جاء صوت ساميونغ من الخارج. نهض دوهيول مسرعاً، والتقط بعض الكتب استعداداً للقاء والده.
تمتم دون أن ينظر إليّ، بينما أجلس أنا في مكاني يائسة الملامح:
“ستعودين لإنقاذي؟ أنتِ؟”
“أوه؟ همم…”
ما إن اعتدلتُ ورفعتُ رأسي نحوه حتى التفت إليّ.
ولسبب ما، كانت أطراف عينيه محمرة. ابتسم بخفة، كأن الهواء تسرب منه.
ثم، وهو يحدق بي مباشرة، قال:
“لقد كنتِ سبباً في أنني بالفعل…”
لكنه قطع كلامه فجأة، وغادر الغرفة.
‘…ماذا؟ هل يعني أنه سيساعدني؟’
لم يترك لي سوى التساؤلات الغامضة.
***
بعد أن غادر باك دوهيول للقاء والده،
تُركتُ وحدي في الغرفة، محمولة على ذراعي أحد الحراس.
كانت الغرفة واسعة نسبياً، لكن لا أثاث فيها، سوى فراش مفروش على الأرض.
“سأغلق الباب بالمفتاح، فلا تفكري بالخروج.”
قال الحارس ذلك، ثم خرج تاركاً إياي.
طَق!
وما إن أصبحت وحيدة تماماً حتى نهضتُ بسرعة، وبدأتُ أفتش الغرفة بعينيّ في كل زاوية.
“…أخطأت.”
وهكذا، بعد أن تأملت مليّاً من حولي، استبدّ بي اليأس في النهاية، فانهرت جالسة على الأرض.
‘طبعاً، الأمر هكذا. لا يُعقل أن يكون الرجل المسمى بالشرير الأخير مهملًا أو ساذجاً.’
فهذا الغرفة الكبيرة لا تحتوي على نافذة واحدة، والباب كان محكماً مغلقاً، فلا منفذ واحد بدا ممكناً للخروج.
‘كما توقعت، إلا إن جاء الزعيم لينقذني… أو كشف لي باك دوهيول عن مخرج سري، فلن يكون هناك أي سبيل للهروب.’
استحضرت آخر ملامح باك دوهيول قبل أن يغادر.
‘ذلك الفتى الوسيم رحل وهو يرمقني بذلك الوجه الحزين وتلك الكلمات الشفافة، فأورثني شعوراً غريباً بالانقباض؟’
كانت عيناه محمرتين، وفوق ذلك… بدا وكأن في قلبه جداراً يحول دون أن يتقبل كلامي كما هو، على الرغم من أنه لم يتجاوز السابعة من عمره، وهذا ما أزعجني قليلاً.
‘ترى، هل سيساعدني في الهرب فعلاً؟’
رد فعله الغامض لم يكن واضحاً. وبالاستناد إلى ما جرى في الحديث، فقد يكون بينه وبين باك جو تيك أمر ما… غير أنّ النص الأصلي اختصر الماضي اختصاراً شديداً، فلم أجد جواباً شافياً.
‘آه، لا فائدة. عليَّ أن أركز على الهرب الآن.’
أصدرت أنيناً وأنا أهز رأسي نافضة عني تلك الأفكار.
وحين أبعدت تلك الخواطر وتطلعت في الظلام، بدا لي فجأة كم أن الغرفة ساكنة وباردة وواسعة.
وأدركت بعمق أنني هنا وحيدة.
تماماً كما كنت في زمن بعيد.
“كم هو دافئ… شكراً لك.”
من غير سابق إنذار، تردّد في رأسي صوت الزعيم المنخفض العذب.
حين أنام، كان يربت على ظهري.
وحين أكاد أسقط، كان يسندني.
وحين أفتح عيني، أجده بجانبي… وإذا ما تسللت إلى صدره خلسة، شعرت بحرارة تغمرني.
رغم أنّنا كنا في جبال قاسية البرودة أكثر من أي مكان آخر… كان هو أكثر دفئاً من كل شيء، حتى شعرت بالسعادة في تلك اللحظات.
“أردت أن أراك وأنت تعيشين حياة أوسع وأجمل من هذا المكان، حياة تنعمين فيها بالحماية، وتشهدين الكثير، وتملكين كل ما يغنيك.”
ما إن تذكرت تلك الكلمات الصادقة التي قالها لي وهو يودعني، حتى همست:
منذ افترقت عن الزعيم وأنا أعيش كل يوم طعنات مؤلمة في قلبي، ومع ذلك… لم أبكِ منذ أن أعطاني الخدم قطعة القماش المقدسة.
فقد كان رحيلي عن الزعيم قراري أنا أيضاً.
لكن الآن…
‘لماذا أبكي؟’
تساقطت الدموع الغزيرة من عيني.
‘أيعقل… أنني كنت أشتاق إلى الزعيم لهذه الدرجة؟’
كنت أظن أن الأمر لحظة عابرة، وأنه سيزول مع الصبر، لكنه لم يزُل.
منذ أن أدركت أنّ هذا كله عالم رواية، لم يعد في قلبي مكان لأي فكرة سوى إنقاذ الزعيم.
حينها فقط فهمت كم أفتقده… وكم هو غالٍ على قلبي.
وأنا أمسح دموعي المتساقطة بلا توقف، إذ فجأة—
طقطق، طقطق… قرقعة!
انفتح الباب الذي ظننته محكماً مغلقاً.
ارتبكت، فسارعت أمسح الدموع من وجهي براحة يدي الصغيرة، وأخفيت جسدي بسرعة خلف أحد الأدراج في الزاوية.
“أ… أوه…؟!”
فجأة، شهقت وتبعها فواقٌ مباغت من شدة الفزع حين رأيت من دخل.
وتساقطت دمعة كانت عالقة على رموشي.
ولم أكد أفتح فمي لأنطق—
حتى اندفع نحوي بخطوات واسعة سريعة، ووضع يده بقوة على فمي ليسكته.
“……!”
وفي الظلام التقت عيني بعينيه.
تلك الحدقتان السوداوان العميقتان والشعر الداكن. وفي يده قطعة قماش أعرفها جيداً.
قطعة القماش التي زُخرفت بخيوط مذهبة.
القماش المقدس الذي لا يوجد في الدنيا إلا اثنتان منه، والذي تقاسمناه معاً ذات يوم.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 33"