتمالك نفسي وانفجرت بالضحك معه.
“ثم أخبريني، لِمَ تزعمين أنك لا شيء؟”
“هـم؟”
“غداً… سأمنحك اسماً.”
“……!”
قالها هامساً كمن يبشّر بحكاية ممتعة.
اتسعت عيناي دهشة، ووضعت يدي على صدري.
“ا… اسم…؟”
هل يعني هذا أنني… سأمتلك اسماً؟
شعور غريب اجتاحني.
حتى الآن كنت أشعر أنني كائن بلا انتماء، وجود لا معنى له.
لكن لمجرد أن قال إنني سأحصل على اسم…
شعرت كأن وجودي اكتسب معنى.
“يُقال إن كل ما يحمل اسماً تحت السماء، يكتسب معنى. فلا تقلقي بعد الآن.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 40"